أُعلن عن إصابة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يعاني حزمة أمراض مزمنة بالأساس بالتهاب رئوي حاد، الأحد، بينما تتجه أنظار العالم نحو إيران، حيث قتل الرئيس الإيراني في حادث تحطم مروحية كانت تقله وأعضاء الوفد الرفيع المستوى إلى أذربيجان.

ويبدو أن إعلان مرض الملك سلمان هذه المرة ليس عاديا حيث ألغى ولي العهد وحاكم المملكة الفعلي، الأمير محمد بن سلمان زياراته الخارجية التي كانت مقررة ومعد لها منذ فترة.

ويوم الأحد، أعلن الديوان الملكي في بيان عاجل نقل الملك سلمان للمستشفيات الملكية لإجراء فحوصات بعد ارتفاع درجة حرارته وإصابته بألم شديد في المفاصل، ليعلن مساء ذات اليوم أن الملك مصاب بالتهاب رئوي وسيخضع لبرنامج علاجي.

وفي اليوم التالي، الاثنين، أعلن أن الأمير محمد بن سلمان قد ألغى زيارته التي كانت مرتقبة لليابان، وكان مخطط لها منذ وقت طويل.

وبحسب بيان للسفير الياباني بالسعودي نشره أمس، الاثنين، عبر حسابه الرسمي بإكس، فقد أعلنت حكومة اليابان إرجاء زيارة “صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى اليابان، وذلك بعد أن أبلغتها حكومة المملكة بضرورة بقاء سمو ولي العهد فيها بسبب الظروف الصحية التي يمر بها خادم الحرمين الشريفين. نتمنى له الشفاء العاجل وأن يمد الله بعمره.”

وتأكد خبر إلغاء ولي العهد زيارته لليابان اليوم، الثلاثاء، حيث نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” مقطعا مصورا وثق “اتصالا مرئيا عن بعد بين ولي العهد ورئيس وزراء اليابان.”

وتشهد المملكة الآن أياماً حاسمة وهناك احتمالات باتت شبه مؤكدة بتتويج محمد بن سلمان ملكاً في المستقبل القريب.

وكان المغرد الشهير “مجتهد” قد تناول ذات الموضوع، في تغريدة لها أثارت جدلا كشف فيها تفاصيل عن وضع الملك سلمان الصحي، لافتا إلا إلغاء زيارة ابن سلمان لليابان.

وزعم “مجتهد” على حسابه أن وضع الملك سلمان الصحي حتى فجر الاثنين، تمثل في هبوط في الكلى واحتقان في الرئتين وقد احتاج جهاز غسيل الكلى للتعويض عن هبوط الكلى.

وتابع أن العاهل السعودي تم وضعه على جهاز التنفس الآلي بتركيز اوكسجين عالي للتعامل مع احتقان الرئتين، لافتا إلى أن هذا الوضع الصحي الحرج هو السبب في إلغاء رحلة محمد بن سلمان لليابان.

ولا توجد حاليا تفاصيل رسمية أخرى بشأن مدى خطورة الالتهاب الذي يعاني منه الملك سلمان البالغ من العمر 88 عاما، والذي خضع في السنوات الأخيرة، للعديد من الإجراءات الطبية، بما في ذلك عملية جراحية لإزالة المرارة وتركيب بطارية لتنظيم ضربات القلب.

وكشفت مصادر أن ولي العهد ألغى جميع برامجه وزياراته الخارجية حاليا، جراء تدهور صحة الملك ووضعه الحرج، وخشية من وفاته المفاجئة بأي وقت وهو خارج الدولة.

ما قد يتسبب بمشاكل لمحمد بن سلمان واضطرابات محتملة داخل بيت الحكم، ومعروف أن ابن سلمان سيطر على العرش بانقلاب ناعم عام 2017.

ووصل الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى السلطة عام 2015، عندما خلف شقيقه الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز. وفي غضون عامين، قام بعزل الوريث المعين تلقائياً، ابن أخيه محمد بن نايف. 

وقام بترقية ابنه، محمد بن سلمان، الذي شغل منصب مساعده، من بين أمور أخرى حتى وضعه في منصب ولي العهد في مخالفة لنظام الحكم والبيعة الخاص بآل سعود.

ولعقود من الزمن، شغل سلمان منصب أمير منطقة الرياض بلا منازع. كما أنه أحد أبناء حصة أحمد السديري السبعة، الذين شغلوا مناصب رئيسية في الحكومة السعودية.