هنا نقدم للاخوة القراء رسالة احد معتقلي سجون المباحث والتي ارسلها نصيا لوزير الداخلية يومها نايف بن عبدالعزيز وقد تناول المعتقل فيها الوان التعذيب التي مورست بحقه _مع الامتناع عن ذكر بعض الاعمال _ ويشير المعتقل في رسالته هذه الى طريقة التعامل القانوني مع المعتقلين من قبل المباحث حيث لا يكفي اكتشاف من فعل تفجير الرياض لكي يبرأ الاخرون من التهمة حيث في عرف وزارة الداخلية يمكن ان يكون الف فاعل لحدث بسيط وكل الفاعلين بعيدين عن بعضهم ومن مناطق متباعدة واليكم رسالة المعتقل كما وردت في الرسالة : بسم الله الرحمن الرحيم 3- إفادة المواطن / س.م.ش...... ( منسوخة حرفياً تماماكما وردت في خط يده ) مقدمة: نعم أنا الموقع أدناه المواطن .......... سعودي الجنسية بموجب بطاقة أحوال رقم صادرة من البكيرية ومن مواليد 1389هـ القصيم وعنواني هو الرياض ........ وكنت من الموقوفين في سجن الرويس في جدة في الفترة ما بين 1 شعبان 1416هـ إلى جماد الآخره 1417هـ وبعد أن أخبرني الدكتور/ محسن بن حسين العواجي عن لقاءاته مع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والتي من خلالها أكد سموه أنه يبرأ إلى الله تعالى من كل ما أصاب السجناء والموقوفين من اعتداءات على كرامة السجين وجسده وإنسانيته ودينه وعرضه وأنه مهما كان مبرر ذلك التجاوز فإنه مرفوض فهناك وسائل أخرى للحصول على المعلومة الأمنية المطلوبة دون الحاجة للجوء إلى مثل هذه الأساليب التي تتنافى مع كرامة المسلم وحرمته التي ضمنها له الإسلام وما ذكر لي أيضاً الدكتور محسن العواجي من أن سمو الوزير يرغب جاداً في معرفة تفاصيل حقيقة ما حصل لي من أذى دون مبالغة أو زيادة أو نقصان وأنه على الجميع أن يساهموا في توصيل حقيقة ما حدث لسموه ،كما أقر بأن الدكتور محسن العواجي قد أفهمني بشكل واضح أن المطلوب مني هو الحقيقة وحدها وإني سأكون مسئولاً مسئولية كاملة عن صدق هذه الإفادة أمام الله أولاً ثم أمام سمو وزير الداخلية الذي أنا على أتم الاستعداد للمثول أمامه والإدلاء بهذه الإفادة كما كتبتها هنا إذا لزم الأمر، فعليه أقول وبالله التوفيق: تفصيل الإفادة: لقد تم اعتقالي في1 شعبان 1416هـ ووضعت في السجن ما يقارب سنة بتهمة التفجير الذي وقع في العليا في الرياض بدون أي أدلة أو براهين علماً أنه كشف المنفذين عن التفجير الذي وقع في شوال 1416هـ ولم يطلق سراحي إلا في جماد الآخر 1417هـ بدون ذنب ثابت في حقي ، وعندما وصل إلى مسامع والدتي بأن اعتقالي هو من أجل تفجير الرياض أصيبت في صدمة نفسية وأصابتها جلطة في قدميها وأما أنا فقد أصبت بمرض وتعب نفسي أثر التعذيب والإهانات التي حصلت لي والتي منها التسهير والحرمان من النوم لأكثر من سبعة أيام متواصلة مع الوقوف الدائم وتعليق يداي إلى أعلى وذلك بهدف الوصول معي إلى حالة الهلوسة وفقدان التركيز في جميع الأمور بحيث يأخذون مني أي اعتراف مطلوب وأنا في هذه الحالة المأساوية ولقد بدأت عمليات تعذيبي في أول جمعة من شعبان عام 1416هـ حيث تعرضت لسلسة من عمليات التعذيب المتواصلة تحت إشراف اللواء (غ. ج) رئيس التحقيقات أمر ثلاثة من الضباط وهم (ط. د) ، (م. س) ، (أ. ر) بالضرب المتواصل على قدامي المشدودة بالفلكة وذلك بعد أن قيد يداي بالكلبشة خلف ظهري ثم بدأوا بالضرب المتواصل على رجلي حتى سالت الدماء وهو يكرر عليّ السؤال من ساعدك على تفجير العليا ، وهم يتعاقبون على ضربي بشكل متواصل استمر من الساعة الخامسة من يوم الجمعة إلى الساعة الواحدة ليلاً حيث لم أصلي المغرب والعشاء حيث لم يسمح لي بالصلاة وأثناء إقامة الصلاة أجبروني على الدوران بالغرفة محمولاً بين جنديين لعدم قدرتي على المشي من التعذيب وأغمي عليّ مرتين ثم يرش عليّ الماء لكي أفيق ثم يعاودون التعذيب مرة أخرى على ظهري وصدري وجميع بدني ثم ردوني للزنزانة وفي مغرب اليوم التالي أحالوني إلى اللواء (أ. ز) للتحقيق معي بمساعدة مجموعة من الضباط في مكتبه في سجن الرويس بجدة ومنهم العقيد (م. ظ. ش) وبدأ التعذيب بضربي على الأرض ثم ركلي بجزمته على وجهي وأنا على الأرض مما أدى إلى إغمائي ثم بدأ الضرب على جميع جسدي بالسياط وبعد ذلك استدعي السجين خ ش معي في نفس المكتب وضرب ضرباً شديداً وكان اللواء (أ. ز) جالساً على مكتبه وقال: عندي صلاحيات أمارس معك ما أشاء حتى لو وصل الأمر إلى موتك تحت التعذيب ، ووصل به الأمر أن أدخل علي شخصاً يدعى الـ ب. بلباس مدني وأمره على مسمع من الضباط ومني وضباطه الذين يتراوح عددهم ما بين 7 إلى 10 بأن يفعل بي اللواط وبـ خ ش ورفع ثوب خ ش وقال أبدأ بهذا ثم هذا يشير إليّ حتى بكيت أمامه فقال لي لن أتركك حتى تعترف وقال بلفظ ( ازغب هذا ثم هذا ) بأنك أنت الذي قمت بتفجير الرياض مما اضطرني إلى الاعتراف الكامل وبالتفصيل حيث كان من حسن حظي أني لما عذبت لكي أعترف كنت قرأت الأخبار عن التفجير في جريدة الرياض قبل مجيئي مما ساعدني على ضبط سيناريوا التفجير وقد سبب لي هذا التعذيب نزيف داخلي بمرأى منه ومن ضباطه ورأوا الدم يخرج من فمي في مكتبه وعندما أراد أحد الضباط مساعدتي زجره وأخرجه ووبخه وأغمي علي أثناء التعذيب مرتين ولم يتوقفوا عند هذا الحد وعندما أرسلوني إلى زنزانتي طلبت العلاج من النزيف ومنعوني منه ، وبقيت دون طعام لمدة عشرة أيام حتى وصل بي الأمر محاولة الانتحار في زنزانتي لما وجدت من أثر نفسي من التعذيب والجوع والمرض ، وعندما طلبت من (أ. ز) إثبات دليل بأني أنا الذي قمت بتفجير الرياض ادعى بقوله أنه يوجد شخص يقال له أبو د. ليبي يدعي أنك عملت هذا العمل وعندما أحضر ليشهد علي وسئل أمامي هل الذي قام بهذا الأمر س. أجاب بقوله لا ، وأسباب اعتقالي بناءً على وجود اسمي في دليل الهاتف لأبي د. علماً بأن هذا الشخص جاء للعلاج في السعودية في المستشفى العسكري لأثر انقطاع رجله بعدما سمح له من قبل وزارة الداخلية بالمجيء للعلاج ووجوده في البلد بصورة نظامية وقانونية . وبعد هذا الأمر أحلت إلى الضابط (ط. د) للتحقيق معي كما قام هو أيضاً بتعريتي من ملابسي تعرية كاملة كما ولدتني أمي وتعليقي على الباب عارياً ، وبدء التحقيق معي عن انفجار الرياض وعن تكفير الدولة وعن النشرات علماً بأنيّ ليس لديّ أدنى معرفة أو صلة بهذه الأمور وأخبرته أني لا أعرف شيئاً عن هذه الأمور وطلبت منه أن يأتي لي بشخص يدعي عليّ بهذه الأمور قال أنا ادعي عليك بهتاناً وزوراً ودفتر التحقيق الموجود لدى الضابط يشهد ببراءتي ، كما كنت ممنوعاً من الزيارة من قبل أهلي إلا بعد ستة أشهر من اعتقالي وبعد إلحاح شديد على المسئولين في وزارة الداخلية سمح لي بزيارة واحدة ، وبعدما علمت في شهر ذي الحجة من التلفاز السعودي بأن الذين قاموا بتفجير الرياض اعترفوا بعملهم وبعدها طلبت مقابلة الضابط وسألته أنه تم اعتقالي من أجل الانفجار الذي وقع في الرياض والآن تبين برائتي من هذا الأمر لما لا يتم إطلاق سراحي فقال : أنت مجرم وسوف تبقى في السجن لأني أريدك أن تبقى في السجن ومتى أردت أخرجك أخرجتك هذا ما وددت أن أقوله لسموكم الكريم ومما حاك في صدري بأنكم تنصفون المظلوم وتحبون الخير وما لمسناه من حرصكم وامتعاظكم وألمكم لما حدث وعدم رضاكم وفي هذا لا يسعفني إلا أن أذكركم بالخير والدعاء لكم .
ارسال التعليق