تعهد منظم مهرجان "ميدل بيست" الموسيقي باتخاذ مزيد من الخطوات لمحاولة منع حوادث التحرش الجنسي وغيره من المضايقات في الفعالية التي جرت حفلاتها في فعاليات موسم الرياض الترفيهي.

وأطلقت إدارة مهرجان "ميد بيست" حملة لتكثيف الإجراءات لحماية النساء في فعالياتها، ووعدت بعدم التسامح مطلقا مع أي مضايقات، وفقا لما أوردته شبكة BBC.

واستمر المهرجان على مدار 4 أيام، حضر خلالها الآلاف من الجماهير حفلات موسيقية أحياها فنانون من أنحاء مختلفة من العالم، وشهدت اختلاطاً بين الجنسين غير مسبوق في السعودية.

وانتشرت مقاطع تظهر شبانا وشابات يتراقصون على إيقاع الموسيقى الصاخبة في بلد كان أداء الموسيقى في الأماكن العامة أمرا مثيرا للجدل فيه قبل بضع سنوات فقط.

وترافق ذلك مع تقارير عن مضايقات وتحرشات، بعضها موثق بالفيديو، تعرضت لها سعوديات وأجنبيات.

وشكل قرار المشاركة في المهرجان، أمرا تردد بعض المشاهير بشأنه في ضوء الاتهامات التي توجه للسعودية في ملف حقوق الإنسان، خاصة مع صدور تعليقات من ناشطي حقوق الإنسان ترى أن الموسيقيين المشاركين، إنما يسهمون في تبييض سمعة السعودية التي تقمع فيها السلطات السكان.

لكن الموسيقيين لم يكونوا وحدهم من فكر مرتين قبل المشاركة، فقد كان هذا حال كثير من النساء في ظل التقارير التي تتحدث عن أن التحرش الجنسي أصبح سمة من سمات الأحداث الترفيهية الكبرى في الرياض وغيرها من مدن السعودية، وانتشار مقاطع مصورة لمجموعات من الرجال يقومون بلمس أجساد النساء والتحرش بهن.

وسنت السلطات السعودية منذ عام 2018 قوانين تجرم التحرش وتفرض غرامات باهظة وأحكاما بالسجن تصل إلى 5 سنوات على المدانين به.

ويقول مقربون من ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، الذي ينظر إليه كثيرون بوصفه الحاكم الفعلي للمملكة، إن مثل حوادث التحرش في السعودية تمثل ما يشبه آلام النمو التي تصيب الجسد، في بلد يشهد انتقالا كبيرا من الوقوع تحت سلطة وإملاءات التفسيرات المحافظة إلى التحول إلى مجتمع أكثر انفتاحا.

ومن المقرر أن تتسارع وتيرة التغيير سعيا لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في رؤية 2030 التي أطلقها الأمير، وهي خطة طموحة للغاية لإحداث تحول في السعودية من خلال تحويل الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط، مع إعادة تشكيل المجتمع بما ينسجم مع الانفتاح على قطاعات اقتصادية متنوعة من ضمنها السياحة والترفيه.