التخلي عن قميص خاشقجي.. هل سينعش الاقتصاد التركي المتهالك؟
اردوغان هرول الى الرياض للدخول في تسوية مع السعودية لكن بعد تلبية شروطها على ما يبدو من اغلاق ملف جريمة خاشقجي الى طرد بعض اخوان المسلمين من تركيا، ليحصل على ما كان يحلم به وهو فيضان الاموال الخليجية في الاقتصاد التركي المتهالك.
ويرى ناشطون بريطانيون، ان مسألة خاشقجي نفسها كانت الورقة الرابحة للضغط على السعودية، ولذا كان يحتم على اردوغان ان يتخذ قراراً محاولة فضح النظام الحاكم في السعودية خصوصاً مع موقف الاخير من قطر واخوان المسلمين، لكن نتيجة المشاكل الاقتصادية، وقلة حجم الاستثمارات داخل تركيا الذي لم يكن بالحجم الذي يأمله اردوغان كي يتمكن من التأثير المباشر على المستوى المعيشي للمواطن التركي الذي انخفض عن 40 بالمئة خلال فترة وجيزة، ما ادى به الى التنازل عن قضية خاشقجي وارجاع ملفه الى الرياض.
واوضحوا، ان محاولة اردوغان بتصفير المشاكل مع دول الجوار، بدأت بحل الاشكال ما بين تركيا والدول الخليجية ومصر، وهو شرط سعودي.
كما يرى مراقبون ان سلوك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال السنة الاخيرة، كان يصب من اجل هدف واحد وهو محاولة انعاش الاقتصاد التركي المتهالك. واعتبروا ان استطلاعات الرأي منذ اكثر من سنة ولحد الان تعكس تراجعا مضطرا في شعبية حزب العدالة والتنمية، ما يعني ان المعارضة التركية يمكن لها ان تهزم اردوغان بسهولة، واذا انضم حزب الشعب الديمقراطي الكردي الى المعارضة فستكون هزيمة اردوغان محتومة منذ الآن.
واكدوا ان حركة اردوغان القيام بزيارة السعودية تأتي من اجل انعاش الاقتصاد التركي تمهيداً للاستحقاق الانتخابي بعد سنة من الان.
على خط آخر، يرى محللون سياسيون ان هناك تبادلاً للاتهامات بانه هل كانت زيارة اردوغان للسعودية بطلب منه أم بطلب محمد بن سلمان. واوضحوا ان زيارة اردوغان للرياض جاءت نتيجة دعوة من الملك سلمان، لكن الجانب السعودي يقول ان اردوغان اصرّ على ان يأتي لزيارة العمرة واستقبلناه.
ولفتوا الى ان الحكومة التركية قامت بتطبيع العلاقات مع الجيران بدءاً من مصر ثم الامارات والان وصل دور السعودية في ظل الازمات الاقتصادية والسياسية التي تضرب تركيا، فيما اعتبروا انهم لا يرون اي نتائج ملموسة على المستوى القريب من زيارة اردوغان للرياض.
واضاف المحللون، ان السعودية تريد قبل القيام بأي اتفاقيات اقتصادية مع تركيا، ان ترى خطوات تركية عملية من أنقرة مثلاً تطبيع العلاقات مع مصر الحليف للسعودية اضافة الى التطبيع التركي مع الدول الخليجية، لكن أزمة الثقة مازالت تطفو على السطح على الرغم تحويل الجانب التركي ملف اغتيال جمال خاشقجي الى الجانب السعودي وهي القضية التي اشعلت فتيل الازمة بين البلدين وادت الى مقاطعة السعودية لتركيا في المجالات كافة.
ارسال التعليق