ابن سلمان وإهدار أموال الشعب على الألعاب الإلكترونية
جاء إعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن شراء حصة 5% من أسهم شركة ألعاب الفيديو اليابانية Nintendo، الضوء من جديد على ولع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بالألعاب الإلكترونية، وإنفاقه الأموال العامة على تلك الألعاب في محاولة لإشباع ولع مستمر بها منذ الصغر.
– استثمارات بالمليارات في الألعاب:
وكان صندوق الثروة السيادي للمملكة قد رفع من استثماراته في شركات ألعاب الفيديو خلال العامين الماضيين، حيث سبق أن استثمر في شركة Activision التي سعت مايكروسوفت للاستحواذ عليها في صفقة تاريخية تقارب 69 مليار دولار.
ويملك الصندوق 37.9 مليون سهم في أكتيفيجن، منتجة لعبة Call of Duty، وفق آخر إفصاح في سبتمبر الماضي، تعادل نحو 5% من أسهم الشركة تقريباً.
كما كشف صندوق الاستثمارات العامة في فبراير الماضي عن حصص تزيد عن 5٪ في شركتي ألعاب مدرجتين في اليابان، هما Capcom، الشركة وراء سلسلة Street Fighter و Resident Evil، وشركة Nexon المزودة للألعاب عبر الإنترنت، والتي تقف وراء لعبتي MapleStory و Dungeon & Fighter، بقيمة تفوق المليار دولار للصفقتين.
صندوق سيادي:
في يناير الماضي أيضًا، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إطلاق مجموعة “سافي” للألعاب الإلكترونية، على أن يرأس مجلس إدارة الصندوق بالطبع ولي العهد السعودي “ابن سلمان”.
وبحسب مسؤولين بالصندوق، تهدف المجموعة لأن تكون رائدة في تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي، حيث ستعمل بشكل متناغم لدعم منظومة متكاملة للقطاع.
وتعزيزا لخططها المستقبلية الطموحة، قامت مجموعة سافي بتوقيع اتفاقية استحواذ على شركة ESL الرائدة عالميا في الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، وشركة FACE IT المنصة الرقمية الرائدة في الرياضات الإلكترونية، ودمجهما تحت شركة ESL FACE IT Group، لتكون حجر الأساس لتحقيق مستهدفات مجموعة سافي في هذا القطاع، علما بأن إتمام عمليات الاستحواذ يخضع لشروط الحصول على الموافقات التنظيمية من الجهات المعنية.
وأوضح المسؤولين أن تأسيس مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية تماشيا مع استراتيجية الصندوق 2021 – 2025، التي تهدف إلى تمكين القطاعات الواعدة، ومنها الترفيه والرياضة، مما يسهم في توفير فرص تنموية وتعزيز لتنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي وفقا لأهداف رؤية المملكة 2030، على حد زعمهم.
ولع بالألعاب الإلكترونية:
كشف موقع “دوت سبورتس” المختص في الألعاب الإلكترونية، مايو 2020، أن محمد بن سلمان، أنفق لوقتها آنذاك أكثر من 6000 دولار على لعبة “دوتا 2” Dota 2 الإلكترونية للمشاركة في منافسة 2020 الدولية للعبة.
وأشار الموقع إلى أنه عندما يتحدث الناس عن مصطلح “الحيتان” في الألعاب الإلكترونية، فإنهم عادة ما يشيرون إلى اللاعبين الذين ينفقون مبلغًا مجنونًا من المال في لعبة واحدة، وهو ما ينطبق على محمد بن سلمان.
وأكد أنه مع هذا المستوى من الإنفاق والأوقات الطويلة التي يقضيها محمد بن سلمان عبر حسابه “Purrrrrfect Devil Angel Yukeo”، يأتي في مقدمة الذين ينفقون أموالهم على اللعبة بعيدا جدا عن صاحب المركز الثاني الذي أنفق صاحبه 1500 دولار فقط.
واعتبر الموقع أن هذا الإنفاق الجنوني ليس جديدًا على “ابن سلمان”، حيث إنه على مدار السنوات الثلاث الماضية أنفق مبلغًا إجماليًا قدره 69.494 دولارًا ويعتمد على Battle Pass وحدها، مع 42.100 دولار في عام 2018. لم يكن المساهم الأول فقط في كل من تلك السنوات ولكن أيضًا حقق رقمًا قياسيًا، وصل إلى مستوى 175.000 في عام 2017.
وذكر الموقع أن محمد بن سلمان يقضي أوقاتا طويلة في اللعب وكان نشطًا على Steam منذ 2011 ولعب أكثر من 10000 مباراة في Dota، بإجمالي 5.772 فوزًا و5.467 خسارة أي بمعدل فوز بلغ 51 بالمائة. وكشف أن ولي العهد السعودي قضى 9046 ساعة لعب في Dota، إلى جانب ما يقرب من 550 ساعة في Team Fortress 2.
– ليس مجرد إشباع:
الأمر ليس فقط إشباع لحاجات طفولية عند “ابن سلمان”، بل من خلال تلك الشركات العالمية في الألعاب الإلكترونية يبدو أن “ابن سلمان” يأمل في أن تنجح مواءمته مع الصناعات الترفيهية في جميع أنحاء العالم إلى تخفيف القيود المالية للشركات التي تشعر بالقلق من الاستثمار في اقتصاد الدولة الغنية بالنفط بعد حادثة مقتل “خاشقجي”، والإبادة الجماعية في اليمن خلال الحرب المستمرة، والتي لا تزال تدعمها الولايات المتحدة.
هذه الصفقات لا تمر مرور الكرام حين يتعلق الأمر بالجماهير، على سبيل المثال، عندما ساهمت بطولة League of Legends الأوروبية في الترويج لنيوم، المدينة التقنية “الحمقاء” التي يصورها محمد بن سلمان على أنها واحة بقيمة 500 مليار دولار في الصحراء السعودية، أجبرت ردود الفعل العامة شركة Riot Games المنظمة على الاعتذار لمشجعيها والتراجع عن الصفقة.
قد يكون “ابن سلمان” يتطلع إلى تحسين صورة نظامه من خلال الدعاية عبر هذه الألعاب، أو ربما يأمل أن يكون الاستثمار نفسه كافيًا لجعل سمعته ودولته تبدو وكأنها حكومة في عصر النهضة وليس حكومة معروفة بهذا الكم من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان.
ارسال التعليق