11 رسالة من ابن سلمان للقحطاني يوم اغتيال خاشقجي
كشف تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إي) أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعث 11 رسالة لمستشاره سعود القحطاني في الساعات التي سبقت وتلت عملية اغتيال مواطنهما الكاتب الصحفي جمال خاشقجي. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن التقييم السرّي للـ (سي آي إيه) حول جريمة قتل خاشقجي أنّ ابن سلمان، بعث 11 رسالة، على الأقل، إلى مستشاره سعود القحطاني، في الساعات التي سبقت وتلت تنفيذ الجريمة؛ وهو ما عدّه التقييم دليلًا مؤكّدًا على أنّ ابن سلمان هو من أمر باغتيال الصحفي السعودي.
وفي التفاصيل، ذكرت “وول ستريت جورنال” أن ولي العهد، القائد الفعلي في المملكة، قال لمعاونيه في عام 2017 إن جهوده لإقناع خاشقجي بالعودة إلى الرياض لم تؤت أكلها، “بإمكاننا إغراؤه خارج المملكة العربية السعودية واتخاذ الترتيبات”، حسب ما ورد على لسانه في الوثائق الاستخباراتية السرية لـ”سي أي إيه” التي حصلت عليها الصحيفة، وهو ما يؤكد حسب التقييم “أنه مؤشر أولي على العملية السعودية التي استهدفت خاشقجي”.
ومع أنّ تقرير الاستخبارات الأمريكية، وفق الصحيفة، يفتقر إلى “الأمر المباشر” الذي صدر من ابن سلمان بقتل خاشقجي، غير أنّ “وول ستريت” اطلعت على مقتطفات من تقييم الاستخبارات، لم ينشر فحواها سابقًا، وتقول إن وكالة المخابرات المركزية لديها “ثقة متوسطة إلى عالية”، بأنّ محمد بن سلمان “استهدف شخصيًا” خاشقجي و”ربما أمر بقتله”، وذلك استنادًا إلى الرسائل الـ11 بين ابن سلمان والقحطاني.
وحسب تقييم “سي أي إيه”، فإن الرسائل الإلكترونية التي أرسلها ولي العهد كانت موجهة إلى سعود القحطاني، الذي قاد فريق اغتيال خاشقجي الذي ضم 15 شخصاً، وكان الأخير على اتصال مع قادة فريق الاغتيال لحظة تصفية خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.
ونقلت “وول ستريت جورنال” أن فحوى الرسائل المتبادلة بين ابن سلمان والقحطاني غير معلوم، وهو ما ينطبق كذلك على وسيلة الاتصال التي تمت من خلالها، حسب الوثائق الاستخباراتية. وذكرت الصحيفة أن الوثائق السرية للتقييم الذي أجرته “سي أي إيه” تورد أن الفريق السعودي الذي جرى إرساله لاغتيال خاشقجي ضم عناصر من أبرز عناصر الحماية الشخصية الخاصة بولي العهد السعودي، الذي يتألف من الحرس الملكي وكذلك عناصر بمركز يديره قحطاني، ويحمل اسم “مركز الدراسات والشؤون الإعلامية” في الديوان الملكي.
وجاء في تقييم “سي أي إيه”: “من غير المرجح أبداً أن يكون هذا الفريق قد قام بتنفيذ العملية (اغتيال خاشقجي) بدون موافقة محمد بن سلمان”. وأضاف التقييم أن القحطاني “طلب بشكل علني الحصول على إذن ولي العهد حينما كان بصدد تنفيذ عمليات حساسة أخرى في 2015، وهو ما يجسد سلطة ولي العهد وسيطرته على الأمور”. إلى ذلك، نقلت “وول ستريت جورنال” أن القحطاني جرى استبعاده من قبل العاهل السعودي، الملك سلمان، بسبب تداعيات جريمة اغتيال خاشقجي، لكنها أوضحت أن القحطاني واصل بشكل غير رسمي ممارسة بعض المهام المرتبطة بمنصبه كمستشار سابق بالديوان الملكي، بما فيها إصدار تعليمات للصحفيين المحليين، وترتيب مواعيد لولي العهد. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن الحكومة الأمريكية توصلت أخيراً إلى معلومات تشير إلى أن “مركز الدراسات والشؤون الإعلامية” قام تحت إشراف القحطاني وطيلة عامين بتنفيذ عمليات اختطاف، بعضها خارج السعودية، واحتجاز وكذلك استنطاق في ظروف سيئة لمواطنين سعوديين كانت ترى الملكية أنهم يشكلون خطراً عليها. وأضاف المسؤول أن عمليات الاستنطاق رافقها تعذيب متكرر للمعتقلين. وفي هذا الصدد، أورد تقييم “سي أي ايه” أنه في عام 2015 قام ولي العهد السعودي “بإصدار أوامره للقحطاني ومركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي باستهداف خصومه بالداخل والخارج، وأحياناً باللجوء للعنف”.
كذلك أضاف التقييم أن خمسة من موظفي المركز متورطون بتصفية خاشقجي، وأن هؤلاء الخمسة تورطوا أيضاً في تعذيب السعوديين الذين جرى اعتقالهم بفندق “ريتز كارلتون” بالرياض أواخر 2017، ضمن ما قالت السلطات السعودية إنها حملة ضد فساد، واستهدفت أمراء ورجال أعمال بارزين.. وقدمت السلطات السعودية روايات متضاربة بشأن جريمة اغتيال خاشقجي، لتعلن النيابة العامة السعودية في منتصف نوفمبر ، أنها وجهت التهم إلى 11 شخصاً، وأنها طالبت بـ”القتل لخمسة منهم”، لتورطهم في اغتيال خاشقجي، وقدمت رواية جديدة بشأن المسؤولين عن تنفيذ العملية. وكانت الولايات المتحدة، قد فرضت عقوبات مالية على 17 سعودياً متهمين بالضلوع في جريمة قتل خاشقجي، وذلك وفقاً لقانون “ماجنتسكي”، بينهم مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان، وعلى رأسهم القحطاني، وخبير الأدلة الجنائية صلاح الطبيقي. ونقلت “واشنطن بوست” عن أشخاص مطلعين على هذا الأمر أنّ وكالة المخابرات المركزية توصلت إلى استنتاجها بعد تقييم عدة مصادر للمخابرات، من بينها اتصال هاتفي أجراه الأمير خالد بن سلمان، شقيق الأمير محمد وسفير السعودية في واشنطن، مع خاشقجي. ونقلت الصحيفة الأمريكية أيضاً عن مطلعين أنّ “سي آي إيه” استمعت لتسجيلاتٍ تسلّمتها من تركيا، يتحدث خلالها فريق الاغتيال بشأن كيفية التخلص من جثة خاشقجي ومحو أي دليل، وتبليغ المستشار السابق في الديوان الملكي، سعود القحطاني، باكتمال العملية.
ارسال التعليق