الذكرى السابعة للحراك السلمي: مشاركون يؤكدون تحريف السلطات السعودية للحقائق وإلصاق تهمة الإرهاب بأصاحب الرأي
وأنت تسمع وتقرأ وتتابع المنظمات الحقوقية وتطالع كل مادة منها، وتسعى لمعرفة "حقوق الإنسان" تجد المساواة والكرامة حاضرة في أكثر من تعريف، أما تعريف حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، فأنها: (ضمانات قانونية عالمية لحماية الأفراد والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية، ويلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات ببعض الأشياء ويمنعها من القيام بأشياء أخرى)، أي أن رؤية المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تقوم على أساس أنها حقوق أصيلة في طبيعة الإنسان والتي بدونها لا يستطيع العيش كإنسان.
من هذا المبدأ ما الذي أعطته (الدولة السعودية) السلطات السعودية للشعب الرازح تحت وطأة الظلم والقهر والفقر، والحرمان حتى من ممارسة العقيدة والدين، وحرية المعتقد.
صحيفة بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحراك الشعبي حاورت بعض المشاركين في المسيرات السلمية التي انطلقت منذ عام 2011، وتعرفت على مطالبهم.
يقول أحد المشاركين طالبا عدم الكشف عن هويته، "كان تحركنا الأول وخروجنا في المسيرات السلمية بدافع إنساني، الإنسان الذي كرمه الله، ولا يرضى له إلا الكرامة والعزة، فكانت الكرامة والإنسانية بأن نطالب بحرية تسعة أشخاص اعتقلوا ظلما، وتم نسيانهم في غياهب السجون".
يضيف: طالبنا بالإفراج عن السجناء المنسيين، ورددنا شعارات ترفض اتهامهم بالإرهاب، ثم كانت مطالبنا الإنسانية أيضا أن نُطالب بخروج قوات درع الجزيرة من البحرين، إذا أن ثورة الشعب البحريني كانت عادلة ومحقة وسلمية، وكانت في طريقها إلى النصر لو لا تدخل قوات درع الجزيرة.
"يتهمونا بالإرهاب وزعزعة أمن الدولة، عن أي أمن يتكلمون ومن هو الإرهابي؟!
هل الإرهابي من يخرج من بيته أعزلا إلا من صوته وقلمه؟؟
أم من يُطلق الرصاص على أناس خرجت حاملة في فكرها وقلبها حب الإنسان والوطن؟؟".
وختم بقوله: "قد تكون السلطات السعودية انتصرت في إنهاء المسيرات السلمية، و أنا أؤكد على كلمة سلمية، فمن خلال مُشاركتي في المسيرات في مناطق مختلفة من القطيف، لم أشاهد قط سلاح واحد، ولم أسمع أصوات الرصاص إلا من جهة "السلطات السعودية"، ولم نرى دماء في الطرقات إلا دماؤنا نحنُ الذين رفعنا أصواتنا في وجه آلة القمع والظلم، نعم نحن خرجنا بالآلاف طالبنا برفع التمييز عنا، الذي تمارسه السلطات ضدنا على المنابر وفي المناهج، طالبنا بإصلاحات اجتماعية، وإصلاحات سياسية"، مُضيفا: لو كانت السلطات السعودية تملك ذرة من العقل والحكمة لكانت تعاملت مع الشعب بالحوار وتقديم أبسط الإصلاحات.
**لو يعود الشارع ويهتف لعدنا..
تقول أم زكريا: شاركتُ في الكثير من المسيرات، وأيضا شاركتُ في تشييع الشهداء، وعلى مستوى ساحات المسيرات السلمية، لم تكن لدينا إلا أصواتنا نرفعها عاليا، ولو تعود الحياة للشارع ورفع الهتافات لعدنا، لأننا على يقين بأن الانتصار حليف المناضلين، والساعين للمطالبة بحقوقهم وكرامتهم.
تتابع أم زكريا: نحن خُذلنا في حراكنا ومطالبنا العادلة، خُذلنا وبغض النظر عمن خذلنا، وكما حدث عام 1400هـ، الآن يتكرر ويعود، لكن الفارق، بأن هذا الحراك مازال مستمرا وهو امتداد لعام 1400هـ.
**السلطات استطاعت فرض الخوف ولكنها لم تنجح في حل المشكلة الأساس..
وتشدد مُشاركة أخرى في المسرات السلمية بقولها: "ربما تحسب السلطات السعودية أنها نجحت في إخماد الأصوات الحرة المطالبة في العيش بالكرامة وسعيها لنيل حقوقها المدنية والسياسية عن طريق ترهيب أنباء المجتمع وفرضها القبضة الحديدية من اعتقالات تعسفية وأحكام مشددة وإعدامات وصولا إلى تنفيذها جريمة الإعدام على خلفية حرية التعبير عن الرأي لكن المتابع للشأن الداخلي يشهد عكس ذلك التصور السلطوي.. إذا تحول منصة الاحتجاجات الشعبية الواضحة المعالم والأهداف حيث كانت تحت عين الدولة بصورتها المباشرة إلى صورة خفية مجهولة بالنسبة للدولة بعض تلك الأصوات أخذت من منصة مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لها والبعض لجاء إلى طرق ووسائل أخرى كلها تصب في نفس الهدف هو تحقيق الحق والقانون وإقامته".
الأكيد أن السلطة خسرت في احتواء هذه الأصوات ودراستها ودراسة مطالبها أما الآن بعد الدماء التي سفكتها وجاهرت بالإمعان في ظلمها موظفة البعد الطائفي والإمكانيات الهائلة التي تحت سيطرتها من مؤسسات القضائية والإعلامية وغيرها قد استطاعت فرض الخوف ولكنها لم تنجح في حل المشكلة الأساس ما يعني إعادة انفجارها من جديد في أية فرصة تسنح لهذه الأصوات الحرة لرفع الصوت من جديد بشكل أقوى وهذا ما يؤكده تاريخ المنطقة
**دعوة لمراجعة الحسابات الداخلية والخارجية..
أنا أدعو السلطة السعودية لمراجعة حساباتها الداخلية والخارجية بشكل جدي وعقلانية فكما تأخرت كلما كانت خسارتها أعظم وأكبر وينبغي عليها أن تعي أن الراهن الأوثق هو الرهان على الشعوب وليس على القوى الخارجية القائمة على مصالحها وأولوياتها التي تجاهر بها كما هو حال الإدارة الأمريكية. ما يحدث حاليا في أورقة قصور الأمراء السعوديين من شقاق وخلافات بسبب استقواء بعضها على بعض بالخارج.
**مطالب مستمرة رغم القمع..
كما طالبت: السلطة على مستوى المحلي إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي من السجون ومحاسبة كل مسؤول في سفك دماء الشهداء كائن من كان وإطلاق المؤسسات المدنية والسماح لممارسة النشاط الحقوقي بحرية وإفساح المجال لإشراك المواطن في القرارات الكبرى والمصيرية.
**المطالبة بوقف الحرب على اليمن.. ورفض التطبيع مع كيان الاحتلال..
وفيما يخص الإقليم نطالب السعودية بسحب قواتها من البحرين ووقفها الحرب على اليمن والكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وخلق العلاقات القائمة احترام السيادة المستقلة لكل دولة.
كما نعلن رفضنا القاطع والأكيد للتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحتل وإعطاء القضية الفلسطينية الدعم الشامل وعدم التفريط بمقدسات الأمة الإسلامية.
**عجز مواجهة الحراك السلمي اللجوء إلى قلب الحقائق..
أما شخص آخر شارك في المسيرات السلمية، رفض بدوره الكشف عن هويته يقول: السلطات السعودية عجزت عن مواجهة الحراك السلمي و القضاء عليه، رغم رصاصها الموجه ضد الأهالي، ورغم الاعتقالات التعسفية، فلجأت إلى إعلامها السلطوي و محاكمها الغير عادلة والغير نزيهة لتشويه صورة الحراك وأصحاب الحراك، وتلفيق التهم الإجرامية وإلصاقهم بالإرهاب.
يتابع بقوله: الشيخ الشهيد "نمر باقر النمر" ورغم كلماته وخطبه الرنانة وصوته القوي زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص، لم يسلم من كذبهم و تحريفهم وقلب الحقائق، وحتى يتمكنوا من إيهام الرأي العام المحلي والعالمي، زُج باسمه مع عشرات الإرهابيين، وتم تنفيذ حكم الإعدام دون أي بينة ودليل واضح.
وشدد بقوله: هكذا تتعامل سلطات القمع والدكتاتورية مع الشعوب، وهكذا نقرأ التاريخ ومازلنا فيه نُشاهد الحقيقية التي سعت السلطات إلى تشويهها.
**المرض المتفشي في الدول العربية سبب عدم تحقيق المطالب..
يُشدد بقوله: مع الأسف المرض المتفشي في الدول العربية، وأقصد بذلك (العملاء أو المخبرين)، ساهم في عدم تحقيق المطالب، وتسبب في اعتقال العشرات من الناشطين، وأصحاب الرأي ممن شاركوا بشكل مباشر في المسيرات، أو ممن كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى من ساهموا بتوفير الحماية، أو توفير أقمشة والكتابة عليها، أو حتى من شارك في تشييع الشهداء.
**خطاب للأمم المتحدة و المنظمات الحقوقية العالمية..
أنا أخاطب الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية، أين دوركم عما يجري بالداخل من انتهاكات جسيمة بحقوق الإنسان، أين أنتم عن الأطفال والنساء في السجون السعودية، وكل أصحاب الرأي، وأصحاب الكلمة ؟؟
كما أوجه خطابي إلى كل أحرار العالم، الذين يؤمنون بكرامة الإنسان وحريته، هل تسألتم يوما لماذا لجأ العشرات من ناشطين حقوقيين ومحامين، وغيرهم، إلى خارج الوطن؟
هل تسألتم يوما لماذا تظهر مشاهد الفقر في المملكة الغنية بالنفط، و لماذا تتصدر قائمة البؤس الاقتصادي؟؟ إن تسألتم وتوصلتم إلى جواب ستعرفون حقيقة من طالب بالإصلاح السياسي و الاجتماعي، وحرية التعبير، وحرية المعتقد.
وبالعودة إلى البداية وإلى الإنسان "أنا أحتج... إذن أنا آدمي" هو عنوان مقالة الكاتب نذير الماجد التي تسبّبت في اعتقاله من مقر عمله في إحدى المدارس الحكومية في مدينة الخبر (شرقيّ المملكة).
يقول الكاتب المعتقل نذير الماجد في مقالته: الدعوة إلى الهدوء والعقلنة في زمن يعصف بالثورات هي دعوات يتبرأ منها العقل السياسي وفقا لهذا التحليل، أي أنها دعوات لا عقلانية بخلاف ما تدعي، وإذا ما كانت دعوة لوقف الاحتجاجات والتخلي عن ممارسة الحق الذي يكفله العقل السياسي بوصفه حزمة من القواعد والمبادئ الموضوعة فإنها ستبدو "حيلة سياسية" مترشحة عن موقف سلطوي لإبطاء الزمن المتسارع، ولئن كانت هذه الدعوات تصدر عن أطراف لا تمارس السلطة فإنها تنم عن حالة سيكولوجية معروفة جدا: تماهي الضحية مع الجلاد.
ويختم الماجد مقالته بـ (سأقول متجاسرا وعيني على الشارع بأن المطلب الأساسي الأول في كل دولة متسلطة هو ترسيخ ثقافة التظاهر، وإشاعة ثقافة "المخاطرة" في اللحظات الخاطفة التي نسميها أزمات، وكل أزمة هي لحظة ضبابية، لحظة منعشة لحس المغامرة، لحظة مواتية لكسر الرتابة السياسية والولوج في المجهول، لحظة غامضة لا تنبئنا بما بعدها، لحظة ستمر وستكنس معها آمال أو جرائم، من يدري، علينا فقط أن ندع التعقل ونصغي لوحي اللحظة، على الأقل لكي لا ننس أننا ننسى: "كن واقعيا واطلب المستحيل").
بقلم : وردة علي
ارسال التعليق