الاستعمار الجديد: صورة غزة من وجهة نظر غربية- عربية
عن "غزة في اليوم التالي"، تستمر المشاورات والمقاربات بين قوى الاستعمار الجديد، إذ نقل المراسل السياسي لموقع "والا" باراك رافيد، عن مسؤوليْن صهيونييْن رفيعي المستوى، أن الولايات المتحدة وكيان العدو والإمارات أجروا، يوم الخميس الماضي، لقاءً سريًا في أبو ظبي لمناقشة خطط اليوم التالي للحرب في غزة.
بحسب رافيد؛ اللقاء في أبو ظبي، والذي بقيَ سريًا حتى اليوم، يُظهر أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بدأ يعترف بأن عليه انتهاج مقاربة أكثر واقعية في كل ما يتعلق بخطة إدارة غزة بعد الحرب.
وقال المسؤولان إن وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد استضاف اللقاء في أبو ظبي، بمشاركة المستشار الكبير للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط برت ماك-غرك ووزير الشؤون الإستراتيجية في كيان العدو رون درمر، وهو رجل السر المقرب من نتنياهو. وأشار هذان المسؤولان الى أن رئيس الطاقم السياسي-الأمني في وزارة الحرب "الإسرائيلية" درور شالوم، والذي عمل على اقتراحات " تل أبيب" لخطط اليوم التالي للحرب في غزة، سافر مع درمر إلى أبو ظبي.
ووفقًا لرافيد، نتنياهو أعرب عن رغبته في أن تكون الإمارات جزءًا من خطة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، وأن تُرسل جنودًا، وتدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، وتغيّر منظومة التعليم في القطاع. وأوضح رافيد أن نتنياهو غير مستعد حاليًا للتقدم لإنهاء الحرب، كما يرفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وهو غير مستعدّ لاستئناف عملية "السلام" القائمة على "حلّ الدولتيْن".
كما بيّن رافيد أن وزير الحرب يوآف غالانت قدّم قبل أشهر خطة "اليوم التالي" في غزة، وهي تشبه كثيرًا المقترح الإماراتي. لكنّ نتنياهو رفضها جملة وتفصيلًا، غير أنه نقل عن مصادر صهيونية أن نتنياهو يُبدي الآن استعدادًا أكثر، والبدء بمحادثات مغلقة ودعم خطة غالانت وبحثها مع الولايات المتحدة والإمارات.
وقال مصدر صهيوني، على ما يورد رافيد، إن: "نتنياهو هاجم خطة غالانت وقطع عليها الطريق لأشهر، لكن الآن يأخذها ويترجمها إلى الإنكليزية ويعطيها لدرمر كي يقترحها على الإماراتيين والأميركيين، وكأنّها من اختراعه".
وتحدّث رافيد أن إدارة بايدن تضغط على نتنياهو منذ أشهر لمناقشة جدية لخطة اليوم التالي، خاصة في ظل مواصلة الجهود لمحاولة التوصل إلى صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف النار.
وذكر رافيد أن بايدن يخطط لمناقشة ضرورة بلورة خطة كهذه مع نتنياهو خلال إجتماعهما المقرّر في البيت الأبيض، اليوم الخميس.
وفي السياق نفسه، قالت قناة كان العبرية، إن دولا عربية تشهد خلافات بشأن نظرتها للحل في غزة، بعد العدوان الجاري، بين من يريد وجود السلطة ومن يرفضها ويسعى إلى تفكيك قيادتها الحالية.
وأشارت القناة إلى أن إحدى نقاط الخلافات المهمة، هي مسألة تركيبة السلطة الفلسطينية التي ستحكم القطاع، إضافة إلى موقع حماس في السلطة في اليوم التالي للحرب.
وأوضحت أن مصر والأردن و"السعودية" والإمارات وقطر والسلطة الفلسطينية، قدمت وثيقة قبل نحو 3 أشهر، إلى الحكومة الأمريكية، تتناول الخطوط العامة لليوم ما بعد الحرب، لكن وفقا لمسؤول عربي كبير، في إحدى تلك الدول، قال للقناة إنه لا يوجد اتفاق واضح، عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل الصغيرة.
ونقلت عنه قوله: "إن القضايا غير المجمع عليها، هي السلطة الفلسطينية، وأي تركيبة ستحكم غزة، وفي حين تدعم مصر والأردن التركيبة الحالية للسلطة، فإن السعودية والإمارات تريدان إجراء تغييرات مهمة في تركيبتها".
وأشارت إلى أن المسألة الأخرى هي موقع حماس من السلطة في اليوم التالي، وقال المسؤول العربي، إن "قطر الأقرب إلى حماس بين الدول، لن تتخلى بسرعة عن دورها في غزة، على عكس السعودية والإمارات، اللتين ترغبان في القضاء بشكل كامل على حماس".
على مستوى آخر، وفي خطوة غير مستغربة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الكنيست "الاسرائيلي" أقرّ، في القراءة الأولى، اقتراح القانون الذي قدّمته عضو الكنيست، من حزب "إسرائيل بيتنا"، يوليا ملينوفسكي لتصنيف الأونروا منظمةً "إرهابية".
وبموجب المقترح، ستتوقّف أيّ علاقة مباشرة أو غير مباشر بين "إسرائيل" والوكالة، وسيتُعامل معها ومع موظفيها بصفتها منظمةً "إرهابية".
ملينوفسكي سوّغت طرحها بالقول: "لا يمر يوم من دون أن ينشر الناطق باسم الجيش "الإسرائيلي" نتائج جديدة من الميدان تربط الأونروا بـ"الإرهاب"". وادّعت بأن: "تورّط" الوكالة في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر معروف للجميع"، وأضافت: "حان الوقت لرفع الغطاء عن الأونروا، وإذا لم تفعل الحكومة "الإسرائيلية" خلال أكثر من تسعة أشهر ذلك، فمشروع القانون سيٌثبِّت ذلك أمرًا واقعًا".
بدوره، اتهم عضو الكنيست دان أزولاي "الأونروا" بدعم "الإرهاب" و"تعليم الكراهية" وتغطية المقاومين، وتابع: "حان الوقت لوضع حد لهذا الكابوس وإلغاء حصانة الأونروا، والتوقف عن تمويلها وإغلاقها إلى الأبد".
من ناحيته، أعلن عضو الكنيست بوعاز بوسموت أن القانون مرّ في القراءة الأولى، وصرّح: "بقليل من الجهد، سنتمكّن من إغلاق هذه المنظمة "الإرهابية" قبل نهاية جلسات الكنيست (بسبب العطلة الصيفية). القانون يبعث برسالة واضحة إلى أعدائنا: لن نسمح لمنظمات دولية بمواصلة صناعة الإرهاب والتحريض. مَن يساعد حماس، سيُعاقب. ليس هناك مكان للأعداء في قلب عاصمة الشعب الهيودي، القدس"، وفقًا لزعمه.
ارسال التعليق