"أويل برايس": هل يقترب تحالف أوبك+ من نهايته؟
التغيير
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عما إذا اقترب تحالف أوبك+ من نهايته.
وقال الموقع، في تقريره إن تحالف أوبك+ شهد عدة تحديات خلال هذه السنة. فقد كان هذا الائتلاف التجاري المؤلف من الأعضاء التقليديين في منظمة البلدان المصدرة للبترول بالإضافة إلى روسيا مسؤولا إلى حد كبير عن الانهيار الهائل لأسعار النفط في نهاية نيسان/ أبريل.
وبعد اكتساح جائحة كورونا جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أدى بدوره إلى انخفاض كبير في الطلب على النفط، انقلب اجتماع تحالف أوبك+ إلى خلاف بين روسيا ومملكة آل سعود، تحول لاحقا إلى حرب أسعار نفط شاملة، تسببت في فائض نفطي هائل على الصعيد العالمي.
وذكر الموقع أن العجز في تخزين النفط الناجم عن هذه الوفرة سيستمر في دفع مؤشر خام غرب تكساس الوسيط إلى منطقة سلبية، حيث بلغت قيمته في 30 نيسان/ أبريل ما يقارب 40 دولارا تحت الصفر للبرميل الواحد. منذ ذلك الحين، تكاتفت دول أوبك+ مرة أخرى لمعالجة أزمة سوق النفط، وقدمت تعهدات عديدة، وخفضت الإنتاج بشدة؛ لدعم أسعار النفط الخام، لكن العديد من الدول لم تفِ بوعودها.
ووفقا لتقارير موقع "ماركتس إنسايدر"، فإن "أوبك توصلت إلى اتفاق تاريخي لتخفيض الإنتاج إلى حدود 9.7 مليون برميل يوميا في أبريل/ نيسان، لكن عددا من الدول فشلت في تحقيق أهداف الإنتاج بشكل كبير".
وأورد الموقع أن العراق، ثاني أكبر عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، تعهد هذا الأسبوع بالالتزام بخفض إنتاجه من النفط في الأشهر المقبلة. فبعد محادثة جرت مساء الخميس بين القيادات العراقية وآل سعود، تعهدت بغداد "بخفض إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل في اليوم في آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر".
رغم التعافي التدريجي لسوق النفط في الوقت الحالي، وسعي دول مثل العراق إلى الالتزام بوعودها، إلا أن ذلك لا يعني انفراج الأزمة بالنسبة للائتلاف التجاري للنفط الدولي. فحسب ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقال نشر هذا الأسبوع إن "ارتفاع أسعار النفط يكشف عن التصدعات التي تشوب التعاون الهش بين الدول القوية المنتجة للنفط". ففي البداية، كان انضمام روسيا إلى أوبك+ هبة من السماء للمجموعة ونعمة لأسواق النفط. ولكن الاختلاف الشديد بين طموحات الرياض وموسكو قد يؤدي إلى هلاك الكارتل.
وأشار الموقع إلى أن التزام العديد من أعضاء أوبك+ بتخفيض الإنتاج كانت له نتائج إيجابية. وفي منتصف تموز/ يوليو، وافق الكارتل فعليا على السماح بزيادة الإنتاج الإجمالي لأعضاء أوبك+ بمقدار 1.6 مليون برميل في اليوم. وهو تعديل -حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"- يعكس تحسن الطلب على النفط، غير أن هذا النمو من شأنه أن يعيق فرص التعاون المستقبلية بين مملكة آل سعود وروسيا.
يظهر التاريخ أن التحالفات في كثير من الأحيان تتطلب عدوا مشتركا، وفي هذه الحالة تعثر سوق النفط. وحيال هذا الشأن، قال الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك غولد إنفستورز" غاري روس، إنه "كلما ارتفع سعر النفط، كان من الصعب دفع روسيا إلى الاستمرار في خفض الإنتاج - خاصة بمجرد أن يصل خام برنت إلى 50 دولارا للبرميل".
وحذر الموقع من أنه في ظل هذه الظروف من غير الممكن منع الخلاف بين آل سعود وروسيا، حيث تزعم الدولتان الآن علنا أن أسعار التعادل تختلف إلى حد كبير، وأن التخفيف الأخير لتدابير الإنتاج الصارمة قد يكون بمثابة نذير شؤم بالنسبة للكارتل الذي كان توازنه حساسا. ويمكن أن يؤدي الفشل الدراماتيكي لمنظمة أوبك وائتلافها التجاري المحفوف بالمخاطر إلى اضطرابات جيوسياسية خطيرة في الشرق الأوسط وبقية العالم.
ارسال التعليق