بعد تشجيع إقامة الطقوس البوذية والمعابد الهندوسية على أراضي السعودية وهو الأمر الذي كان فيما مضى خطاً أحمر، بدأت السلطات بعهد محمد بن سلمان بالاهتمام باليوغا التي لا تختلف من حيث أصولها عن البوذية وطقوس السيخ والهندوسية.

وأصبحت بلاد الحرمين في عهد الأمير محمد بن سلمان أول دولة في الشرق الأوسط تؤسّس لجنة متخصصة لـ “اليوغا”، وتنظّم البطولات لها كجزء لما سُمي بـ “رؤية السعودية 2030” وذلك بعد تأسيس اللجنة السعودية لليوغا في أيار/مايو 2021.

وكشفت رئيسة اللجنة السعودية لليوغا نوف المروعي في آذار الماضي، عن توقيع اتفاقية لدعم ممارسة رياضة اليوغا خلال الأشهر القليلة القادمة، مؤكدة أهمية إدخال رياضة “اليوغاسانا” في منظومة الألعاب الجامعية.

ومن المعلوم بالضرورة الذي يكاد يصل لحد البديهيات، ارتباط اليوغا بعقائد هندوسية بالأساس، وعلى الرغم من محاولات تلميعها وتقديمها كنوع من أنواع الرياضة، إلا أنها تبقى مرتبطة بجذورها الدينية الشركية، يقول نشطاء.

ولكن ما سر الاهتمام الحكومي في المملكة باليوغا وهل هي محاولة لأسلمة الوثنيات؟

أم هو سعي لتبييض صفحة النظام السعودي بانتهاكات حقوق الإنسان والزعم بأنه نظام علماني منفتح على كل التيارات والعقائد؟!

موقع “سعودي ليكس” المعارض تقصى سر هذا الاهتمام في تقرير له مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية، شهدت منذ أيام البطولة السعودية المفتوحة الثانية لليوغا التي نظّمتها وزارة الرياضة ولجنة اليوغا السعودية وبحضور القنصل الهندي العام في جدة.

ليس هذا فحسب، فالبطولة لرياضة اليوغا المرتبطة بعقائد هندوسية أُقيمت في مهبط التوحيد مكة المكرمة، وكأنها رسالة استفزاز وتحدٍ للمسلمين.

وتابع المصدر أن الإعلام الهندي احتفى بإقامة بطولة اليوغا في المملكة، وأشاد بمشاركة متسابقين من المدينتين المقدستين مكة والمدينة مثنيًا على اعتراف السعودية باليوغا كنشاط رياضي مشروع، في إشارة لنجاح الاختراق الهندي لأهم بقاع المسلمين بمساعدة محمد بن سلمان.

ومنذ إنشاء اللجنة السعودية لليوغا في 2021، لاقت اهتماماً حكومياً غير مسبوق.

ووفق المصدر شمل الترويج لليوغا أعلى المستويات بعد أن شغلت الأميرة مشاعل بنت فيصل آل سعود منصب نائب رئيس اللجنة السعودية لليوغا، بينما أخذ الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على عاتقه دعم اللجنة بكل الوسائل.

وفي محاولة لنشر اليوغا في المملكة، بدأت اللجنة السعودية نشاطاتها، فأقامت في ديسمبر 2022 البطولة الاولى لليوغا في جدة. كما نظّمت أول مهرجان لرياضة اليوغا في المملكة على شاطئ مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمشاركة ما يقرب من 1000 من محبي رياضة اليوغا.

ولفت التقرير إلى أن خطورة الأمر لا تربط بتأسيس لجنة اليوغا كنوع من الرياضة فحسب، بل محاولة نشرها ثقافيًا في المجتمع والترويح لها كوسيلة للعلاج والراحة النفسية.

ومن هنا انطلقت الماكينة الإعلامية الرسمية ومؤسسات الدولة المختلفة لترسيخ هذه القناعات لدى فئات المجتمع وإيهامهم بشعبيتها في المملكة.

ولعل أخطر ما في الأمر هو استهداف فئة الأطفال وتحبيب اليوغا لهم بنشاطات مختلفة، منها تنظيم اللجنة السعودية لليوغا ما سمّته “جلسة يوغا استرخائية” لأمهات أطفال السرطان والأمراض المزمنة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، أو عن طريق تسليط الضوء على الأطفال في وسائل الإعلام.

ولا يخفى المخاطر الأخلاقية التي تصاحب ممارسة اليوغا لكونها ذات طقوس مختلطة، منها أن المدربة امرأة، وقاعة التدريب مختلطة، حيث يستلقي الرجال والنساء على الأرض سويًا بجنب بعضهم، بحسب ما ذكره تقرير “سعودي ليكس”.

ويرى مراقبون أن السلطات السعودية ترمي بكل ثقلها لنشر اليوغا في المملكة لخدمة أهداف خفية تقوم على إضفاء طقوس ذات جذور شركية على المجتمع المسلم العربي، وإتاحة المزيد من الوسائل للاختلاط بين الجنسين بملابس أقل ما يُقال عنها أنها ضيّقة تفصّل الأجساد.

وفي مقابلة مع موقع “عرب نيوز“بالإنجليزية، زعمت رئيسة اللجنة السعودية لليوغا نوف المروعي أن اهتمام المملكة العربية السعودية باليوجا نابع من أهميتها الروحية وقدرتها على تنمية ضبط النفس وتعزيز السلام، وذلك خلال اجتماعات المجتمع المدني العشرين الأخيرة كجزء من مجموعة العشرين في نيودلهي.

وبحسب زعمها فإن هذا الاهتمام الرسمي باليوغا يهدف إلى تعزيز الصحة العقلية، وكذلك الرفاهية النفسية والجسدية للناس.”

وقالت إن رسالة البرنامج العالمي، التي تحمل عنوان “أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد من خلال اليوغا”، متجذرة في الفلسفة الهندية القديمة التي ترى العالم كأسرة واحدة موحدة.