الإمارات والسعودية دعمتا انفصال كردستان العراق
فتح برنامج "ما خفي أعظم" ملف الاستفتاء الذي جرى في إقليم كردستان العراق في سبتمبر الماضي، بشأن تقرير مصير أكراد العراق الذي أثير حوله الجدل الكبير داخلياً وإقليمياً، ووضع الكثير من علامات الاستفهام على التوقيت والأطراف التي دعمت الاستفتاء.
وبثت قناة الجزيرة القطرية مساء أمس بعنوان "كردستان.. رهان الاستفتاء" خلال المقابلات الحصرية التي أجراها، كواليس وخفايا ما جرى بالسياسة والميدان، ومن بينها مقابلة مع رئيس الإقليم "مسعود البارزاني" الذي استقال بعد إجراء الاستفتاء ووجّهت له الكثير من الانتقادات لإصراره على إجرائه. وكشف بعض ضيوف الحلقة عن دور إسرائيل ودول إقليمية أخرى بدعم هذا الاستفتاء، والأهداف التي سعت لتحقيقها من ورائه.
وبات من الواضح أنه لم يؤيد انفصال كردستان عن العراق بعد الكيان الصهيوني سوى السعودية والإمارات، وأكد الباحث العراقي لقاء مكي أن الإمارات قامت بتمويل الاستفتاء، وقال كان جلياً بأن ثمّة محوراً ثلاثياً يتشكّل أو تحالفاً جديداً في المنطقة يرفض الاستفتاء بقيادة تركيا وإيران والعراق، وأن الموقف في بعض دول الإقليم لم يكن واضحاً حيث لم تفصح عن مواقفها، فيما لعبت إسرائيل دوراً رئيسياً في الاستفتاء والدفع بقوة لإجرائه.
وقال لقاء مكي : إن موقف الإمارات قد وضع كثيراً من علامات الاستفهام بتأييدها ودعمها الاستفتاء مالياً ولوجستياً.. وكان مركز الإمارات للسياسات، وقّع مع أربيل مذكرة تفاهم بشخص رئيسته (ابتسام الكتبي)، للمساعدة في إجراء وتنظيم عملية استفتاء الانفصال، وكان الدور الذي لعبته الإمارات، يمكن من خلاله اعتبارها شريكاً أساسياً في تقسيم العراق وتشرذمه، خاصة أن مسؤولي الإمارات أعلنوا أنهم مع تطلعات أكراد المنطقة لإقامة دولة خاصة بهم. وقال الباحث العراقي لقاء مكي: إن موقف الإمارات من الاستفتاء ودعم الأكراد يأتي لاعتقادها أن إيران وتركيا هما خصوم استراتيجيين لها في المنطقة وعليه لابد من إضعاف هاتين الدولتين من خلال قيام كيانات انفصالية حيث كانت تأمل، من خلال دعمها لاستفتاء كردستان أن ينتهي إلى تأسيس دولة كردية وهذا سيجر إلى انفصال أكراد تركيا وإيران ومن ثم تقسيم البلدين وإضعافهما، وأشار مكي إلى أن السعودية كانت أقل حماساً من الإمارات لأنها تدرك أن الانفصال إذا ما حصل في العراق وامتد إلى إيران وتركيا قد يمتد إلى دول كثيرة ومن بينها السعودية نفسها.
ارسال التعليق