صنعاء ليست دمشق.. تهديد الأميركان والصهاينة والمرتزقة لأنصار الله بتكرار النموذج السوري!
[عبد العزيز المكي]
شهدت ومازالت الساحة اليمنية، ومنذ سقوط النظام السوري في دمشق، تصعيداً سياسيا وإعلاميا وحتى عسكري، لافتاً ضد أنصار الله في صنعاء، من جانب الأمريكان والصهاينة وعملائهم من اليمنيين المرتزقة المنضوين تحت راية ما يسمى "بالحكومة الشرعية" التي يسميها أنصار الله بحكومة الفنادق..
وقد تمركزت هذه الحملة على عدة محاور من أهمها ما يلي:
أولاً ممارسة الضغط النفسي والإعلامي على أنصار الله وحاضنتهم البيئة الشعبية إلى أقصى حد، إذ حينما تنظر إلى وسائل إعلام المرتزقة وتحركات المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين في المنطقة ولقاءاتهم مع المرتزقة، وتحرك هؤلاء المرتزقة ولقاءاتهم في الرياض وفي أبو ظبي وحتى في القاهرة، تجد أن هناك تنسيقاً واضحاً وجليا يشي بثمة خطط وبرمجة من كل الأطراف في جعل هذا التصعيد يحقق المديات القصوى للمطالب والأهداف التي يريدها هؤلاء الأعداء وفي إطار هذا الجهد عمل الخصوم على ما يلي :
1. المبالغة في إعداد المرتزقة وفي قوتهم العسكرية، فقد كشف موقع (٢١) القطري عن ما وصفته بالمصدر الخاص "أن المملكة العربية السعودية قامت بتدريب وحدة عسكرية من القوات الجوية التابعة لما يسمى بالمجلس الرئاسي اليمني وتسليمها طائرات حربية" !! وقال المصدر إن بين هذه القوة طيارون دربوا على استخدام هذه الطائرات لربما في أي عمليات عسكرية ضد الحوثيين !! وقال المصدر إن تلك العمليات نمت بالتنسيق مع الحليف الأمريكي والأهم من ذلك، إلى جانب الإعداد وتصاعد عملية التسليح للمرتزقة، عمدت أمريكا إلى لملمة شتات هؤلاء المرتزقة تحت مسمى جديد هو "تكتل الأحزاب والحركات السياسية اليمنية المعارضة لأنصار الله" حيث عقد لها مؤتمر في الرياض، وتمحورت خطب رموز هذا الشتات حول: "إسقاط أنصار الله" على غرار ما حصل في سوريا لدرجة أن بعضهم صدق بأن الأمور سوف تمضي ما تشتهيه واشنطن، وأمنياتهم - أي المرتزقة - ولذلك لاحظنا أن البعض من هؤلاء المرتزقة بدأ يعطي تواريخ لما يسمونه تحرر صنعاء والحديدة وإسقاط نظام صنعاء!! ففي هذا السياق سارع المرتزق طارق عفاش ابن أخ الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى التصريح والتأكيد بلغة الواثق، أن عبد الملك الحوثي قائد أنصار الله، سيمضي إلى مصيره المحتوم في الـمستقبل القريب، على حد مزاعمه وأشار طارق "أن ما شهدته دمشق من استعادة دورها العربي بعد إسقاط الوصاية الإيرانية يمكن أن يتكرر في صنعاء" وواضح انه وفق قاموس هذا المرتزق وبقية المرتزقة على غرار مرتزقة سوريا عملاء أمريكا وإسرائيل، وتركيا، يعني الرجوع إلى الصف العربي هو الرجوع إلى العمالة للأمريكي والتحول إلى أدوات بيد الأمريكي و"الإسرائيلي" لضرب قيم ومقدرات الأمة، نعم دائماً يتلطى العملاء خلف مصطلحات جذابة جوهرها الإخلاص "للسيد" الأمريكي، وسلب الإرادة لهذه الأدوات!! وهذا ما أكده طارق صالح نفسه بشكل غير مباشر والذي تشير التقارير إلى إن أمريكا وبريطانيا جعلاه رأس الحربة في مواجهة أنصار الله، إذ يقول إن هناك تغيّر في الموقف الدولي من الحوثيين بعد سقوط نظام دمشق، وعلينا الاستعداد ليوم الخلاص الوطني!! "وهذا يستوجب من كل القوى الوطنية (المرتزقة) المخلصة (للسيد الأمريكي والإسرائيلي) تجاوز الخلافات والتباينات إلى وحدة المعركة" من جهتها حكومة الاحتلال في اليمن أعلنت على لسان وزير الإعلام معمر الأرياني أن صنعاء ستشهد ما شهدته العاصمة السورية من سقوط للنظام قائلاً "كما فرح الشعب السوري بخروج أبنائه من المعتقلات، سيفرح اليمنيون قريبا بتحرير عشرات الآلاف من معتقلات "ميليشيا الحوثي".. التابعة لإيران" على حد زعمه!! وعد نفسه واليمنيين قائلاً "قريبا سنحتفل بتحرير كل المحتجزين في معتقلات ميليشيا الحوثي ولم شملهم مع أسرهم وطي صفحة "سوداء" من معاناة شعبنا على حد زعمه وقوله، والذي يؤكد أن أمريكا وعدتهم بالدعم العسكري، وتسليمهم السلطة، كما حصل في سوريا!!
2. محاولة أمريكا والغرب وحتى الكيان الصهيوني ترسيخ قناعة عند العملاء والأدوات في المنطقة وفي اليمن خاصة، إن اليد الطولى باتت للأمريكي والإسرائيلي بعد تعرض محور المقاومة إلى ضربات قاسية في لبنان باغتيال قادة المقاومة وبسقوط سوريا، ذلك بعد الضربات الكبيرة التي كان محور المقاومة قد وجهها للعدو الصهيوني ولاميركا في المنطقة واجبر هؤلاء - الاميركان والصهاينة - على الانزواء والاعتراف بالهزيمة وهو ما دفع العملاء والأدوات إلى الانزواء والى ضم رؤوسهم في جحورهم والتفكير بمصيرهم.. لكن بعد التغييرات الأخيرة في سوريا حاولت أمريكا توظيف هذه النشوة المؤقتة إلى لملمة شتات هذه الأدوات الخائفة ومحاولة الزج بها في أتون الصراع مع محور المقاومة بعد ما هي عجزت عن تحقيق هذا الهدف في مواجهتها للمقاومتين اليمنية والعراقية، حيث صورت أمريكا أن الانتصار سيكون من نصيب هؤلاء المرتزقة!! ولهذا لاحظنا هؤلاء المرتزقة يمنون أنفسهم بلغة الواثق سقوط صنعاء. أيضا في محاولة واضحة وجلية تحاول أمريكا من خلال ترسيخ وإحياء هذه المقولة أو القناعة، ببعث اليأس والإحباط. في نفوس البيئة الحاضنة لأنصار الله، والتي شهدت في الآونة الأخيرة زخما والتفافا حول قيادة أنصار الله للصراع اليمني مع أمريكا والعدو الصهيوني بشكل لافت ومخيف للأعداء، على وقع ضربات الجيش اليمني بقيادة الأنصار للقوة البحرية الأمريكية الضاربة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وللعدو في عقر داره أو في تل أبيب وأم الرشراش ومناطق أخرى.. ومن مظاهر هذا التيئيس للبيئة الحاضنة للأنصار، هي الترويج إعلاميا لقرب سقوط صنعاء، وفي هذا السياق قال المجلس الأطلسي في تقرير له ونقلاً عن إميلي ميليكين وهي المديرة المساعدة للإعلام والاتصالات والباحثة في شؤون الشرق الأوسط قولها إن "سقوط نظام الأسد يزيل عقدة رئيسية أخرى في شبكة حلفاء إيران ووكلائها.." على حد قولها. وأضافت "في الوقت نفسه قد تستلهم القوات الحكومية اليمنية وحلفاؤها في المنطقة نجاح المعارضة السورية في الإطاحة بنظام الأسد فتقوم بجهود جديدة، لطرد الحوثيين عسكرياً من اليمن" وفي ذات السياق فإن الموقع الأمريكي (ماری تايم ۔ ایکسيكوتيف) استخلص في تقرير له، من اللقاءات والتحركات للمسؤولين الأمريكان والغربيين ولمرتزقة اليمن التي نشطت مؤخراً في بعض العواصم الإقليمية وواشنطن، استخلص أن إحدى الفكر التي ناقشها الإقليميون وخبراء الأمن كانت تتمثل في إعادة تنشيط القوات التي يسيطر عليها طارق صالح ، ويقول التقرير أن إخراج الحوثيين من ميناء الحديدة سيكون له تأثير كبير على الحوثيين، ويبدو أن هؤلاء بصدد تكرار النموذج السوري في إسقاط حلب بداية !! من جهته أحمد بن على، نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، في إطار نشاطه اللافت مؤخراً على شخصيات يمنية في القاهرة والرياض وأبو ظبي وعد المعارضين لأنصار الله بالعودة إلى صنعاء قريبا!! وكل ذلك وغيره كثير يهدف إلى زرع الإحباط والخوف داخل وبين صفوف الحاضنة الشعبية للأنصار وحملها على التخاذل ومن ثم إلى التنقيب والتقزم والهزيمة لا سمح الله!
ثانياً - تخريب عملية السلام بين أنصار الله والسعودية، إذ تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر بإضافة شرط جديد يتمثل في إيقاف انتصار الله لحصارهم على السفن الذاهبة إلى موانئ الكيان الصهيوني وهو ما رفضه الأنصار جملة وتفصيلا. فيما كان أنصار الله والسعودية على وشك التوقيع على خارطة طريق تنهي الحرب في اليمن، وأعلن مسؤولون من الطرفين أن الأمور ايجابية وتمضي باتجاه التوقيع على اتفاق سلام بينهما، صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمين هانس غروند برغ قائلاً: "انه من غير الممكن المضي قدما بخريطة الطريق الآن، لأنني لا اعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكناً، على حد زعمه.. وتابع موضحا بأن فرصة تطبيق خريطة الطريق علقت فعليا بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب على غزة.. وهي إشارة غير مباشرة إلى الدور الأمريكي في تعطيل اتفاق السلام بين السعوديين وأنصار الله وتعليقه حتى إشعار آخر، وغمز غروند برغ من طرف خفي إلى أن البديل الآن هو التحشيد للحرب في اليمن، حيث قال:
"إذا لم يحدث ذلك - أي الاتفاق بين الطرفين - فإن العواقب معروفة، وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخلياً، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيدا ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أي شخص" وكان قد حدد أن ضربات الحوثيين في البحر الأحمر هي التي تسببت في تعليق توقيع الاتفاق بعد الضغط الأمريكي على السعودية لحملها على التنصل من هذا الاتفاق !!
ثالثا- التحريض، إذ تجندت الدوائر الإعلامية والسياسية وحتى العسكرية الأمريكية والصهيونية والغربية، وحتى بعض الخليجية، لإطلاق حملة تحريض ضارية لشن الحرب على أنصار الله "وإسقاطهم" على غرار ما حصل لبشار الأسد، وذلك بموازاة وبتزامن الحرب النفسية الضاغطة جدا والتي قد اشرنا إلى بعض مصاديقها فيما مضى من الأسطر.. فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة معاريف الصهيونية تقريرا مطولاً أشارت فيه إلى قدرات أنصار الله في شل التجارة وإيقاف العمل في ميناء ايلات الصهيوني، وإلى فشل المواجهة الأمريكية البريطانية لهم واستخلصت من كل ذلك قائلة: "لذلك من المشكوك فيه إلى حد كبير أن استمرار التحرك المتقطع مهما كان ضد الحوثيين، سيغير الوضع الحالي بأي شكل من الاشكال" وقالت الصحيفة إنه .. "في ضوء ذلك، هناك حاجة للتفكير في حملة مستمرة ومشتركة لن يكون هدفها منع نشاط الحوثيين تكتيكيا بل حملة تؤدي في النهاية إلى إسقاط نظام الحوثيين، وبالتأكيد لن يكون الأمر سهلاً أو سريعًا" مشيرة إلى أن هذه الحملة تتطلب شراكة طويلة الأمد بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة، في إشارة إلى الدول الخليجية العربية وفي ذات السياق جاءت مداخلة سفير ما يسمى بالحكومة الشرعية في واشنطن محمد الحضرمي، من خلال إحاطة بعنوان "التصدي لحرب طهران وإرهابها" !! ، والتي طالب فيها الولايات المتحدة "دعم القوات الحكومية لتحرير ميناء الحديدة غرب اليمن، وإنهاء سيطرة الحوثيين من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم المسلحة"!! على حد قول هذا السفير الأجير ومزاعمه..
عملية التحريض لم تتوقف على العدو الصهيوني والمرتزقة اليمنيين فحسب بل شملت الاميركان والغريين وبعض أنظمة المنطقة العربية العميلة، حيث لا يتسع المجال لاستعراضها لذا نكتفي بهذا القدر.
على أي حال، ورغم أن الحملة التصعيدية ضد صنعاء تعتبرها الأخيرة في إطار الحرب النفسية ضد أنصار الله، إلا أن القيادة اليمنية في صنعاء اتخذت الاحتياطات اللازمة وأرسلت رسائل نارية للخصوم مبدية استعدادها للمواجهة وكيل الضربات لكل من تسول نفسه وأوهامه بخوض الحرب البرية مع أنصار الله، كما جاء التهديد بالرد والتصدي للعدوان إن حصل على لسان أكثر من مسؤول يمني في صنعاء .
يضاف إلى هذا الاستعداد العسكري في صنعاء لكل الاحتمال فإن الاميركان والصهاينة يدركون جيدا أن صنعاء ليست سوريا فالمعركة مع أنصار الله ستكون مكلفة جداً وقد تنتهي بالهزيمة للمرتزقة ولاميركا وللكيان الصهيوني، لأسباب عديدة منها ما يلي:
إن حكومة صنعاء تحظى بالتفاف شعبي منقطع النظير بدليل التظاهرات المليونية في صنعاء وفي بقية المدن اليمنية تأييدا ودعماً لخيار أنصار الله في المواجهة والتصعيد مع العدو وأمريكا. إن إرادة المواجهة عند أنصار الله هي إرادة حديدية تستند إلى قيم وثوابت دينية وأخلاقية وإنسانية، تفرض الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه الإجرام والغطرسة الصهيونية والأمريكية.. أثبت أنصار الله في مواجهاتهم العسكرية مع القوى البحرية الأمريكية والغربية في البحرين الأحمر والعربي، وفي استهدافهم للمراكز العسكرية والاقتصادية في عمق الكيان الصهيوني تفوقا عسكريا إستراتيجيا وتكتيكيا كبيراً سواء من ناحية تطور أسلحتهم أم من ناحية أساليبهم في المواجهة وهذا ما اعترف به الصهاينة والاميركان وحتى الغربيين أيضا، وهناك العشرات من الشهادات في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، نشر موقع "بیزنس انسايدر" الأمريكي تقريراً أكد فيه أن "محركة الجيش الأمريكي مع الحوثيين وصلت إلى طريق مسدود خطير" مشيرا إلى أن "عاما من القتال المكثف لم يقرب الولايات المتحدة من إنهاء التهديد، الذي يشكله اليمن". وذكر التقرير المذكور تصريحات كان قائد القوة البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وقائد الأسطول الخامس في البحرين، جورج ويكوف قد أدلى بها وقال فيها إن "العمل العسكري وحده لن يكون كافياً لوقف الحوثيين" وأن الحل لن يأتي عن طريق الأسلحة. وجاء التقييم الصهيوني مشابها تقريباً للتقييم الأمريكي، فقد نشر مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي تقريراً بعنوان تقيیم التهديد الحوثي لإسرائيل والغرب تناول فيه تطور القدرات الفكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية من قوة محلية متواضعة إلى قوة ذات تأثير إقليمي ودولي، وقدراتها على ضرب مصالح إسرائيل ودول غربية داعمة لها. ومما جاء في مقالة المركز أن الحوثيين في اليمن ليسوا حفنة من رعاة الماعز الذين يضعون القات، كما كان يتصور ويصور ذات مرة، إنما الحوثيون هم جيش مسلح جيداً وخطير يضم أكثر من ٨٠٠ ألف مقاتل يهدد إسرائيل والمملكة العربية السعودية وإمارات الخليج والبحرية الأمريكية والشحن الدولي، بالطائرات بدون طيار والصواريخ والصواريخ الباليستية، يتعرض الشحن الدولي للتهديد المستمر للقرصنة الحوثية على حد ما جاء في هذه المقالة..
ونقل المركز الصهيوني عن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للاستحواذ والاستدامة بيل لا بلانتي قوله: طوال مسيرتي المهنية، ما رأيته مما فعله الحوثيون في الأشهر الستة الماضية هو شيء أنا مصدوم منه، وأضاف إن "المتمردين الحوثيين يلوحون بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها القيام بأشياء مذهلة، الحوثيون يصبحون مخيفين"..
4. إن الصهاينة اعترفوا صراحة إنهم عميان استخباراتياً هم لا يعرفون ولا يمتلكون المعلومات عن المركز الاستراتيجية للحوثيين ولذلك فإن غاراتهم الجوية ستظل بلا تأثير وبلا فائدة..
5. وفضلاً عن ذلك. فإن الجغرافيا اليمنية المعقدة والقاسية ستظل عاملاً حاسما في حسم أي غزو، وهذه الحقيقة معروفة تاريخياً، حيث ابتلعت الجغرافيا اليمنية مئات الآلاف من جنود الجيوش الأجنبية التي قامت بغزو اليمين وعلى مر التاريخ وهذا ما بات يدرك الاميركان والصهاينة.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق