دعم ترامب شجع ابن سلمان على ارتكاب مغامراته الطائشة
سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها ليوم أمس الضوء على الدوافع التي جعلت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للقيام بمغامرات طائشة من بينها؛ الحرب على اليمن، وحصار قطر، وآخرها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول كما انتقدت دعم ترامب للرياض. وشددت الصحيفة الأمريكية، إن على واشنطن أن تعمل على تحقيق التوازن بين القوى المتنافسة في الشرق الأوسط، وألا تميل لطرف على حساب طرف آخر. وأكدت أن دعم الرئيس الأمريكي، ترامب، لـ ابن سلمان، أغرى الأخير للقيام بمغامرات طائشة. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق، باراك أوباما، تبنّى سياسة لدعم التحديث الاقتصادي والتسامح الديني في الشرق الأوسط، وإن كان قد ارتكب أخطاء فادحة، فيما اختار ترامب أن يكون، وبشكل لا لبس فيه وغير مقنع، مع أحد محاور المنطقة؛ وهي السعودية وحلفاؤها، ودعمهم ضمنياً من قبل إسرائيل، وأدى ذلك إلى سلسلة من الكوارث؛ من حرب اليمن التي تعتبر أسوأ كارثة إنسانية في العالم، إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وربما قد يكون الأسوأ لم يأتِ بعد.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: إن التوازن أمر يصعب تحقيقه، وكثيراً ما أخطأت به إدارة أوباما، فقد سمح بتوقيع اتفاق نووي معيب مع إيران، ولتحقيق هذا الاتفاق لم يفعل الكثير لمواجهة التغلغل الإيراني وعدوانه في سوريا، لقد فعل أوباما ذلك لأنه كان يريد أن يقنع نفسه بأنه يمكن إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها الإمبراطورية. لقد كان أوباما في كثير من الأحيان على خلاف مع الحكومتين السعودية والإسرائيلية في سياسته تجاه إيران. وتقول الصحيفة، عندما ترأس ترامب، حرص على فعل عكس ما فعله أوباما، وبعد حملة ضغط كبيرة وسريعة قامت بها السعودية، احتضن ترامب ابن سلمان؛ وهو ما شجعه للقيام بمغامرات طائشة مثل حصار قطر وحرب اليمن. وتقول واشنطن بوست: ربما هذا ما يفسر شعور ابن سلمان بالصدمة عقب مقتل خاشقجي ومطالبة البيت الأبيض بالكشف عن تفاصيل مقتله وتوجيه توبيخ له.
وترى الصحيفة أن قرار ترامب التخلي عن الاتفاق النووي، والعقوبات على إيران، أدّى كل ذلك لتصاعد التوترات في المنطقة، ولكن دون أن يكون هناك هدف واضح، فمن المرجح ألا تؤدي العقوبات على إيران إلى حدوث تغيير في النظام بإيران، كما لا يبدو أن القضاء على إيران كقوة إقليمية ممكناً؛ لأن ذلك بحاجة إلى حرب تشنها الولايات المتحدة، وهو ما تدفع به إسرائيل والسعودية.
لكن أفضل سياسة أمريكية يمكنها أن تردع إيران، بحسب الصحيفة، هي تحجيمها في سوريا، وأن تسعى الدول السنية لاحتواء الوجود الإيراني في الدول الأخرى، ومنها اليمن، ولعل إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف بقيادة السعودية دفع إلى محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، كما يجب على ترامب أن يعمل نحو إيجاد سياسة فعالة في الشرق الأوسط لا تتعمد تشويه إيران ولا احتضانها بشكل عشوائي.
ارسال التعليق