الجبير يهز الفنجان في روسيا.. وعائلة سعودية تستغيث بسبب 700 ريال
في الوقت الذي أبدى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اهتماماً كبيراً بتعليم رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، طقوس شرب القهوة العربية و"هز الفنجان"، على هامش الزيارة الأولى للملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا الأسبوع الماضي، وما تخللها من توقيع صفقات بمليارات الدولارات كاستثمارات للملكة في روسيا.. كانت هناك عائلة سعودية تستغيث لعدم قطع الكهرباء عن منزلها في إحدى قرى محافظة أبو عريش الواقعة في منطقة جازان.
الحنق المتزايد في السعودية ينذر بعواقب وخيمة على المستويين الاقتصادي والسياسي، وفق ما يؤكده مراقبون ومحللون، فالمواطن السعودي لم يكد ينسى "غزوة ترامب" التي أسفرت عن غنائم بلغت مئات المليارات من الدولارات، في أول زيارة للرئيس الأمريكي للمملكة، حتى صُدم بكم المليارات التي وعد بها الملك سلمان بن عبدالعزيز كاستثمارات في روسيا.
يأتي هذا كله في وقت تتفاقم فيه مشكلة البطالة بين الشباب السعوديين، حيث أظهرت بيانات رسمية ارتفاع معدل البطالة بين السعوديين في نهاية الربع الثاني من عام 2017 إلى 12.8 فلي المئة، مقارنة بـ12.7 بالمئة في الفترة نفسها من عام 2016. وأن إجمال السعوديين الباحثين عن عمل بلغ 1.075 مليون مواطن، 50% منهم جامعيون.
مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت جدلاً واسعاً على خلفية نشر رسالة مؤثرة تم خطها على جدار منزل كائن في إحدى قرى محافظة أبو عريش الواقعة في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية.
وتفاجأ موظف كهرباء عند قيامه بعمله الميداني، برسالة مؤلمة بجانب العداد، مضمونها: "لا تفصل علينا، أبونا في المستشفى وبنسدد آخر الشهر"، كما وجد ورقة بجوار العداد كتب عليها: "نحن حريم في البيت، ووالدنا منوم في المستشفى، وعلينا 700 ريال فقط، وراح نسدد الفاتورة نهاية الشهر". وفق ما نشرته وسائل إعلام سعودية وغربية.
وروى الموظف لزملائه ماشاهده لدى عودته للمؤسسة، فما كان من أحد الموظفين إلا أن تكفل بفاتورة هذه العائلة، وسددها.
وذكرت صحف سعودية أن أهالي منطقة جازان أبدوا تذمرهم من ارتفاع فواتير الكهرباء بالمنطقة، مقارنة بباقي مناطق المملكة، مناشدين شركة الكهرباء الوقوف على أسباب ارتفاع الأسعار خلافا عن باقي المناطق.
وفي ردة فعل على الرسالة المؤثرة، أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حنقهم وغضبهم من تردي أحوال المواطن السعودي، لافتين إلى أن النظام السعودي لا يألوا جهدا في توفير مئات الآلاف من الوظائف في أمريكا وروسيا وغيرها، لكنه لا يتورع أن يضيق على السعوديين ليقعوا بين مطرقة الفقر والبطالة وسندان الاعتقالات والحملة الأمنية المستعرة ضد كل من يخالف توجهات الممكلة داخليا وخليجيا والتي أصبحت مثار جدل وانتقادات على المستوى العربي والعالمي.
بقلم : محمد عبدالحميد
ارسال التعليق