أمريكا مُطالبة بإيقاف التهور السعودي
قال الكاتب والمحلل الأمريكي ستيفن ميتز، إن الوقت قد حان لكي تقوم الولايات المتحدة بإعادة تقييم استراتيجي لعلاقتها المتهورة مع السعودية، لأن المخاطر طويلة الأجل لهذه الشراكة تفوق فوائدها، مؤكداً أن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان تشكّل تهديداً إقليمياً.
وأضاف الكاتب في مقال نشره موقع «وورلد بوليتكس ريفيو» الأمريكي أن مخاوف مشتركة من أعداء مشتركين كالسوفييت والإيرانيين دفعت أمريكا والسعودية إلى تحالف غير مستقر، لكن اليوم لم تعد هذه الحسابات كافية لدعم تحالفهما.
وقال الكاتب: إن من المفارقات أن صعود التطرّف العنيف العابر للحدود بقيادة القاعدة وتنظيم داعش، ساهم في تعزيز العلاقة الأمريكية السعودية وأيضاً ضخّم الشقوق بينهما؛ ففي حين أن الرياض لم تقصد أبداً خلق هذه التنظيمات، إلا أن جهودها الحثيثة لنشر التشدّد مهّد السبيل أمام أيديولوجيين مثل أسامة بن لادن. وعلى عكس التهديدات السوفييتية أو الإيرانية، ظهر التطرّف العنيف من داخل السعودية، كما يتضح من حقيقة أن معظم منفذي هجمات 11 سبتمبر، والعديد من المقاتلين الأجانب في العراق كانوا سعوديين. ورأى الكاتب أن العلاقة بين واشنطن والرياض كانت هشة دائماً ومجرّد زواج مصالح سبب إزعاجاً للجانبين، وكان الرابط الوحيد هي فكرة أن «عدو عدوي هو صديقي».
وأوضح أن علاقة أمريكا بالسعودية لم تكن مع دولة أو شعب، بل مع آل سعود الذين نجحوا حتى الآن في درء المُعارضة الداخلية، لكن فسادهم وقمعهم يجعل احتمال سقوطهم أمراً وارداً.
ولفت إلى أن مخاطر هذا التحالف زادت في السنوات الأخيرة مع صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى أعلى السلطة في الديوان الملكي السعودي، حيث رفع القمع ضد المعارضة إلى مستويات جديدة أكثر عنفاً، وسمح بمراقبة وخطف واحتجاز وتعذيب منتقدي النظام، وقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وتابع الكاتب بالقول: إن سياسة السعودية القاسية تجاه جيرانها تضع الولايات المتحدة في موقف صعب، مشيراً إلى أن الحصار السعودي المستمر لقطر يُهدّد بتدمير مجلس التعاون الخليجي الذي طالما دعمته الولايات المتحدة، كما تواصل الرياض أيضاً حملة عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن المجاور، ما تسبب في أزمة إنسانية مروعة في أفقر دول العالم العربي. وأشار الكاتب إلى أنه من المرجّح أن يصدر «الكونجرس» قراراً يدعو إلى وضع حد لدعم الولايات المتحدة الحرب في اليمن، ولكن القرار يخضع لحق النقض الرئاسي، ولا تُظهر إدارة ترامب أية إشارة على التراجع عن احتضانها الشديد النظام السعودي، رغم مُغامرته المتهورة والمُدمّرة. في هذه المرحلة، تظل إدارة ترامب متمسّكة بالمفاهيم القديمة التي يقوم عليها التحالف الأمريكي السعودي.
وقال موقع «وورلد بوليتكس ريفيو» إنه يبدو أن مُقاربة الإدارة الأمريكية تجاه الخليج موجهة نحو هدفين، هما مبيعات الأسلحة الأمريكية، وفعل أي شيء يضر بإيران أو يضعفها. ومضى للقول: إن ترامب لم يُقدّم رؤية شاملة لمنطقة خليجية أفضل وأكثر أمناً تتجاوز التصريحات المتعلقة بهزيمة تنظيم داعش وردع النفوذ الإيراني. وبينما يقول مسؤولو الإدارة، مثل وزير الخارجية مايك بومبو، إنهم ناقشوا مع السعوديين مخاوف الولايات المتحدة بشأن القمع الداخلي والاستراتيجية الإقليمية للرياض، إلا أن هناك القليل من المؤشرات على أن هذه النقاشات أحدثت تأثيراً.
وأوضح الكاتب أن شراكة السعودية مع الولايات المتحدة لم تجعل سلوك المملكة معتدلاً، حيث يواصل ولي العهد الشاب أجندته المتهورة.
ونقل عن الكاتب والصحافي الأمريكي دانييل لاريسون قوله: إن «السعودية ليست حليفة لنا، وهي في عهد محمد بن سلمان تشكّل تهديداً إقليمياً ومسؤولية. وكلما كبحت الولايات المتحدة عميلها المتهوّر، كلما كان ذلك أفضل لمصالحها الوطنية».
ارسال التعليق