أسباب لافتة للتقارب بين الرياض و تل أبيب
عزت صحيفة إسرائيلية حرص السعودية ودول خليجية أخرى على تطوير علاقاتها بإسرائيل مؤخراً إلى أسباب لافتة.
وقالت صحيفة "ميكور ريشون" المقربة من بنيامين نتنياهو، أنّ الحرص السعودي على توسيع دائرة التعاون مع إسرائيل يعكس "يأساً عربياً من الفلسطينيين ومواقفهم من التسوية"، بالإضافة إلى إلتقاء المصالح بين الجانبين بشأن مواجهة ايران فضلاً عن الإحباط من سياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم، قال معلقها السياسي أرئيل كهانا، إنّ بعض المحافل الرسمية الإسرائيلية ترى أنّ السعودية والدول الخليجية يمكن أن توافق على حضور مؤتمر التسوية الإقليمية الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدون الحصول على موافقة الفلسطينيين وحتى حضورهم.
و إستعرض كهانا تاريخ تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّه خلال عام 2010 كشفت وسائل إعلام أمريكية النقاب عن قيام رئيس الموساد في حينه مئير دغان بزيارة السعودية، إلى جانب قيام مساعدي دغان بعقد لقاءات دورية مع مسؤولين أمنيين و إستخباريين سعوديين للتنسيق بشأن سبل مواجهة البرنامج النووي الإيراني في الكثير من عواصم العالم.
وأضاف أنّ تامير باردو الذي خلف دغان في رئاسة الموساد إلتقى بقادة الأجهزة الإستخبارية السعودية، منوهاً إلى أنّ السعودية ودول خليجية أخرى تقوم بتبادل الإستشارات والمعلومات الإستخبارية بشأن سبل مواجهة ايران.
وأعاد للأذهان إلى أنّه على هامش قمة الأمن التي نُظّمت في "میونیخ" بألمانيا في 2016 صافح وزير الحرب الإسرائيلي في حينه موشيه يعلون رئيس الإستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل علناً.
وأشار إلى أنّه في منتصف عام 2016 شارك الفيصل في ندوة نظّمت في واشنطن جنباً إلى جنب مع الجنرال يعكوف عامي درور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق.
ونوّه إلى أنّه في يوليو 2016 قام وفد سعودي برئاسة الجنرال أنور عشقي بزيارة علنية لإسرائيل وإلتقى مع كبار المسؤولين في تل أبيب إلى جانب عقد لقاءات مع نواب البرلمان.
وذكر أنّ طائرة سعودية تمّت إعادة تأهيلها في منشأة تتبع مجمع الصناعات الجوية الإسرائيلية تتاخم مطار بن غوريون.
وأعاد للأذهان حقيقة أنّ تحقيقاً نشره قبل عام موقع "بلومبيرغ" الأمريكي كشف عن الكثير من مظاهر العلاقات الإقتصادية المكثفة جداً بين كيان إسرائيل ودول عربية وعلى رأسها السعودية.
ونقل كهانا عن وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق دور غولد قوله إنّ "تطابقاً في المصالح هو الذي أملى تحسين العلاقات بين دول عربية و إسرائيل".
وروى غولد حادثة ذات دلالة جرت معه أثناء زيارة سرية قام بها لإحدى الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأضاف: "كنت أتلو على مسامع مضيفي العربي البنود التي كنت معنياً بالتباحث بشأنها وكانت 13 بنداً أعدّها طاقمي مسبقاً فلاحظت أنّ مضيفي العربي يضحك فتوجّهت له قائلاً: "هل قُلتُ شيئاً غير لائق فردّ المسؤول العربي قائلاً: كلّ ما في الأمر أنّ النقاط التي تريد بحثها هي تحديداً النقاط التي كنّا ننوي بحثها معكم".
ارسال التعليق