واشنطن بوست تطالب الكونجرس باتخاذ إجراءات حاسمة وعقوبات ضد السعودية
سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكيّة، الضوء على مماطلة النظام السعودي ومحاولاته البائسة في عدم إعطاء أي إجابات حول تفاصيل الجريمة الوحشية التي اغتيل فيها الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده، لقد مضت أربعة أسابيع على الجريمة والعالم أجمع ما يزال ينتظر أن يستمع للحقيقة ويعرف من هو الذي أصدر أمر اغتيال خاشقجي وأين جثته.
وتقول الصحيفة الأمريكية: ذهب خاشقجي لقنصلية بلاده، وهناك تم قتله بوحشيّة، واعترفت السلطات السعودية بأن الجريمة متعمدة، لكنها تخفي الكثير من تفاصيل تلك الجريمة ولا تجيب عن الأسئلة، بل التزمت الصمت، ومن الواضح أنها لا ترغب في أن توجه التهمة لقيادتها، ولكن لا ينبغي السماح للرياض بذلك”.
وتقول “واشنطن بوست” إن ما جرى داخل القنصلية السعودية ليس لغزاً، فالحقائق الأساسية باتت مكشوفة لكبار المسؤولين الأتراك والأمريكيين، ولدى أنقرة تسجيل صوتي للحظات خاشقجي الأخيرة، استمعت له مديرة وكالة المخابرات الأمريكية جينا هاسبل، التي أحاطت الرئيس ترامب علماً بذلك.
وتوضّح الصحيفة الأمريكية أن ما تم تسريبه من مصادر تركية لوسائل الإعلام حول كيفية قتل خاشقجي، يؤكد أن خاشقجي وبعد دخوله القنصلية هاجمه فريق الاغتيال السعودي الذي وصل من الرياض خصيصاً لتلك المهمة، وتم حقنه بمخدر قبل أن يقطع جثته متخصص التشريح السعودي الذي كان برفقة الفريق، بواسطة منشار عظم.
وما يزال الأتراك يجهلون أمرين، تحدث عنهما الرئيس التركي أردوغان، الأول جثة خاشقجي، أين هي؟ والثاني من أشرف وأمر بتنفيذ هذه العملية المروعة؟ وترى الواشنطن بوست أن السعوديين، يعرفون الإجابة عن تلك التساؤلات، وربما حتى الرئيس الأمريكي، ويكاد يُجمع المتابعون والمسؤولون على أن عملية من هذا النوع لا بد أن تكون قد تمت بأمر مباشر من الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد.
لقد اعترضت المخابرات الأمريكية اتصالات تتحدّث عن نية ابن سلمان جلب خاشقجي للسعودية، بعد أن خرج من البلاد قبل أكثر من عام واستقرّ في أمريكا، وبات كاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست واسعة الانتشار حول العالم.
وتضيف الصحيفة، إن السعوديين يحرفون مسار القضية من خلال التظاهر بالتحقيقات التي يجرونها، فلقد سافر المدعي العام السعودي إلى إسطنبول، والتقى نظيره التركي، والأسوأ من ذلك، وبدلاً من اللجوء لتحقيق مستقل حقيقي، فإن إدارة ترامب تؤدي دوراً في إطالة أمد القضية.
وعندما سئل وزير الدفاع الأمريكي، عن قضية خاشقجي، قال إنه تحدث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي أكد له أن بلاده متعاونة جداً بإطار التحقيقات مع الجانبالتركي، وهو أمر يناسب الجانب السعودي، والرئيس ترامب.
وطالبت “الواشنطن بوست” الكونجرس بأن يتحرك ويستدعي هاسبل ومسؤولين أمريكيين آخرين للاستماع إلى ما يعرفونه عن الجريمة، وأن يعقب ذلك اتخاذ إجراءات حاسمة وعقوبات، بما في ذلك العقوبات على ابن سلمان إذا ثبت تورطه بجريمة خاشقجي، يتبع ذلك إعادة تشكيل العلاقات الأمريكيّة السعوديّة.
ارسال التعليق