1.6 مليون دولار ستدفعها السعودية لشركة أمريكية لتبيض جرائمها
التغييركشفت وثائق رسمية أمريكية النقاب عن عقد شراكة بين نظام آل سعود وشركة أمريكية؛ لتبيض جرائمه والترويج لإنجازاته المزعومة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأظهرت الوثائق أن الشركة الأمريكية هي “برايم تايم ميديا” (Prime Time Media, LLC) والتي تقع في شارع ماساتشوستس بواشنطن العاصمة.
وبحسب الوثائق فإن قيمة العقد الموقع بين الطرفين الأمريكي و نظام آل سعود 1.6 مليون دولار لغرض إنشاء محتوى ترويجي بالإنجليزية وبث أخبار عبر مواقع التواصل.
جاء ذلك وفق وثائق نشرتها قاعدة بيانات تسجيل الوكلاء الأجانب، (فارا)، التابعة لوزارة العدل الأمريكية، والتي تلزم جماعات الضغط بالإفصاح عن أنشطتها وأموالها.ووفق الوثائق، مُثّلت المملكة في العقد عبر شركة للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) ومقرها قرطبة الرياض، والتي تعد إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة.
وبحسب شركة تقنية فإنها تأسست بمرسوم ملكي؛ للمساهمة في التنويع الاقتصادي بما يتواكب مع احتياجات الاقتصاد.
الساحة الفرنسية
وسخر نظام آل سعود شركات وشخصيات فرنسية؛ لتحسين صورة المملكة دوليا وسمعة المجرم محمد بن سلمان.
وبدد تقرير إعلامي الشكوك حول صمت سلطات آل سعود مؤخرا على الحملة الفرنسية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
وفضح تقرير جديد مدى العلاقات الوثيقة بين محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال التقرير الذي نشره موقع “نون بوست”، إن الرئيس الفرنسي الذي شرعن العنصرية ضد المسلمين في بلاده، والغرب عموما، وشجع على كراهية الإسلام والشعبوية المعادية للمسلمين في هذا البلد الأوروبي،
واجه مؤخرا حملات مقاطعة كبرى في دول إسلامية وعربية عدة، ونُشرت مقاطع فيديو لإتلاف وإزالة المنتجات الفرنسية من المحال والمراكز التجارية
نُصرة للنبي محمد على الخطاب الرسمي في فرنسا تجاه الإسلام والمسلمين، ما ساهم في تراجع الاقتصاد الذي سجل أكبر ركود منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت التقرير إلى أنه في خضم هذه التحولات والتطورات، كان الجميع ينتظر أن تنتصر المملكة للرسول محمد، وتعلن مقاطعة كل أشكال التعاون مع فرنسا
للضغط على قصر الإليزيه حتى يعتذر عما اقترفه قادة البلاد تجاه المسلمين.
لكن ما حصل هو العكس، ففي أوج أزمته الكبيرة مع العالم الإسلامي ومعركته ضد المسلمين، تلقى ماكرون دعما كبيرا وغير متوقع من المملكة
فأبلغ محمد بن سلمان السلطات الفرنسية بأنه يؤيد عزم الرئيس ماكرون على مراقبة حج المسلمين الفرنسيين إلى مكة المكرمة بشكل أفضل
حتى يضمن لهم عوائد مالية إضافية ويراقبوا الحجيج أكثر.
وليس هذا السبب الوحيد لدعم المملكة لفرنسا، بحسب الموقع ذاته، فالسبب الأبرز هو تلميع صورة المملكة في العالم الغربي، خصوصا في فرنسا، وذلك ضمن سياق كامل اتبعته إدارة محمد بن سلمان لتبيض جرائم الأخير.
شركات فرنسية
ووفق تقرير موقع “ميديا بارت” الفرنسي، تعاقد بن سلمان مع وكالة “هافاس” للعلاقات العامة منذ عام 2016 من أجل الترويج الشخصي ولتبييض جرائمه، وتحسين صورته في الإعلام الغربي.
وأوضح الموقع الفرنسي أن مستشارة رئيس الحكومة الفرنسي ومستشارة الرئيس ماكرون الاتصالي ميادة بولوس، قادت حملة ترويج في فرنسا لصالح بن سلمان
وذلك بالشراكة مع وكالة “هافاس” قبل أن تنتقل للعمل مع رئيس الوزراء الفرنسي عام 2020.
ولفت إلى أن العميل الذي فوض “هافاس” هي مؤسسة “مسك” التي أنشأها عام 2011 محمد بن سلمان شخصيا ضمن استراتيجيته
للتأثير على المستوى الدولي والترويج لصورته، وقد ظهر الأمر جليا بعد عملية قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
إلى جانب ذلك، وقعت شركة الاتصالات العملاقة “بابليسيس” عدة عقود مع الرياض، للتسويق لها ولقيادتها لدى فرنسا
ونظمت الشركة لقاءات صحفية بين صحفيين ووزير الخارجية عادل الجبير والناطق الرسمي باسم التحالف في اليمن أحمد العسيري، وأنشطة أخرى لدعم نظام آل سعود.
وتتولى شركة “بابليسيس” للتواصل لتلميع صورة نظام آل سعود على مستوى كبرى العواصم العالمية -بينها واشنطن مرورا بكل من بروكسل وباريس- مقابل أموال طائلة
وتعد الشركة الفرنسية المعروفة أهم مجموعة ضغط في يد نظام آل سعود على المستوى الدولي.
وتعمل الشركة كمجموعة ضغط من أجل تجميل وجه نظام آل سعود و بن سلمان على المستوى الدولي، بسبب ضلوع المملكة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن
إضافة إلى اتهام نظام آل سعود بالتواطؤ مع الحركات الجهادية المتطرفة، وانتهاك حقوق الإنسان، خصوصا النساء، والوقوف وراء اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
شخصيات سياسية
إلى جانب ذلك، لجأت المملكة إلى عدد من الشخصيات السياسية الفرنسية للدفاع عنها في أروقة البرلمان الأوروبي
أبرزها النائبتان والوزيرتان الفرنسيتان السابقتان رشيدة داتي وميشال أليو ماري، اللتان تعتبران ضمن الشخصيات المقربة من نظام آل سعود، بحسب الموقع نفسه.
داتي وأليو ماري رفضتا بشكل قاطع كل القرارات والقوانين التي صدرت عن البرلمان الأوروبي التي تهدف إلى وقف ومنع بيع الأسلحة إلى المملكة ، ويتم تنفيذ كل هذا النشاط المؤثر بأقصى قدر من التعتيم.
واستعانت المملكة أيضا بشركة “ستيل آند هولت” لتحسين صورتها في فرنسا، وهي شركة يرأسها سيلفان فورت قبل مغادرته إلى الإليزيه من 2017 إلى يناير/ كانون الثاني 2019.
واستعانت المملكة كذلك بشركة “صورة 7″، للترويج لصورة البلاد في الخارج، ودفع السياح لزيارة الأماكن التاريخية في المملكة
في محاولة منها لاستعادة ثقة الرأي العام فيها، بعد تورطها في حرب اليمن، واستهداف المعارضين في الداخل والخارج.
وشدد الموقع أن هذه الوكالات الباريسية تعمل على تحسين صورة المملكة في فرنسا، وصرف الانتباه عن سلوك المملكة الوحشي في حربها على اليمن
وتعزيز شعبية محمد بن سلمان، وتقديم المملكة نفسها كحليف رئيسي للغرب، هي خدمة مثيرة للجدل، لكنها مربحة للغاية.
وتعتمد المملكة أيضا على مشترياتها الضخمة من الأسلحة للترويج لصورتها في فرنسا
فقد زاد بيع السلاح الفرنسي إلى الرياض بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة، وفق التقرير الخاص بمبيعات المعدات العسكرية الفرنسية لعام 2017.
ورغم كل هذه الجهود التي تبذلها المملكة بمعية شركات العلاقات العامة، فإن أغلب محاولاتها في تقديم صورة جديدة لها باءت بالفشل، في ظل تواصل انخراطها في حرب اليمن، وتواصل استهداف المعارضين وقادة الرأي.
ارسال التعليق