الرياض لا تقود التغيير وإنما تحاول خداع الغرب
قالت الكاتبة البريطانية من أصل فلسطيني أروى مهدوي في مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية حمل عنوان «السعودية لا تقود التغيير.. إنها تحاول خداع الغرب» «سأرمي نفسي تحت السيارة إذا رأيت مقالاً آخر حول قدرة النساء السعوديات على القيادة، لا تفهموني خطأ أنا سعيدة لأنه رفع الحظر في السعودية على قيادة النساء الذي لم يكن مفروضاً إلا في المملكة ولكنني قلقة أيضاً فبدلاً من كونها خطوة ذات مغزى نحو التقدم، كما تشير الكثير من التقارير فإن رفع حظر القيادة هدفه مختلف تماماً، إن سماح النساء بقيادة السيارات هو خطوة تتعلق بالعلاقات العامة لم يتم تصميمها لتحديث المملكة، ولكن لجعل نظام قمعي أكثر قبولاً».
وتابعت الكاتبة إن المملكة قامت في الشهر الماضي بحبس عدد من ناشطات حقوقيات وفي منتصف ليلة الأحد، عندما خرجت بعض النساء السعوديات إلى الشوارع للمرة الأولى، كانت 6 من أبرز الناشطات الحقوقيات، اللاتي قدن حملات من أجل هذا الحق سنوات في السجون السعودية، وهن متهمات وفقاً لتصريحات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في تقارير منظمة العفو الدولية بإجراء اتصالات بالكيانات الأجنبية بهدف تقويض استقرار البلاد ونسيجها الاجتماعي. واعتبرت الكاتبة أن سخرية قيام المملكة بسجن الناشطات في مجال حقوق المرأة في الوقت الذي رفعت فيه الحظر المفروض على قيادة المرأة، تمت تغطيتها من قبل وسائل الإعلام ومع ذلك كانت قصة الناشطات قصة ثانوية، وأظهرت معظم العناوين موضوع الإصلاح الذي دفعه ولي العهد السعودي.
وأشارت الكاتبة إلى أن التقارير أفادت في العام الماضي بأن السعودية تقوم بإنشاء مراكز علاقات عامة عالمية لتحسين صورتها الدولية وسط قصفها لليمن وحصارها لقطر، حسناً إن آلة العلاقات العامة السعودية كانت مشغولة جداً حقاً، وعندما زار ولي العهد السعودي أمريكا في شهر مارس كانت هناك حملة إعلانية ضخمة، وغطت رسائل مثل أنه يمكن ظهور المرأة العربية السعودية باللوحات الإعلانية وسيارات الأجرة حتى ظهرت تلك الرسائل في صحيفة الجارديان وكتب الصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز عن ولي العهد السعودي تحت عنوان «الربيع العربي في السعودية» وما كان ذلك مجرد إطراء وبعد ذلك في شهر مارس ظهر ابن سلمان في برنامج 60 دقيقة لقناة cbs وهي أول مقابلة له مع شبكة تلفزيون أمريكية وفي مقدمة المقابلة الودية للغاية أعلنت القناة عن الأمير أنه يقوم بتحرير المرأة يدخل الموسيقى والسينما ويقضي على الفساد في الأرض مع 15 ألف أمير، وفي الجزء الذي استغرق 30 دقيقة جرى النقاش حول اليمن فقط لبعض دقائق وتم تخطيها بسرعة وبعد كل شيء إذا كنت مستعداً للحديث عن دور السينما وقيادة المرأة فمن يريد الحديث عن جرائم الحرب والقتلى اليمنيين؟ وخاصة في ظل تواطؤ أمريكا وبريطانيا في حرب السعودية الكارثية في اليمن. وهذه هي النقطة المهمة.
وفي نهاية المطاف فإن التغطية الاحتفالية حول رفع السعودية الحظر عن قيادة المرأة تعكس حقيقة أنه من مصلحة الغرب أن يتم عرض المملكة في صورة جيدة وأنه بعد كل شيء غير مريح أن تعترف بأن شريكك التجاري المربح الذي تدعم جهوده الحربية هو نظام استبدادي فاسد ومن الأفضل التركيز على الصور الجميلة للنساء في السيارات.
ارسال التعليق