الرشيد تكشف: الملك سلمان هدد عائلتي بقتلي عام 1991
التغيير
كشفت معارضة النقاب عن تلقيها تهديدا بقتلها من الملك سلمان بن عبد العزيز، إبان إمارته لمدينة الرياض عام 1991م.
ووصفت الأكاديمية مضاوي الرشيد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018 بـ”جريمة العصر”، ولم تخف مخاوفها من احتمال وصول “فرقة النمر” لاغتيالها.
وقالت الرشيد: كنا جميعنا نشعرُ بالخوفِ. نحن نعرفُ أنّ بإمكان محمد بن سلمان إرسال فرق الموت الخاصة به.
ولفتت الرشيد إلى تلقيها تهديدا بالقتل عام 1991، وسردت: “حين أنهيتُ رسالتي للدكتوراه في بريطانيا وكتبتُ كتابي الأول. في الواقعِ، حذّرني الملك سليمان -الذي كان حاكماً للرياضِ في ذلك الوقت- عن طريق السفير في باريس، حيث كان يعيشُ والدي”.
وأضافت: اتّصل السفيرُ بوالدي، اعتذر ومن ثم قالَ: لدي رسالة لك من الديوانِ الملكي. كان مفادُ الرسالةِ: (إِنْ نشرت ابنتك كتابها فسنتخذ “إجراءاتٍ تأديبية)”. هكذا صاغوا الأمرَ.
وأكدت الرشيد أنها قامت بالفعل بنشر كتابها، وقالت إن “عاش المرء في خوفٍ فقد يعودُ أيضاً إلى المملكة ويبقى صامتاً. لكنها كانت المرة الأولى التي أدركُ فيها حقيقةَ أنني إِنْ واصلتُ الكتابةَ فستكون حياتي في خطر. ولم يكن الكتابُ سوى تاريخ عن إمارة آل رشيد في شمالِ المملكةِ”.
وذكرت أن عائلة آل سعود تتهمها طوال الوقتِ بالرغبةِ في العودةِ إلى أيامِ مجدِ عائلتها.
وتابعت: غير أنّ مشروعي في الحقيقةِ لا يتعلقُ بالعودةِ إلى أي نوعِ من الإمارةِ أو السلالةِ الحاكمةِ. لقد اكتفينا من ذلك. نأملُ أن يمكِّننا (حزب التجمع الوطني) من تجاوزِ الانقسامات الطائفيةِ والقبليةِ التي تتعرّض لها المملكة لمدةٍ طويلةٍ جداً.
والرشيد هي عالمة الأنثربولوجيا الاجتماعية وواحدة من مجموعة معارضين في المنفى أسسوا (حزب التجمع الوطني) في سبتمبر 2020 في الذكرى الـ 90 لتأسيس المملكة، ليكون هذا الحزب أول مقاومة سياسية منظمة تتحدى آل سعود على الإطلاق.
وأوضحت أن حزب التجمع الوطني عبارة عن مجموعة من النشطاءِ والأكاديميين المنفيين، وهدفه دعوة المملكة إلى إرساءِ الديمقراطية بوصفها نظاماً سياسياً لاستبدالِ الملكيةِ المطلقةِ.
وأشارت إلى أنّ الأحزابَ السياسيةَ ممنوعةٌ في المملكة. وفي الوقتِ الحالي، من المستحيلِ ممارسة أي نوع من النشاطِ السياسي في المملكة. كما لا يوجدُ هناك أي منصة أو أي نوع من المنتدياتِ لمشاركةِ الأفكار أو الرؤى حول مستقبلٍ أفضل.
وبينت أن الحزب هدفه توفيرِ مصدرِ معلوماتٍ بديلٍ لشعب المملكة. ورفعَ مستوى الوعي بما تعنيه الديمقراطية. إذ أنّ مصطلحي “الديمقراطية” و”الحزب السياسي”، من المحرماتِ في المملكة.
واعتبرت المطالبةَ بالديمقراطيةِ الطريقةُ الوحيدةُ لإنقاذِ المجتمع من التفكّك ومن الصراعاتِ على السلطةِ داخل العائلة الحاكمة.
ونوهت إلى أن المملكةُ تعيش وقتاً حرجاً. فأسعارُ النفطِ في أدنى مستوياتها على الإطلاقِ ولا يزالُ الاقتصادُ يعتمدُ بشكلٍ كبيرٍ على عائداتِ النفطِ. والديونُ تتزايدُ. أَلا تزالُ المملكةُ مستقرةً؟
وذكرت المعارضة أن المملكةُ تواجه تحديين: يتمثّلُ الأولُ في دورةِ عائداتِ النفطِ، ارتفاع وهبوط أسعار النفط المستمرِ منذ نصف قرن. أما الثاني فهو وباءُ كوفيد-19. على الأرجحِ، سيصبحُ محمد بن سلمان ملكاً بعد وفاةِ الملك سلمان.
وقالت: لكنه سيبقى خائفاً لفشله في الحصولِ على إجماعِ العائلةِ المالكة. ومحمد بن سلمان يحكمهم بالقوةِ: على مدى السنواتِ الثلاثِ الماضيةِ، كان العديدُ من الأمراءِ يدخلون ويخرجون من السجن.
إضافة إلى ذلك، يفتقرُ محمد بن سلمان إلى دعم كل من نخبِ المملكة التقليديةِ والماليةِ التي لطالما دعمت الدولة وحكومتها في الماضي. وهذا من شأنه أن يخلقَ غموضاً على أعلى المستوياتِ ومن الممكن أن يسبّبَ فراغَ سلطة بحسب المعارضة.
ومن أجلِ فهمِ التغيرات الاجتماعية في المملكة، تابعت: ينبغي أن نعودَ إلى عام 2011 حين بدأ العالمُ العربي يطالبُ بالتغييرِ. ومنذ ذلك الوقت، كان الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان يحاولان تغييرَ صورة المملكة.
وقد نُظِرَ إلى محمد بن سلمان على وجه التحديدِ بوصفه حلاً لهذا التحدي. فهو شابٌ ويبدو أنه يشجّعُ الإصلاحات الليبرالية، بيد أنه في الواقعِ، أطلقَ ثورةً مضادةً. ومن الواضحِ، أنه كان عليه القيام بما يثيرُ إعجابَ الغربِ.
وهنا تأتي المطالبُ التي طرحها الرجال والنساء في المملكة – قيادة النساءِ وتوظيف المزيدِ من النساء. لقد قامَ محمد بن سلمان بالضبطِ بما كان يناضلون من أجله. والتناقضُ هو أنه أثناء قيامه بالإصلاحاتِ يزجُّ بالنشطاء الذين طالبوا بها في السجنِ. هكذا ختمت الرشيد.
ارسال التعليق