واشنطن نحو إعادة هيكلة العلاقات مع السعودية
فترة قصيرة نسبيا، فصلت زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى السعودية ولقائه محمد بن سلمان في جدّة عن استقبال مستشار الأمن القومي الأميركي " جيك سوليفان"، الثلاثاء، نائب وزير الدفاع السعودي "خالد بن سلمان".
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنه "إنفاذا لتوجيهات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، التقى الأمير خالد بن سلمان في واشنطن مستشار الأمن القومي الأمريكي".
وأضافت: "جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات السعودية " الأمريكية التاريخية الراسخة وبحث آفاق التعاون والتنسيق المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وسبل دعمها وتعزيزها في إطار الرؤية المشتركة بين البلدين الصديقين".
وتابعت الوكالة: "وصل نائب وزير الدفاع والوفد المرافق له إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية، سيلتقي خلالها عددًا من المسؤولين الأمريكيين لبحث العلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي".
في وقت ذكرت فيه المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "أدريان واتسون"، في بيان، أن "سوليفان" أعاد تأكيد التزام الرئيس "جو بايدن" بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها". كما أعرب عن تقديره لقيادة "المملكة" في تأمين هدنة بوساطة الأمم المتحدة في اليمن.
وأضافت: "ناقش الاثنان أيضًا أهمية تنسيق الجهود من أجل ضمان المرونة الاقتصادية العالمية". ولفتت إلى أن الجانبين "أكدا على الشراكة طويلة الأمد بين البلدين".
يذكر أن موقع "أكسيوس"، كان قد نقل عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن "الأمير" خالد بن سلمان، وصل إلى واشنطن على رأس وفد سعودي رفيع، للقاء لجنة التخطيط الإستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة و"السعودية".
وذكر الموقع الأمريكي، أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تحسين العلاقات مع "السعودية"، ودفع "المملكة" لزيادة إنتاج النفط، قبل زيارة الرئيس "جو بايدن" المرتقبة إلى الشرق الأوسط، نهاية يونيو/حزيران المقبل.
مخاوف واشنطن من علاقة الرياض المتنامية مع الصين:
وفي السياق، كان موقع "ذي أنترسيبت" قد أفاد بأنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز التقى بشكل سري مع "ولي العهد السعودي" الأمير محمد بن سلمان في جدة، وذلك كجزء من جولة إقليمية قام بها مؤخراً.
وذكر الموقع أنّ الاجتماع غير العادي، الذي كشفت عنه أولاً صحيفة "وول ستريت جورنال"، هو أول لقاء معروف بين "كبير الجواسيس في الولايات المتحدة وحاكم السعودية"، ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، فإنّ اللقاء هذا هو أحدث محاولة من قبل المسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة لمناشدة السعودية" حول النفط، وذلك وسط ارتفاع أسعار الغاز الأميركية.
ورفض متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على رحلات بيرنز، لكن مسؤولاً استخباراتياً أميركياً، ومصدرين على صلة بالمخابرات الأميركية، ومصدر مقرب من أفراد "العائلة المالكة السعودية"، ومسؤول داخل مركز أبحاث، تحدثوا عن هذا اللقاء.
وبحسب الموقع، كان الاجتماع أيضاً فرصة لطرح موضوع يثير قلق واشنطن الشديد، وهو "علاقة الرياض المتنامية مع الصين"، إذ طلب مدير وكالة المخابرات المركزية من "المملكة العربية السعودية" عدم متابعة شراء أسلحة من الصين، وفقاً لمصدرين مقربين من المخابرات الأميركية.
حيث تسبب انفتاح "السعودية" العلنية تجاه بكين، واستكشاف إمكانية بيع نفطها بالعملة الصينية بإثارة ذعر واشنطن.
وحذر مدير المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هينز من جهود الصين وروسيا "لمحاولة تحقيق تقدم مع شركاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم"، مشيراً إلى "السعودية" والإمارات كأمثلة.
وقال المصدر المقرب من المخابرات الأميركية إن ما لم يُعرف علناً هو أن الحكومة السعودية تخطط لاستيراد صواريخ باليستية، في وقت لاحق من هذا الشهر، من الصين في إطار برنامج سري أطلق عليه اسم "التمساح".
مطالب بالإفراج عن محمد بن نايف:
ونقلت المصادر إنّ بيرنز طلب أيضاً الإفراج عن العديد من أفراد "العائلة المالكة السعوديين" البارزين الذين احتجزهم محمد بن سلمان، بمن فيهم ابن عم محمد بن سلمان، ولي العهد السابق محمد بن نايف.
ومحمد بن نايف، كما هو معروف، كان وريث العرش قبل الإطاحة به من قبل ابن سلمان في العام 2017، ولأن محمد بن نايف هو شريك وثيق للمخابرات الأميركية، فقد قامت إدارة بايدن بالضغط من أجل إطلاق سراحه.
وقال المصدر المقرب من المخابرات الأميركية للموقع إنّ وجود بيرنز كان بمنزلة وسيلة لمحاولة إصلاح العلاقة المشحونة بين محمد بن سلمان ومسؤولين كبار آخرين في إدارة بايدن.
وأضاف المصدر إنّ لقاء بيرنز مع محمد بن سلمان كان واحداً من عدة اجتماعات مع قادة في المنطقة، بما في ذلك في قطر والإمارات وسلطنة عمان.
حيث ردد بيرنز لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ما طرحه أمام ابن سلمان، وحثه على التوقف عن التقارب مع الصين، في إشارة خاصة إلى بناء قاعدة عسكرية صينية في الإمارات.
يذكر أن بيرنز تعرض لانتقادات بسبب إدارته الدبلوماسية التي من المفترض أن يتولاها دبلوماسيون في وزارة الخارجية، وجاءت المخاوف بشأن دور بيرنز في الدبلوماسية وتهميش وزارة الخارجية من شخصيات معروفة مثل مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون.
ارسال التعليق