أوهام التطبيع و”العلاقات المزدحمة” تحت الطاولة بين إسرائيل والسعودية
احتفلت جامعة تل أبيب الإسرائيلية، الاثنين الماضي، بمساهمة باحث سعودي بمقال بائس في مجلة أكاديمية عبرية، إلى درجة إصدار بيان وصف الحدث بالبحث الفريد الذي لم يسبق له مثيل و”النجاح الباهر”، ولكن الكاتب هيرب كينون من صحيفة “جيروساليم بوست” يرى في البيان ورد الفعل مسألة تثير السخرية، وأنها عبارة عن امتداد متكرر لكل خطوة بشأن أي تبادل بين كيان الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج العربي.
واستعرض الكاتب بعض الخطوات التي قوبلت بعلامات الإعجاب (واو) بما في ذلك اللقاء العلني بين الجنرال السعودي السابق أنور عشقي مع دور غولد في عام 2015، قبل أن يصبح غولد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وسماح السعودية لرحلات طيران الهند المتجهة لإسرائيل الطيران فوق مجالها الجوي في 2018 وزيارة مدون سعودي إلى كيان الاحتلال في 2019.
التطبيع مع الدول العربية لن يحدث في أي وقت قريب بسبب عدم رغبة إسرائيل في التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين وقد تم وصف كل خطوة بأنها غير مسبوقة مع شعور إسرائيلي بأن ما يحدث هو علامة في الطريق نحو “علاقات طبيعية” مع السعوديين و”القدرة على تناول الشاورما في الرياض قريباً”، ولكن الكاتب، يؤكد هنا أن إسرائيل، في الواقع، بعيدة عن الجلوس مع دول الخليج العربي “وتناول الطعام معاً في وليمة فاخرة في حفل مفتوح بطريقة عادية”.
وأوضح كينين أن الدول العربية أكدت مراراً أنها لن تصل إلى هذه النقطة حتى يتم التوصل إلى اتفاق مع الإسرائيليين، مشيراً إلى أن التطبيع مع الدول العربية لن يحدث في أي وقت قريب بسبب عدم رغبة إسرائيل في التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، ولكنه أكد أن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك اتصالات وروابط تجارية أمنية واستخبارية.
وأكد أن العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية ستبقى تحت الطاولة وتحت الرادار إذا لم تكن هناك صفقة سلام قابلة للتحقيق في المستقبل المنظور، وعلى حد تعبير الكاتب، هذه ليست نهاية العالم، إذ جادل دعاة حل الدولتين بأن إسرائيل ستكون معزولة في المنطقة إذا لم تكن هناك دولة فلسطينية على حدود خطوط 1967، ولكن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو أثبت بأن هذا الافتراض خاطئ.
وأضاف أن نتنياهو لم يحرك البوصلة باتجاه السلام مع الفلسطينيين خلال 11 سنة من الحكم، ولكن ذلك لم يمنع جميع الانشطة تحت الطاولة من الحدوث، ومحاولة إضفاء الطابع الرسمي في محاولة لإظهار أنه يمكن التطبيع مع الدول العربية دون اتفاق سلام مع إسرائيل.
ولكن هذا، ايضاً، هو نوع من الوهم، كما يضيف الكاتب، وما تبقى هو منطقة في المنتصف: لا سلام مع الفلسطينيين، ولا علاقات رسمية مع العالم العربي، باستثناء الأردن ومصر، وأشار الكاتب، ايضاً، إلى ما كتبه يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، في صحيفة يديعوت أحرونوت، محذراً من الضم بلغة “الصديق” مع إشارات إلى أن مصالح إسرائيل والدول العربية متشابكة.
الرسالة التي يريد الكاتب أن يبعثها لجمهوري الإسرائيلي كانت، عبارة عن “علبة من الوهم” وهي أن عليهم رؤية هذه “التبادلات” على حقيقتها: تفاعلات تظهر أن علاقات إسرائيل والدول العربية متشابكة، وأن مصالحها تتداخل في بعض الأحيان، وأنه لوقت لآخر سيكون هناك تفاعل، وأن ما يحدث ليس اختراقه أو علامة على شيء كبير، إنما أمور بسيطة لا تتجاوز رغبة مدرس سعودي في إقناع إسرائيل بتصورات تاريخية معينة.
ارسال التعليق