الاعتقالات تعكس الخوف وجنون العظمة لدى بن سلمان
اعتبرت الكاتبة السعودية المعارضة مضاوي الرشيد أن ثلاث موجات من الاعتقالات شهدتها السعودية لتعكس "جنون العظمة" لدى ولي العهد محمد بن سلمان، ورغم تذليله للطريق الذي سيوصله إلى العرش فإنه يتصرف كأنه غير واثق.
وفي مقال لها بموقع "ميدل إيست آي"، قالت مضاوي المقيمة في بريطانيا إنه يمكن النظر إلى حملات الاعتقال تلك على أنها مؤشر لانعدام الأمن، أو إستراتيجية تعبئة شعبية لضمان الاتفاق على أسلوب قيادة بن سلمان، إلا أنها باتت تمنعه من التركيز على تطوير الرؤية الاقتصادية التي طرحها ليصبح وليا للعهد.
وبدأت الموجة الأولى باستهداف مجموعة من الإسلاميين والأكاديميين والصحفيين والشعراء في سبتمبر/أيلول 2017، وتم استخدام الاتهام الجاهز بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة لتبرير معظم الاعتقالات، وكانوا من مشارب فكرية مختلفة لكن العامل المشترك بينهم كما يبدو هو إحجامهم عن الإشادة برؤية الأمير الاقتصادية أو عدم إدانة قطر كمصدر للإرهاب، بحسب الكاتبة مضاوي.
أما الموجة الثانية من الاعتقالات فكانت أكثر إثارة، حيث احتُجزت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 شخصيات من العائلة المالكة للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وعلى رأسهم رئيس الحرس الوطني السعودي متعب بن عبد الله، والملياردير وليد بن طلال، وخضعوا للإقامة الجبرية في فندق ريتز كارلتون بالرياض.
ووُصف اعتقالهم بأنه حملة لمكافحة الفساد واستعادة الثروات المنهوبة، لكن أيا منهم لم يخضع لمحاكمة علنية، بل خرجوا بعد تسويات مالية قدرت بالمليارات، مما يجعل من الصعب ابتلاع الرواية الرسمية، وفقا لرأي المعارضة السعودية.
وفي 12 مايو/أيار الحالي اعتُقل في الكويت الشاعر نواف الشمري وجرى ترحيله إلى السعودية، وهو ابن عم الكاتبة، ورغم أنه كان يحمل جوازا قطريا فقد عومل بصفته معارضا من أصل سعودي، حيث كانت عائلته آل الرشيد هي الحاكمة في حائل قبل أن تنتزع منها عائلة آل سعود السلطة وتؤسس المملكة عام 1921.
وكانت هذه بداية لموجة اعتقالات ثالثة شملت سبعة ناشطين ومحاميات في مجال حقوق المرأة، وهي خطوة غير معتادة في المملكة، حيث تبلغ أكبرهن سنا سبعين عاما.
وتتساءل مضاوي الرشيد هل يشعر بن سلمان بعدم الارتياح بين الوهابيين الموالين له بعد أن سمح للنساء بقيادة السيارات والذهاب إلى الحفلات ودور السينما؟ أم يريد أن يطمئن الشيوخ بأنه مسلم معتدل يعطي المرأة حقا بيد ويعتقل الناشطات النسويات بيد أخرى؟
وتختتم مقالها بالقول إن ولي العهد يحاول دفن حركة نسوية ناشئة قبل أن تصبح ظاهرة المعارضة السياسية عندما تطالب بحقوق الرجال أيضا.
ارسال التعليق