هيئة دولية تفتح باب الشكاوى لأهالي ضحايا اقتحام الحرم عام 1979
التغيير
أعلنت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة آل سعود للحرمين اليوم عن فتح باب الشكاوى لأهالي ضحايا اقتحام الحرم المكي لإنهاء حصاره عام 1979.
وقالت الهيئة الدولية في بيان لها، إنها شكلت طواقم متخصصة في تلقي شكاوى أهالي الضحايا ومتابعتها على كافة الأصعدة في مسعى لإنصاف الضحايا وذويهم وإدانة النظام السعودي بشأن ارتكاب مجزرة دموية داخل الحرم.
واعتبرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة آل سعود للحرمين أن النظام السعودي مسئول عن ارتكاب مجزرة دموية داخل الحرم المكي وانتهاك قدسيته بغض النظر عن هدفها في إنهاء حصار الحرم من متمردين.
وأكدت الهيئة الدولية أن حادثة حصار الحرم وما خلفته من قتل آلاف الأبرياء غالبيتهم من الحجاج سيبقي يشكل وصمة عار في تاريخ النظام السعودي وإدارته الدموية للحرمين ويثبت مجددا أهلية المطالبة بإنهاء إدارة الرياض المنفردة للحرمين.
وحثت الهيئة الدولية أهالي ضحايا اقتحام الحرم المكي على التحرك لتقديم شكواهم لجمع الأدلة والبراهين التي تدين النظام السعودي في الحادثة المذكورة والانتصار لأرواح الضحايا.
كما أكدت الهيئة الدولية أن التعامل الدموي مع الحادثة المذكورة يثبت مجددا الفشل التاريخي للنظام السعودي في إدارة الحرمين وتغوله في الدماء بما في ذلك الاستعانة بقوات أجنبية وتدنيس حرمة الحرمين لهدف واحد هو الحفاظ على استفراده بإدارة الحرمين.
وكشف برنامج “ما خفي أعظم” الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية عن التفاصيل الدقيقة للعملية الدامية لفك حصار الحرم وعرض وثائق تثبت أن دولا أجنبية أسهمت في عملية التحرير على خلاف رواية آل سعود التي تقول إن جيش آل سعود وحده هو الذي تولى العملية.
وتمكن البرنامج من لقاء قائد الفريق الفرنسي بول باريل، وأحدِ القناصة الفرنسيين كريستيان لامبرت، اللذين شاركا في العملية التي قضت على جماعة “جهيمان” داخل الحرم؛ وكشفا فيه تفاصيل تُنشر لأول مرة عن كيفية حسم المعركة، كما قدر الضابط باريل عدد قتلى عملية تحرير الحرم بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف، وليس ثلاثمئة كما تقول رواية آل سعود.
وكانت الرياض كشفت -وللمرة الأولى- في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عن صور تتعلق بعملية تحرير الحرم المكي، لكن رواية آل سعود تنكر وجود أي مساعدة أجنبية في تحرير الحرم.
وتعود الحادثة إلى فجر يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، عندما اقتحمت جماعة مسلحة تتبع جهيمان العتيبي الحرم المكي، وأغلقوا جميع منافذه وأبوابه، واستطاع جيهمان العتيبي الاستيلاء على مكبر صوت الإمام، وتحدث للحجاج، الذين يقدر عددهم بخمسين ألف حاج ومصل كانوا يستعدون لصلاة الفجر، وطلب من المسلمين الإطاحة بالنظام السعودي لتخليه عن تعاليم الدين وأصوله، وطالبهم بمبايعة المهدي المنتظر، الذي كان في الحقيقة صهره عبد الله القحطاني.
وأظهرت وثيقة من السفارة الأميركية بتاريخ 24 تشرين أول/نوفمبر عام 1979 موجهة لوزارة الخارجية الأميركية تشير فيها إلى أن سلطات آل سعود تقول إن عملية تحرير الحرم المكي قد أنجزت.
لكن الوثيقة الأميركية تشير إلى أن سلطات آل سعود استعانت بطيارين أميركيين، للتحليق فوق الحرم، وقامت السفارة بالتحقيق مع الطيارين بعد كل طلعة جوية لهما، حيث أكدا وقوع أضرار كبرى بالحرم المكي.
ولاحقا لجأ النظام السعودي إلى طلب العون من فرنسا، عبر إيفاد وحدة خاصة من القناصة استعانت في حينه بقنابل غاز فتاكة تصيب المستهدف بالعمى لتلبية طلب النظام السعودي إنهاء الحصار على الحرم بأسرع وقت وإنقاذ نظام الحكم بالمملكة بأي ثمن.
وبناء على الحقائق والشهادات المذكورة، اعتبرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة آل سعود للحرمين أن النظام السعودي مسئول عن ارتكاب مجزرة دموية داخل الحرم المكي وانتهاك قدسيته بغض النظر عن هدفها في إنهاء حصار الحرم من متمردين.
وأكدت الهيئة الدولية أن حادثة حصار الحرم وما خلفته من قتل آلاف الأبرياء غالبيتهم من الحجاج سيبقي يشكل وصمة عار في تاريخ النظام السعودي وإدارته الدموية للحرمين ويثبت مجددا أهلية المطالبة بإنهاء إدارة الرياض المنفردة للحرمين.
وجددت الهيئة الدولية المطالبة باتخاذ خطوات عملية من اجل إشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية في إدارة المشاعر الإسلامية في الجزيرة العربية وذلك بعد فشل وقصر الإدارة الحالية في إدارة المشاعر بطريقة سليمة تحترم قدسية المكان ومكانته لدى المسلمين.وشددت الهيئة الدولية على انه قد حان الأوان لإشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية ذات الخبرة في إدارة الأماكن الدينية في إدارة جميع الأماكن الدينية في الجزيرة العربية وذلك لضمان تطبيق أفضل معايير الأمن والسلامة.
يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة آل سعود للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام آل سعود بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
وتقول الهيئة إن عمقها تمثله كل الدول الإسلامية، وأنها تحرص على ضمان عدم إضرار آل سعود بالأماكن المقدسة، سواء تعلق الأمر بالإدارة غير الكفؤة أو أي نوع من الإدارة المبنية على سياسات مرتبطة بأفراد أو أشخاص متنفذين.
وتهدف الهيئة الدولية للعمل على ضمان قيام آل سعود بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة سليمة صحيحة تحافظ على ماضي الإسلام وحاضره، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة للرياض عبر مجلس نصح إسلامي، وإشراك الدول المسلمين في إدارة المشاعر المقدسة، ووقف أشغال طمس الهوية الإسلامية في مكة والمدينة “والذي يقوم به آل سعود بصورة محمومة من خلال التوسع العمراني الغير المحدود والذي قضى على الكثير من تلك المواقع، ومسح الوجود الإسلامي فيها”, ومنع استفراد آل سعود بإدارة المشاعر المقدسة بما قد يؤثر على سلامة الحجاج والمعتمرين.
وأيضاً تهدف للعمل على عدم إغلاق المشاعر “لأسباب غير مقنعة” مثل زيارة الشخصيات البارزة أو المشاهير أو ضيوف آل سعود ورصد أي انتهاك يتورط فيه آل سعود بحق أي حاج أو معتمر لدى زيارته للمشاعر المقدسة. وأخيراً الحرص على توزيع حصص الحج والعمرة على الدول المسلمة بشكل عادل لا محاباة فيه ولا وساطة.
ارسال التعليق