ابن سلمان مهووس بالسلطة والمال
بتعيينه إبراهيم العساف وزيراً لخارجية السعودية، صدّق الملك سلمان بن عبد العزيز، ما ذكرته صحيفة عبرية قبل نحو ستة أشهر. ففي مطلع يونيو الماضي، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن رجال المال والأعمال في السعودية باتوا على قناعة بأن الدخول بشراكة مع ولي العهد محمد بن سلمان، أفضل لهم من أن يفقدوا كل شيء. وأشارت الصحيفة، في تحليل إخباري، إلى الاتفاق الذي أبرمه ابن سلمان مع عشرات الوزراء وأفراد في العائلة المالكة؛ لدفع جزء كبير من ثروتهم في مقابل إطلاق سراحهم بعد حملة اعتقال شهدتها المملكة في نوفمبر 2017. صحيفة هآرتس، بينت أن هؤلاء يرون أن من “الأفضل لهم العمل مع ولي العهد، خشية أن يخسروا ما تبقى لديهم، وربما ما زالوا يأملون بأن يفوزوا ببعض المشاريع في المستقبل، ولو بهامش ضيق”.
إبراهيم العساف، الذي شغل سابقاً منصب وزير المالية لعشرين سنة، كان بين مجموعة من أمر باعتقالهم ابن سلمان في “الريتز كارلتون”، وعرف عنه أنه من الأثرياء، وأن مبالغ طائلة تحصل عليها من عمليات فساد في زمن توليه منصب وزير التجارة. وما يحصل في السعودية منذ تولي ابن سلمان ولاية العهد، في يوليو 2017، يؤكد أن الأخير يخالف جميع أسلافه ولاة العهد، بل وحتى ملوك البلاد في سياسة التعاطي مع كبار شخصيات المملكة المؤثرين، سواء كانوا من أمراء العائلة الحاكمة، أم من أثرياء البلاد أو زعماء قبائلها. فقد أدخل ابن سلمان بحسابه الشخصي ما لا يقل عن ثمانمئة مليار دولار، وفقاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، في وقت سابق، مبينة أن تلك الثروة جناها ابن سلمان فقط من أمراء العائلة الحاكمة بعد أن ساعده جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، داعماً إياه بمرتزقة من شركة بلاك ووتر.
وبدوره، فإن ابن سلمان صدّق ما ذكرته “وول ستريت جورنال”؛ إذ لم يستطع الصمود طويلاً أمام الثروة التي وضع يده عليها؛ فأشيع شراؤه قصر الملك الفرنسي لويس الرابع بأكثر من 300 مليون دولار، ولوحة الفنان ليوناردو دافنشي “مخلص العالم” بمبلغ 450 مليون دولار، ويخت “سيرين” بسعر 550 مليون دولار. وأصبح القصر واللوحة واليخت من أملاك محمد بن سلمان؛ فهو من دفع هذه المبالغ العالية لامتلاكها؛ بحسب ما أعلن من قبل الجهات البائعة. وبذلك فإن ابن سلمان حقق ما كان يشعر ه بال”نقص”.
أما بالنسبة للقبائل في أرض الجزيرة العربية فإن ابن سلمان لم يجردهم من امتيازاتهم فحسب، بل نكل بهم ورماهم في غياهب السجون؛ إذ اعتقل شيوخ قبائل “مطير” و“عتيبة” و”شمر” و “وعنزة، وضم أراضي شاسعة تعود لهذه القبائل؛ بحجة تحويلها إلى “محميات ملكية”. وتحدث حساب المغرد الشهير “مجتهد” على منصة “تويتر”، في حينها حول قرار إنشاء مجلس للمحميات الملكية في الديوان الملكي. وقال: إن “هذه المناطق الشاسعة ليست إلا المرحلة الأولى من (تشبيك) محمد بن سلمان، والمراحل القادمة ستشهد مساحات أكبر وكلها ستكون ملك ابن سلمان”.
وشبه مجتهد المحميات الملكية بصندوق الاستثمارات العامة الذي “ظاهره ملك الدولة وباطنه ملك ابن سلمان”، بحسب قوله.
ارسال التعليق