ال سعود يسرقون نفط سوريا وغازها
بقلم: حماد صبح/ كاتب فلسطينيلا حدود ولا محرمات في خيانة العرب بعضهم بعضا ، وصدق ونستون ترتشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي قال : ” إذا مات العرب ماتت الخيانة ”.
بعد أن علمنا بحسرة محرقة أن أميركا وإسرائيل تسرقان نفط سوريا وغازها في شمالها الشرقي ؛ ها نحن نعلم بحسرة وصدمة لا حدود لهما أن شركة أرامكو السعودية أرسلت بعثة إلى حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي ، وأنها ستوقع عقود استثمار للحقل مع الحكومة الأميركية التي تسيطر قواتها على أكثر النفط والغاز شمال شرقي سوريا.
واتسعت حسرتنا وصدمتنا حين علمنا بعد ذلك بيومين أن خبراء نفط وغاز مصريين وسعوديين وصلوا إلى المنطقة ، وأن مروحيات أميركية نقلتهم إليها في حماية القوات الأميركية . عادة لا نتفاجأ بأي خيانة من النظام السعودي مهما تألمنا منها، ومهما كانت خطورتها وغرابتها لعلمنا الثابت أن هذا النظام ما أوجدته بريطانيا بداية ، ورعته أميركا تاليا إلا ليفعل كل ما فيه نفع الغرب والصهيونية، وكل ما فيه ضرر العرب والمسلمين. وكان دائما وفيا لهذه الوظيفة المارقة مراوحا بين النفاق والتخفي ، والصراحة والمجاهرة حسبما تسمح به الحال. ومكنه تدهور حال العرب في السنوات الأخيرة من الانتقال الكلي إلى المصارحة والمجاهرة مفارقا للنفاق والتخفي.
حسرتنا الحارقة ، وصدمتنا الكبيرة أن يساعد خبراء مصريون أميركا في سرقتها لنفط سوريا وغازها .
الشعب المصري لبث نقيا ووفيا لأمته ، وصدم توقعات إسرائيل مدى 40 عاما في تحول سلامها الرسمي مع مصر إلى سلام شعبي . ومع رداءة النظام المصري الحالي ، وإدارته ظهره للقضايا العربية والإسلامية الحقيقية ، وتهشيمه لدور مصر في كل الساحات التي كانت الفاعل الأكبر والأهم فيها ؛ تظل حسرتنا وصدمتنا كبيرتين من مشاركة خبراء مصريين في جريمة سرقة أميركا للنفط والغاز السوريين. يمكن الزعم أن هؤلاء الخبراء سلكوا ما سلكوا من ذواتهم ، وأن جهة رسمية في مصر لم تأذن لهم بهذا السلوك المنكر ، حتى لو كان سلوكهم فرديا ذاتيا فلاشك في كونه جريمة وطنية وقومية مفارقة لوفاء الشعب المصري لأمته ، ولنقائه الوجداني في الالتزام بهمومها وقضاياها . أي طعنة مصرية لسوريا هي كبيرة مهما صغرت ومهما اتصفت بالفردية .
ومن أخطاء مرسي التي لا تبررها حتى إخوانيته أنه قطع علاقة مصر الدبلوماسية مع سوريا ، ويومها كتبت مستنكرا فعلته أنا الذي رحبت بانتخابه رئيسا بوصفه توجها ديمقراطيا . مصر وسوريا كانتا على مدى التاريخ المسطور توءمين في السراء والضراء ، في السلم والحرب ، في الثقافة والفن ، وفي كل ما نفع العرب والمسلمين . وكبير جارح أن يضل بعض أبنائها في فعل ما فيه إضرار بسوريا واعتداء على سيادتها . النظام السعودي لم يأبه لهذه السيادة حين أذن لأرامكو ، درة اقتصاده وغناه ، بأن توقع مع أميركا المعتدية على سوريا عقود استثمار لسرقة نفطها وغازها ، وهذا ليس مفاجئا منه وفق دوره الذي رسمته القوى الاستعمارية له . أما في حال مصر فهذا منكر مدان حتى على المستوى الفردي لمفارقته لكل ما يميز الشعب المصري من وفاء خالص لأمته مهما كانت رداء النظام الرسمي .
ارسال التعليق