إعلام آل سعود يتدخل بشؤون الكويت ويحرض على الإسلاميين
التغيير
فتحت قناة "العربية" التابعة لآل سعود، التي تبث من الإمارات، النار على إسلاميي الكويت، ومنهم المنتخبون ديمقراطياً في مجلس الأمة، وهاجمت الداعية البارز طارق السويدان، بدعوى كونهم من جماعة الإخوان المسلمين المصنفة "إرهابية" في مصر والإمارات وآل سعود.
وعرضت القناة، في فيلم وثائقي بثته الاثنين، حمل عنوان "أجندة الفوضى"، مقاطع مجتزأة وتحليلات لشخصيات من معارضي جماعة الإخوان المسلمين، في محاولة لتضليل المتابعين بسيناريو مفتعل يروج لسعي الإسلاميين في الكويت للسيطرة على الحكم بمختلف السبل.
وانتقدت القناة استمرار نشاط جماعة الإخوان في الكويت، تحت جمعيات "حدس"، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، وقالت إن هدف الجماعة "نشر الفوضى داخل الدول الخليجية" منذ الانقلاب العسكري في مصر عام 2013.
وادعت أن نشاط الجماعة تصاعد في الفترة الأخيرة بين الكويت والسودان، وقالت إن السويدان كان له دور في جميعة قطر الخيرية، التي زعمت القناة أنها دعمت الإخوان بـ28 مليون جنيه إسترليني.
وهاجمت القناة الداعية السويدان واعتبرته أحد الإخوان المرتبطين بتنظيم القاعدة وأحد قياداته السابقين عبد الله عزام، وقالت إن هدف الجماعة هو السيطرة على الحكم في الدول "متى ما وجدوا الفرصة مناسبة لهم".
وانتقدت حديثاً للسويدان في أحد اللقاءات العامة في السودان، حين قال إنه لا يتوقع تغيراً سياسياً في دول الخليج لـ15 - 20 سنة، كما أظهرت حديثه حول وعي المبتعثين بالديمقراطية (ومنهم 350 ألف سعودي) وتغيير أفكارهم، بأنه محاولة من السويدان لتحريض الشعوب ضد حكامهم.
وحوّرت كلام السويدان حول أنه أعطى دورات لـ70 ألف شاب وشابة (تختص في التنمية البشرية النظرية)، بأنها قد تكون دورات على السلاح لقلب الحكم في دول خليجية مثل الكويت وآل سعود.
كما ادعى الفيلم المثير للجدل أن دورات السويدان تسببت في ثورات الربيع العربي، والتوترات المسلحة في دول مثل سوريا وليبيا، دون أي إشارة لبطش الأنظمة السياسية واستهدافهم للمظاهرات السلمية آنذاك.
وزعمت القناة أن إخوان الكويت سعوا للتأثير على الاقتصاد المصري، وذلك في إشارة لرفض مجلس الأمة دعم الكويت للحكومة المصرية بعد انقلاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي على أول رئيس منتخب في مصر عام 2013.
كما ادعى أحد المعلقين في الفيلم أن الإخوان عارضوا تحرير الكويت من الغزو العراقي، وعملوا على إعاقته ومساندة المحتل (نظام الرئيس الأسبق صدام حسين).
محاولات مستمرة
ويضاف الفيلم الجديد إلى عدة محاولات أخرى من قناة "العربية" لإحداث بلبلة في الجارة الكويت، رداً على موقفها المحايد من الأزمة الخليجية، ومحاولتها التوسط لحلها.
وسبق أن رفضت وزارة الإعلام الكويتية إقحام البلاد في خبر عن الخمور على نفس القناة، وقالت في بيان إن ما قامت به مذيعة العربية "يحمل إساءة بالغة غير مقبولة تجاه الكويت وشعبها".
وأكدت الوزارة أن الكويت "سعت وتسعى دائماً إلى وحدة الموقف الخليجي وتجاوز الخلاف بين الأشقاء كما دعت دائماً إلى وقف الحملات الإعلامية لما تمثله من مساس بالعلاقات الأخوية بين أبناء دول المجلس وتأثير سلبي مباشر على روح تلك العلاقة".
وأشارت إلى "حرص الكويت على النأي بنفسها عن أن تكون طرفاً في تلك الحملات"، وشددت على أنها اتخذت إجراءاتها الداخلية المعتادة بالتواصل مع المسؤولين في قناة "العربية" ومكتبها في الكويت، وطالبتها "بتوضيح الخطأ وتداركه فوراً".
جدير بالذكر أن قناة العربية، ومختلف وسائل الإعلام التابعة لآل سعود، تشن حملة كبيرة للإساءة إلى قطر، بالإضافة إلى الدول التي تساندها لفك الحصار عنها، ومن أبرزها دولة الكويت.
ومنذ يونيو 2017، فرضت سلطات آل سعود والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر، مدعية أن الدوحة تدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الأخيرة التي تقول إن الغاية من هذا الإجراء هي التأثير على قرارها السيادي، في حين عرقلت الدول الأربع نجاح الوساطة التي قادها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
ارسال التعليق