صناعة أنظمة ثاد في السعودية.. أولى الضمانات العسكرية الأمريكية
تزامنا مع النوايا الأميركة البيّنة بتوسيع حدة الصراع في المنطقة، أُعلن أول من أمس، عن توقيع شركة صناعة الأسلحة الأمريكية لوكهيد مارتن (LMT.N)، اتفاقيات جديدة لشركات سعودية لتصنيع أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي الخاص بها.
وتكون أهمية هذه الخطة أنها تمهّد الطريق لأول عميل دولي لإنتاج أجزاء من نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية محليًا.
وقالت شركة لوكهيد في بيان يوم الاثنين الماضي، إن عقد تزويد السعودية بنظام (ثيد) "سيعمل على تعزيز قدرات التصنيع في المملكة العربية السعودية ونقل الخبرة لتعزيز صناعة الدفاع في البلاد".
وشركة لوكهيد مارتن هي شركة عالمية للأمن والفضاء، وتشمل قطاعاتها الملاحة الجوية والصواريخ. واحد من قطاعاتها RMS متخصص بتصميم وتصنيع وتقديم الخدمات والدعم لمختلف طائرات الهليكوبتر العسكرية والتجارية والسفن السطحية وأنظمة الدفاع الصاروخي البحرية والبرية وغيرها.
قال جيسون رينولدز، نائب رئيس شركة لوكهيد مارتنفي تصريح صحفي أنه "على الرغم من أنه لم يحدد عدد منصات ثاد التي سيتم إنتاجها في المملكة العربية السعودية"، إلا أنه أكد أن الكمية التي سيتم تصنيعها ستكون "كبيرة" و"ستبقي المصانع السعودية مشغولة لسنوات عديدة".
ما يضع الخطوة في مسار بدء تقديم ضمانات عسكرية للسعودية في سبيل تطبيع علاقات الاخيرة مع الكيان الاسرائيلي وتراجعها عن أي مطالب تُقدّم للفلسطينيين؛ تحفظ به شيءاً من ماء وجهها أمام سمعتها بين المسلمين.
إلى ذلك؛ تم الإعلان عن هذه الصفقة على هامش معرض الدفاع العالمي في الرياض، حيث وقعت الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) المملوكة للدولة 11 اتفاقية أخرى في المناسبة عينها.
هذا وأعلنت شركة إيرباص (AIR.PA) يوم الاثنين، إنها تجري محادثات مع المشغلين الحاليين لطائراتها العسكرية من طراز A330، بما في ذلك "السعودية"، لمزيد من الطلبيات.
وفي صفقة منفصلة، وقعت شركة بوينج السعودية والبحري اللوجستية، وهي وحدة تابعة لشركة الشحن الوطنية في البلاد، مذكرة تفاهم تنص على تعزيز أنشطة سلسلة التوريد في البلاد وتعزيز دعم البحري للخدمات والمنتجات المتعلقة بالدفاع.
إلى جانب ذلك قالت شركة برزان القابضة القطرية أيضا يوم الاثنين إنها وقعت اتفاقا مبدئيا مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية فيما وصفته بأنه أول اتفاق من نوعه بين شركات دفاع في الخليج.
والجدير بالذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال كانت قد نقلت منذ بدء العدوان على غزة -فترة ما قبل الاجتياح البري- عن مسؤُولين عسكريين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي يسعى حاليًا لنشر ما لا يقل عن 12 نظامًا للدفاع الجوي في عدة بلدان في الشرق الأوسط منها السعودية.
ووفقًا لما نشرته الصحيفة حينها أنّ "بطارية من منظومة ثاد THAAD الدفاعية المُخصصة للاستخدام ضد الصواريخ البالستية على الارتفاعات الشاهقة في طريقها حاليًا إلى المملكة العربية السعودية، بينما ما لا يقل عن 11 نظام دفاع جوي من طراز إم آي إم-104 باتريوت سيتم نشرها في مواقع في الكويت والأردن والعراق والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة."
وهذا التهافت إلى التسليح الأميركي للسعودية، يحطم مزاعم هذه الاخيرة عن دعمها لتخفيف كل أوجه التصعيد في المنطقة. حيث ستصبح "السعودية" ضالعة ربما قريبا وبشكل علني في الدفاع عن كيان الاحتلال، وإن كان تحت مسميات واهية من قبيل حفظ الملاحة الدولية في حال هي اعترضت صواريخ يمنية كانت موجهة إلى البحر، إلا أن الأكيد هو ضلوعها في صد الصواريخ التي سيكون مسارها إلى مستوطنات العدو الواقعة تحت مرمى صورايخ القوات المسلحة اليمنية منذ أشهر.
ما هو نظام ثاد:
يأتي اختصارا لاسم Terminal High Altitude Area Defense، أي نظام الدفاع ضد الاهداف التي تطير على إرتفاعات عالية.
"ثاد" كما "باتريوت" هي أنظمة دفاعجوي مصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى.
كما يمكن لنظام ثاد اعتراض الصواريخ داخل وخارج الغلاف الجوي بواسطة صواريخ اعتراضية تعتمد على الطاقة الحركية. ويبلغ مدى صواريخه 200 كلم.
تكون نظام ثاد من خمسة مكونات رئيسية: أجهزة اعتراضية، قاذفات، رادار، وحدة التحكم في الحرائق، ومعدات الدعم.
يتميز نظام ثاد بالقدرة على التنقل والنشر السريع، والتوافق مع أنظمة دفاع صاروخية أخرى.
وقد أثبت نظام ثاد فعاليته في عدة تجارب ناجحة، وله معدل اعتراض بنسبة مئة بالمئة.
وحول تكلفته، تُقدّر بحوالي مليار و200 مليون دولار أميركي، وذلك بالعودة إلى تقرير من مكتب المساءلة الحكومية الأمريكي في عام 2019.
وحول تفاصيل تكلفته؛ فإن تكلفة إنتاج صاروخ THAAD هي حوالي 11.8 مليون دولار أمريكي، وتكلفة إنتاج قاذفة لهذا النظام هي حوالي 15.2 مليون دولار أمريكي، وتكلفة إنتاج رادار له هي حوالي 393.6 مليون دولار أمريكي. وبالمجموع، فإن تكلفة إنتاج بطارية THAAD كاملة، والتي تتألف من ست قاذفات و48 صاروخا ورادار واحد، هي حوالي 1.2 مليار دولار أمريكي.
إلى جانب تلك الحسابات، هناك تكاليف التشغيل والصيانة والدعم والتدريب والبحث والتطوير التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لتحديد الكلفة الدقيقة.
ووفقا لتقرير آخر من مكتب المساءلة الحكومية الأمريكي في عام 2017، فإن تكلفة حياة البرنامج لـ 9 بطاريات THAAD هو حوالي 41.5 مليار دولار أمريكي.
ويعود تصميم نظام ثاد إلى عام 1990 عندما اختارت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شركة لوكهيد مارتن لتزويد الجيش الأمريكي بهذا النظام، الذي خرج إلى النور عام 1992، في حين جرت أول تجربة على النظام عام 1995. وبعد ست تجارب فاشلة، نجحت أول تجربة اعتراضية عام 1999.
ارسال التعليق