الخوف .. كتاب يفضح التحالف السعودي الإسرائيلي
تناول كتاب "الخوف: ترامب في البيت الأبيض" لمؤلفه الكاتب الشهير بوب وودورد، الطريقة التي اعتمدها جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تشجيع التحالف بين الرياض و"تل أبيب"، وفق ما نقلت صحيفة هآرتس.
وذكر وودورد في كتابه، أن كوشنر "عمل على تشجيع التحالف بين إسرائيل والسعودية، وفي بعض الأحيان تصادم مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، والمخابرات الأمريكية"، وفق ما نقلته الصحيفة العبرية في تقرير لمراسلها أمير تيبون.
وبحسب ما ذكره وودورد، فقد بدأت جهود كوشنر خلال الأشهر الأولى من إدارة ترامب في أوائل عام 2017، حيث اقترح قيام ترامب برحلة تتضمن محطتين، هما المملكة العربية السعودية و"إسرائيل".
ونوّه إلى أن "فكرة الرحلة هي إرسال رسالة حول التزام واشنطن بإقامة علاقات أوثق بين الرياض وتل أبيب، وهما عدوا إيران"، مشيراً إلى أن "كوشنر ناقش المسألة مع الكونيل العسكري المتقاعد، ديريك هارفي، والذي كان مسؤولاً عن سياسة الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي لدى إدارة ترامب (تمّ إقالته من منصبه بتاريخ 27 يوليو 2017)".
وقال حينها هارفي لكوشنر: "إن اختيار الرياض كأول عاصمة أجنبية يزورها ترامب، ستتلاءم تماماً مع ما نحاول القيام به، حيث نؤكّد من جديد دعمنا للسعوديين، وأهدافنا الإستراتيجية في المنطقة".
ورأى وودورد، أن "التفكير بجعل السعودية أول رحلة رئاسية، يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً للإشارة إلى أن إدارة ترامب لديها أولويات جديدة"، مضيفاً إن "قمة في السعودية ستفيد إسرائيل، حيث إنّ لديهم علاقات مفتوحة ومهمة في القناة الخلفية".
وهذا يؤكّد أن الرياض غيّرت من أولوياتها وفتحت التعاون على مصراعيه مع تل أبيب من أجل مواجهة إيران. ولفت إلى أن كوشنر، اختلف مع مسؤولين أمريكيين كبار آخرين في البيت الأبيض، حول الشخصية الأكثر أهمية للعمل معها في السعودية.
وفي الوقت، الذي كانت يعتقد فيه كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، أنّ "أكثر السعوديين نفوذاً كان ولي العهد آنذاك، رئيس الاستخبارات السابق محمد بن نايف، فإن لدى كوشنر قراءة مختلفة للوضع"، وفق الكاتب الذي كشف أن صهر ترامب " أخبر هارفي أن لديه معلومات مهمة وموثوقة؛ تفيد بأن مفتاح السعودية هو نائب ولي العهد آنذاك، صاحب الشخصية الكاريزمية"، بحسب وصفه.
وأوضحت "هآرتس"، أن وودورد " لم يحدد المصادر الاستخباراتية التي اعتمد عليها كوشنر لتقييمه أن ولي العهد الحالي كان أكثر بروزاً من ولي العهد الفعلي ابن نايف".
ومع ذلك، فقد ألمح الكاتب إلى أن كوشنر اعتمد في تقييمه على معلومات استخبارية إسرائيلية، وقال: "بناء على اتصالاته الخاصة في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع الإسرائيليين، كان كوشنر على حقّ، فكان المستقبل لولي العهد الحالي".
وبيّن أن، كوشنر وهارفي، "دفعا باتجاه عقد قمة كُبرى في السعودية خلال زيارة ترامب، كطريقة لإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية"، لافتاً إلى أن ولي ولي العهد آنذاك، كان بمثابة "نقطة الاتصال الرئيسية لتنظيم هذه القمة".
ونبّه وودورد إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس، كان "متشككاً بشأن اقتراحات كوشنر، إضافة لمسؤولين آخرين في الإدارة العليا"، في حين حذّر وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون الذي أقاله ترامب في مارس الماضي، من "رغبة كوشنر التفاوض على عدد من الصفقات الكبيرة".
وفي ظلّ هذا الواقع، "لم يدعم أحد فكرة عقد قمة" في ربيع 2017، التي عرضها كوشنر، وفق الكاتب الذي أضاف إن "كوشنر حصل في النهاية على طريقه بدعم من الرئيس ترامب، رغم اعتراضات كبار المسؤولين الآخرين، حيث دفع كوشنر لزيارة السعودية".
وفي وصفه للعلاقة بين كوشنر وولي ولي العهد وقتها، قال وودورد: "بدا الأمر كما لو كانا قريبين، وعندها دعا كوشنرمحمد بن سلمان لزيارة البيت الأبيض"، موضحاً أن "الزيارة تمت في مارس 2017، أي قبل شهرين من رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط وزيارة السعودية".
ولفت إلى أن بن سلمان "تناول الغداء مع ترامب في غرفة الطعام بالبيت الأبيض؛ وهي الغرفة المخصصة للاجتماعات بين الرئيس الأمريكي والقادة الأجانب الآخرين"، معتبراً أن ما جرى هو "انتهاك للبروتوكول".
وأضاف إن "المسؤولين في وزارة الخارجية وال "سي آي إي" قلقون، فالغداء في البيت الأبيض مع الرئيس لولي ولي العهد من رتبة متوسطة؛ لم يكن من المفترض القيام به".
وبعد وصول ترامب إلى السعودية في 20 مايو العام الماضي، ومنها إلى "إسرائيل"، حيث كانت هاتان أول محطتين في جولته الخارجية الافتتاحية كرئيس، فقد "جرت الأمور تماماً كما خطط لها كوشنر"، وفق الكاتب الذي نبّه إلى أنه بعد نحو شهر من زيارة ترامب هذه، "عين الملك السعودي نجله ولياً للعهد، وأصبح في الصف التالي لقيادة المملكة".
وحول جهود "التحالف" بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، قال وودورد: "تبقى الجهود الرامية إلى تقريب إسرائيل من السعودية هدفاً رئيسياً لفريق ترامب بقيادة كوشنر".
ارسال التعليق