مؤشرات على علم أمريكا بوجود تهديد لحياة خاشقجي قبل اغتياله
ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن هناك مؤشرات لاحتمال علم المخابرات الأمريكية المسبق، بالتهديد الذي كان يتعرض له الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي" قبل مقتله.
ونقلت الصحيفة البريطنية، أمس الجمعة، عن المحققة الأممية "أغنيس كالامار" قولها: "إن واشنطن كانت تعرف مسبقا عن التهديد القاتل الذي كان ينتظر خاشقجي"، لافتة إلى أن "فشل واشنطن في الكشف عن القتل واحتمالية أنها كانت تعرف مقدما بالخطر الداهم الذي كان ينتظره، فهي إذن متواطئة في الحصانة التي تمتعت بها السعودية".
وأوضحت: "لو كان لدى الأمريكيين معلومات من أي نوع أو أي مصدر تتعلق بالقتل، أو توفرت لديهم معلومات تشير إلى مدى مسؤولية (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان، أو عن التوقف في القاهرة ولا يكشفون عنها فإنهم بذلك يضعون أنفسهم في موقف المتواطئ".
وشمل تقرير "كالامار"، الصادر عام 2019، الاستماع إلى تسجيل مدته 15 دقيقة يوثق جريمة القتل ولكن لم يتم الكشف عنه، وأشار إلى أن المحققة الأممية لديها أدلة عن وجود معلومات لدى الإدارة الأمريكية عن التهديد الذي كان يتعرض له "خاشقجي".
وأضافت: "كل شيء نسمعه يدل على وجود روابط قوية بين الولايات المتحدة والسعودية بما فيها المستوى الاستخباراتي، وهذا يأتي على قمة التسريبات التي ظهرت في البداية، وهذه فرضية ولكن ليس لديها الأدلة المادية، ولكنها تزيد من احتمالية اصطياد الولايات الأمريكية لمعلومات أمنية عن التهديد الذي كان يحوم حول خاشقجي".
وكانت المقررة السابقة في الأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء والقتل الفوري التعسفي قد قضت 6 أشهر وهي تحقق في الجريمة، وأشارت في تقريرها إلى أن السعودية مسؤولة عن القتل المتعمد، وأكدت على وجود أدلة موثوقة عن تورط ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".
بالمقابل نفت السعودية آنذاك وجود أي علاقة لـ"بن سلمان" بمقتل "خاشقجي"، وقالت إن الأخير كان ضحية عملية "مارقة"، ووجهت حينها اتهامات لعدد من المسؤولين ذوي الرتب المنخفضة، فيما لم توجه أية اتهامات أو تحاكم أيا من المسؤولين الكبار ممن وردت أسماؤهم في التحقيقات أو الموجز الذي أعدته المخابرات الأمريكية وأفرجت عنه إدارة الرئيس "جو بايدن" هذا العام.
وظهرت في الأشهر الأخيرة سلسلة من المعلومات عن جريمة قتل "خاشقجي"، والذي ظل على مدى سنوات عدة مدافعا عن النظام السعودي، إلا أنه اختلف في سنوات عمره الأخيرة مع ولي العهد وأصبح ناقدا له من خلال مقالاته في صحيفة "واشنطن بوست".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كشفت، في يونيو/حزيران الماضي، عن تلقي فرقة اغتيال "خاشقجي" تدريبات أولية في شركة "تير1 غروب" ومقرها في أركنساس، وتملكها شركة "سيربيروس كابيتال مانجمنت".
ارسال التعليق