"موت على الحدود": المرتزقة يموتون من أجل كرسي ابن سلمان
التغيير
كشف فيلم استقصائي لقناة الجزيرة بعنوان "موت على الحدود" (2020/3/22) خفايا وكواليس التجنيد العشوائي، وتفاصيل المعارك على الحد الجنوبي للسعودية، حيث أسست سلطات آل سعود بعد عملية عاصفة الحزم عام 2015 ألوية عسكرية تتوزع على جبهات عديدة على حدودها مع اليمن.
وحصل فريق البرنامج على مشاهد حصرية تبين آثار القصف على مدينة الربوعة، ولكن الغريب هو الغياب التام لجيش آل سعود من المشهد، بينما ظهر بالمدينة مقاتلون يمنيون يتصارعون على الحدود، إذ وثقت المشاهد الحصرية من أراضي آل سعود ما يحدث في معسكرات تجنيد اليمنيين.
رحلة الحشد
انطلقت رحلة بحث فريق البرنامج من عند السماسرة الذين يحشدون المقاتلين ويقنعونهم بالذهاب إلى الحد الجنوبي للسعودية، وتمكن الفريق من التواصل مع أحد السائقين الذين ينقل المقاتلين إلى مملكة آل سعود، وبعضهم لا يتجاوز عمره 15 عاما.
أوضح السائق الذي أصر على إخفاء هويته، أنه كان يوصل 5 دفعات في الشهر، ولكن الآن انخفض العدد لأن الناس بدؤوا يخافون من وجود متاجرة بالبشر.
وأضاف أنه في البداية كان المقابل الذي يحصل عليه يبلغ 500 ريال سعودي (133 دولارا) عن كل شخص، إلا أن المبلغ انخفض منذ العام 2018 وأصبح 20 ألف ريال يمني (80 دولارا). وأشار إلى أن السماسرة لا يتواصلون مع السعوديين، فالتواصل يتم عبر "مناديب" الألوية السعوديين إذ يتم تسليم مبلغ مالي مقابل كل رأس.
منفذ الوديعة
تمكن فريق البرنامج من الحصول على تسجيلات سرية قرب منفذ "الوديعة"، حيث يتم إحصاء الواصلين وأخد بطاقاتهم الشخصية للبدء بعملية التسجيل.
ووثق التصوير السري للمنفذ السعودي لحظة العبور إلى الجانب السعودي، إذ يتم نقل المقاتلين مباشرة وبرفقة قوة عسكرية سعودية دون المرور بالمنفذ اليمني أو تسجيل الخروج رسميا.
كما كشفت التسجيلات عن تفاصيل حشد المقاتلين كما ينقلها أحد المندوبين، وكذا الإشارة الواضحة إلى أن اللواء يتبع الأمير فهم بن تركي. وهنا يتم إصدار وثيقة خاصة لكل مقاتل لتكون بمثابة جواز سفر تمنح المقاتل حق الانتقال عبر الحدود للدخول إلى مملكة آل سعود.
المقاتل الخائف
في 13 سبتمبر/أيلول 2019، أعلن العقيد اليمني بشير الجزمي استقالته من منصبه في التحالف، حيث كان يشغل منصب المسؤول عن الحشد في معسكر التحالف بمنفذ الوديعة.
وبعد اضطراره للتخفي بسبب المضايقات الأمنية بعد استقالته، تمكنت الجزيرة من مقابلته فقال إنه استقال عن قناعة، لأنه كان ممن استبشروا خيرا بقدوم عاصفة الحزم، وصدّق أنها جاءت لوضع حد للحوثيين. لكنه أضاف "ولكن ما حصل لا يرضى به كل يمني حر لديه كرامة".
وأضاف الجزمي أن معكسر تدريب "الوديعة" هو جهة منفذة للمرؤوسين، أما التحالف فهو شكلي وإعلامي فقط، مضيفا أن الوحدات العسكرية الموجودة يقارب عددها 20 ألفا.
وأفاد بأن نسبة المقاتلين حقا ممن يتم تجنيدهم من اليمنيين لا تتجاوز 15%، أما البقية فهم مجرد مواطنين لم يحصلوا على أبسط أنواع التدريب على عكس أنصار الله، مشددا على أن التدريب لا ينال المستوى المطلوب، خاصة أنه لم يتم كسر حاجز الخوف لديهم. كما انتقد آلية تدريب اليمنيين الذين يُستقطبون للمحاربة في صفوف قوات آل سعود.
واعتبر الجزمي أن من أهم نقاط ضعف هذا التدريب أنه تدريب افتراضي لا يتم فيه إطلاق نار حقيقي بحيث يتم كسر حاجز الخوف لدى المقاتل. كما أظهر الفيلم المقاتلين اليمنيين وهم يحملون أثناء تدريباتهم أعوادا خشبية بدلا من الأسلحة الحقيقية.
مقابر جماعية
حصل فريق البرنامج على بعض التسجيلات الدينية التي تُعرض على المقاتل اليمني في معسكرات آل سعود، والتي تنادي إلى الجهاد في سبيل الله.
من جهته، اعتبر اللواء محسن خصروف الذي قدم استقالته مباشرة على التلفزيون اليمني، أن حرص مملكة آل سعود على عدم التضحية بجنودها يدفعها إلى استبدالهم بالشباب اليمنيين.
وأوضح أنه يُفترض أن يكون المقاتلون في وضع نظامي، ولكنه وصف ما يجري في مملكة آل سعود بأنه خارج إطار الإنسانية والقانون الدولي، معتبرا أن البطاقات التي يحصل عليها المقاتلون اليمنيين هي تزوير منفرد لأنه لا يوجد شكل من أشكال التنسيق مع أي هيئة نظامية عسكرية يمنية.
كما تمكن فريق البرنامج من نشر تسجيلات من داخل مقابر المقاتلين اليمنيين في مملكة آل سعود، حيث يتم الدفن بشكل جماعي وبدون أي هوية تحفظ خصوصيتهم، كما لا يتم السماح بترحيل جثثهم إلى اليمن ولا بزيارة أهاليهم لمقابرهم ولو لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم.
ظروف قاسية
قال علي الهجرة والد أحد الضحايا الذين قُتلوا على حدود الجزيرة العربية، إن تجنيد ابنه أتى نتيجة ظروف الحاجة، معتبرا أن الرياض تستغل حاجة الناس في ظروف الحرب والغلاء الفاحش، مضيفا أنه لم يتوصل لحد الآن بشهادة وفاة أو دفن ابنه.
ويروي أحد المقاتلين العائدين من الحدود حذيفة الحاتمي أنه بعد ما حصل له من خوف أصبح يصيح ليلا من الفزع ولم يعالج إلا بعد عودته إلى اليمن.
من جهته، أوضح العقيد سنان الحميري أن ظاهرة تجنيد الشباب في محافظة تعز بدأت بعد عاصفة الحزم نتيجة أن أنصار الله كانوا يهاجمون أراضي آل سعود فطلبت شبابا لحماية حدودها.
وظهر في الوثائقي والد وأخ أحد الجنود اليمنيين المرتزقة وهما يتحدثان عنه وهو الذي دفعته الحاجة والفقر للانخراط في العدوان على بلاده لعله يفوز بالقليل من المال الذي يساعده في بناء حياته التي فقدها قبل أن يعيشها.
الفيلم يمثل سردية صادمة بكل المقاييس، ما يحدث ليس مجرد تجنيد عشوائي لمواطنين يمنيين للدفاع عن آل سعود، الأمر أشبه بحفلة جهنمية للإتجار بالبشر كما لو أنهم سلع رخيصة يتم تداولها بثمن بخس وخارج أي ضابط قانوني أو منطق أخلاقي يحفظ حقوقهم كبشر.
في فيلم الجزيرة، يرد بوضوح تواطؤ مسؤولين يمنيين مع نظام آل سعود لتمرير عملية التجنيد، عن طريق إصدار وثائق مؤقتة للمقاتلين هذا الأمر يعد مساهمة صادمة مما تسمى بـ "الشرعية" في هذه اللعبة الإجرامية التي تحدث لمواطنيها، وهو ما يضع الحكومة اليمنية بكاملها تحت المساءلة القانونية، بل ويضع شرعيتها المزعومة على المحك.
وفي تعليقه على الوثائقي قال مستشار المجلس السياسي الأعلى في اليمن. -عضو فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي محمد طاهر أنعم ما نصه: دروس كثيرة يخرج بها المشاهد للتحقيق الاستقصائي الذي بثتها #الجزيرة الليلة ببرنامج #موتٌ_على_الحدود عن برنامج تجنيد آل سعود للمرتزقة اليمنيين للدفاع عن حدودها، من أهم تلك الدروس:
١- أن المرتزق الذي يقبل القتال من أجل المال لدولة أخرى إنما يلقي بنفسه للهلاك، لأنها تحتقره.
٢- أن الفساد في قيادات الجيش السعودي من الأمراء وغيرهم لا يقل -إن لم يزد- عن فساد قيادات جيش شرعية العمالة اليمني، وهذا الفساد السعودي سبب رئيس لعدم تسجيل المرتزقة اليمنيين، وأكل رواتبهم، وتضخيم أعدادهم وأسمائهم الوهمية، في دولة تقوم على الفساد والاختلاس الحكومي الواسع.
٣- أن استخدام الدين لخدمة نظام الفاجر محمد بن سلمان وأبيه هو استخدام خبيث بالمحاضرات الدينية في المعسكرات يستدرج هؤلاء المرتزقة المقاتلين للموت في الحدود من أجل كرسي ابن سلمان الذي يسجن العلماء وينشر الرذيلة ويطبع مع الصهاينة، في وقت يقول الواعظون الفاسدون أنه يحمي الحرمين!
وقال سمير النمري مراسل الجزيرة في اليمن معلقاً: "لولا دماء وتضحيات عشرات الآلاف من الشباب اليمني الذين يدافعون عن حدود آل سعود، كان أنصار الله يؤدون صرختهم في قصور الرياض. هذه الدماء سكبت في المكان والتوقيت الخطأ، ويجب أن تتوقف على الفور ويعود شباب اليمن لبناء بلدهم لا حماية نظام آل سعود".
أما سناء المهري فكتبت : #موتٌ_على_الحدود كشف عن تورط الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة في اليمن في عمليات #اتجار_بالبشر عبر حشد مقاتلين يمنيين -بما فيهم قصّر- دفاعاً عن حدود آل سعود مقابل رواتب لا تتجاوز 300 دولار لكل فرد.
وقال الصحفي اليمني عباس الضالعي: غريب أن أنصار الله لم يسيطروا إلى اليوم على نجران وجيزان وعسير، الوضع هش جدا في الحد الجنوبي واثبت جيش بني سعود انه جيش الكبسة فعلا.
وأضاف: لا تلوموا السماسرة والمغرر بهم.. هذا هو سبب نكبة اليمن وانتهاك كرامة اليمنيين.. المرتزق هادي هو من قبض ثمن دماء اليمنيين وهو الذي ارسلهم لمحارق الحد الجنوبي
أما الشيخ حسين حازب عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام فقال: مبارك المشن محمد الأمير عبد الله مجيديع حسين حازب والآلاف من أبناء مارب في صنعاء لا يعملوا مع أنصار الله، ولكنهم يعملوا هم وأنصار الله مع الوطن والشعب في مواجهة عدو خارجي، وكلاً محتفظ بفكره وقناعاته وانتمائه، وعلى فرض صحة ما قال الأخ مبخوت، فالعمل مع أنصار الله اليمنيين أشرف من العمل مع الأجنبي.
ومن السودان قالد. تاج السر غثمان: وثائقي #موتٌ_على_الحدود يكشف الحجم المهول لاستغلال البسطاء ووضعهم دروعا لحماية حدود آل سعود أتمنى لو يُعد وثائقي آخر عن المجندين السودانيين في تلك البقعة التي تلتهم أرواحهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل
وكشف الوثائقي عن اللصوصية والفساد في أوساط جيش آل سعود حيث قال ناصر راشد النعيمي أن تضخيم أعداد الجنود اليمنيين في كشوف رواتب تحالف آل سعود والإمارات ليستولي كبار ضباط التحالف، ذلك ما وضحه حلقة #موتٌ_على_الحدود.
ارسال التعليق