الاخبار
شماتة الموت : ال سعود وغيرهم مثالا
من الطبيعي جداً أن يكون هناك من يحزن على وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، ومن المألوف أن يتغنى الشعب بإنجازاته، ويذكر مناقبه بعد وفاته حتى وإن كان بعضها من باب المديح في حضرة السلاطين والتنفع بعطاياهم قابل هذا الحزن أيضاً بعض مشاعر الشماتة والفرحة التي اعتلت وجوه بعضاً ممن يعترضون على سياسة الملك المتوفي ويعتبرون أنها المسؤولة عن الأزمات المشتعلة في سورية والعراق، ودول المنطقة عموماً .
بعض الدعاة الإسلاميين شنو هجمات مرتدة عنيفة على كل الشامتين بموت خادم الحرمين سواء كان ذلك ضمن برامجهم الدعوية أو على صفحات حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” و”تويتر”، وبعضهم يعتبرون نجوماً عليه ينافسون نجوم الفن والغناء كنانسي وإليسا في تلك الأمور باستثناء أن نجوميتهم كما يقولون لمعت في خدمة الدين وأتباعه.
الشماتة في حضرة الموت غير مقبولة ولا جدال فيها وهجوم الدعاة منطقي فيه الكثير من الصحة، فكل الذين رحلوا هم الآن بين أيدي ربهم يحاسبهم الحساب العدل، وشماتة البعض في موت الملك لن تعيد البلاد العربية المحترقة اليوم إلى ربيع أيامها ولا أقصد هنا بالطبع ربيعها الثورجي بل أقصد حياتها الطبيعية وأمنها واستقرارها، وبعض ما تعاني منه تلك الدول من صنع أيديها، وإن كان لتدخل سياسات دول خارجية نصيب كبير.
اللافت أن هؤلاء الشيوخ الدعاة هبوا هبة رجل واحد على اختلاف جنسياتهم للهجوم على الشامتين بموت الملك عبدالله “المسلم”، وهذا دورهم لأنه يأتي من باب النصح والإرشاد، والتحذير من مغبة الشماتة في الميت وأحكامها وأبوابها الفقهية والعقوبات الدينية المترتبة عليها، لكن المفارقة هنا أن بعضاً من هؤلاء أنفسهم “الدعاة” قالوا على الهواء مباشرة أن الفرح بموت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن “واجب” بالرغم أنه مسلم كذلك، وقتل على يد الولايات المتحدة الأمريكية، أعتقد أن الحالتين فيهما “موت”، والشماتة بهما سيان، أليس كذلك ؟!
بل اجزم انه لو لم يكن من اعدم صدام شيعيا لفرحوا كلهم حتى الليبرالي الخليجي وهذا ما حصل لكتاب الكويت الذين لم ينسهم هوية القاتل المذهبية ما فعله صدام بهم اذا نحن امام تشابه في الحالات وافتراق الى درجة التضاد في الاحكام عند مشايخ وليبراليي الحكومات .
ارسال التعليق