ال سعود..تاريخ حافل بالخطف واغتيال المعارضين
لم تكن حادثة اختطاف الاعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي ومن ثم قتله، الحادثة الاولي في سجل النظام السعودي الاجرامي المليء بعمليات الخطف لمعارضين سعوديين بارزين خارج البلاد بينهم أمراء من الأسرة الحاكمة، حيث أعيدوا إلى الرياض ليدفعوا ثمن انتقاد سياسة حكامهم.
وقد تمثلت الحوادث الأشهر في تاريخ "دبلوماسية الخطف" السعودية في اختطاف ثلاثة أمراء في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2015 وحتى فبراير/شباط 2016، حيث تم إجبارهم على العودة إلى المملكة.
ففي وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فإن من بين الذين جرى خطفهم ايضا كان هناك بعض الامراء من بينهم كان الأمير سلطان بن تركي الذي تم اختطافه في الأول من فبراير/شباط 2016 وبرفقته 20 من حاشيته من حاملي الجنسيات الغربية.
وأوضح اثنان من هؤلاء أنهما كانا برفقة الأمير على متن طائرة متجهة إلى القاهرة، إلا أنه تم تحويل مسارها ليجدوا أنفسهم بالرياض، وأفادا بأن الأمير لم يستسلم بسهولة حيث صرخ وتعارك بالأيدي مع مضيفي الطائرة الذين تبين حملهم أسلحة أخفوها من أجل إخضاعه وبقية المسافرين.
ولكن لم تكن هذه عملية الخطف الأولى بحق سلطان. ففي صباح 12 يونيو/حزيران 2003، توجه الأمير لقصر عمه الملك الراحل فهد في ضواحي مدينة جنيف بسويسرا بدعوة من الأمير عبد العزيز الابن المفضل للملك (وللمفارقة فإن هذا الأمير محتجز الآن بالرياض(، وعرض عبد العزيز على سلطان العودة للمملكة واعدا بحل النزاع الناشئ عن انتقاده للقيادة السعودية لكنه رفض، وعندها غادر الأول ومرافقه وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، وبعد لحظات داهم الغرفة رجال ملثمون ثم شرعوا في ضرب سلطان وكبلوه ثم غرزوا إبرة في عنقه، وأسرعوا به وهو فاقد الوعي إلى مطار جنيف ثم نقلوه لطائرة طبية كانت تنتظر بمدرج المطار.
أما الأمير تركي بن بندر آل سعود -وهو مسؤول أمني سابق كان مكلفا بفرض النظام بين أفراد الأسرة المالكة ذاتها- فتعرض للسجن بسبب خلاف أسري قبل أن يفر إلى باريس ويدعو إلى تبني إصلاحات بالسعودية منذ عام 2009، وذكرت صحيفة مغربية أن هذا الأمير كان عائدا إلى فرنسا بعد زيارة إلى المغرب عندما اعتقل وسجن هناك. ثم سُلم إلى سلطات بلاده بناء على طلب منها بموافقة محكمة مغربية.
وثالث الأمراء المختطفين هو سعود بن سيف النصر -وهو من أفراد الأسرة الحاكمة أيضا- وقد بدأ منذ عام 2014 انتقاد النظام كما دعا لمقاضاة مسؤولي المملكة الذين أيدوا عزل الرئيس المصري محمد مرسي، قبل أن يدعو لاحقا إلى انقلاب داخل العائلة الحاكمة لخلع الملك سلمان.
كذلك تم خطف المعارض اليساري ناصر السعيد الذي عمل في شركة "أرامكو" وخاض سلسلة من الإضرابات العمالية ضد ظروف العمل الشاقة آنذاك، قبل أن ينتقل إلى مصر ومنها الى دمشق فبيروت قبل ان يتم اختطافه، وأُلقي من طائرة على أحد سواحل البحر المتوسط.
كذلك تعرض المعارض السعودي البارز سعد الفقيه لمحاولة اختطاف فاشلة أصيب خلالها بعدة طعنات وكسرت ساقه قبل أن يُنقل لمستشفى بالعاصمة البريطانية عام 2003
اما احمد المغسل فاقر النظام وعبر وسائل اعلامه بالاضافة الىى وزير خارجيته باختطافه من مطار بيروت على يد شعبة المعلومات اللبنانية التي تستلم ميزانيتها من الرياض في 7اغسطس 2015 .
وتبقى حادثة الاعتداء على الناشط السعودي المعارض غانم الدوسري هي الأحدث. فقد تعرض في الأول من سبتمبر/أيلول 2018 لاعتداء بأحد شوارع لندن ممن قال إنهما شابان تابعان للسلطات السعودية.
ولم تقتصر "دبلوماسية الخطف" السعودية على مواطنيها بل تخطت ذلك بدءا من تسليم سياسيين ليبيين قدموا للمملكة لأداء مناسك العمرة إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وصولا إلى احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عدة أيام وإجباره على تقديم استقالته، قبل أن تتدخل فرنسا لإطلاق سراحه.
وكان الاعلامي المعارض جمال خاشقجي اختفى يوم الثلاثاء الماضي بعد أن دخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول ظهر الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري للحصول على وثائق عائلية، إلا أنه -وبحسب خطيبته التي كانت بانتظاره ساعات عدة خارج المبنى- لم يخرج مما دفعها لمراجعة مسؤولين بالقنصلية لكنهم أبلغوها بمغادرته المكان فاتصلت بالسلطات التركية.
ارسال التعليق