الرياض: الحريري يجب أن يرحل عن المشهد السياسي
فيما طالب الرئيس اللبناني ميشيل عون، السعودية بتوضيح الأسباب التي تحول دون عودة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى بيروت ذكرت مصادر أن الرياض خلصت إلى أن الحريري غير مستعد لمواجهة حزب الله ويجب أن يرحل عن المشهد السياسي .
واعتبر عون أن وضع الحريري في السعودية غامض ومبهم. وقال عون امس إن "لبنان لا يقبل أن يكون رئيس وزرائه في وضع يتناقض مع الاتفاقيات الدولية". وأضاف: "أي شيء قاله أو ربما يقوله الحريري لا يعكس الحقيقة بسبب الغموض المحيط بوضعه".
في سياق متصل، طلب عون خلال استقباله وفدا من "جمعية بيروت ماراثون" برئاسة مي الخليل، المشاركين أمس في ماراثون العاصمة اللبنانية أن "يركضوا تحت شعار عودة الحريري، لتأكيد التضامن معه وجلاء الغموض الذي يكتنف وجوده خارج لبنان".كذلك بحث عون في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون "آخر التطورات" المتعلقة بالحريري، بحسب بيان منفصل للرئاسة اللبنانية.
في غضون ذلك نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، رواية جديدة عما جرى لرئيس الوزراء سعد الحريري قبل استقالته المفاجئة ونشرت الصحيفة الجمعة مقالاً للكاتب ديفيد أنغاتيوس، الذي ذكر معلومات قالت إنه حصل عليها من مصادر في لبنان. وقال أنغاتيوس إن الحريري "بات معتقلاً من قبل السلطات السعودية، فيما يمكن وصفه تحت إقامة جبرية بمنزله بالرياض حسب وصف مصادر لبنانية". وأشار إلى مصدر مطلع في بيروت ذكر له تفاصيل وصفها بـ"المذهلة"، حول الاحتجاز القسري من السعودية للحريري، معتبراً أن ذلك يعطي أدلة "جديدة ومهمة للأسلوب الذي يتبعه ولي العهد السعودي لتعزيز سلطته.ونقل الكاتب عن مصدره أن القصة بدأت عندما سافر الحريري للسعودية منذ أيام للقاء شخصي مع ولي العهد ومعه ثامر السبهان، مستشار ولي العهد للعلاقات مع الدول العربية. ومضى اللقاء بشكل طيب، وكان الحديث مؤكداً لاستمرار الدعم السعودي للبنان، بالرغم من هيمنة حزب الله على الحكومة التي يرأسها الحريري".ثم عاد الحريري إلى بيروت واجتمع مع مجلس وزرائه ليطلعهم على مجريات الزيارة، ونقل أنغاتيوس عن المصادر أن الحريري أبلغ الحكومة بأن "السعودية ستدعم خططاً لمؤتمر دولي في باريس لدعم اقتصاد لبنان، واجتماع آخر في روما لدعم جيشها.
ويشير الكاتب إلى أن هذه التطمينات تأكد خطؤها الآن، وأنه بُعيد لقائه بالحكومة خطط الحريري للعودة للرياض يوم الإثنين 6 نوفمبر2017، ولكن الجدول تغير عندما تلقى اتصالاً عاجلاً من برتوكول ولي العهد يبلغه أن الأمير يريد الاجتماع به يوم الجمعة الثالث من نوفمبر (قبل يوم واحد من إعلان الاستقالة)، وأن يقضي نهاية الأسبوع معه.
لكن اللقاء لم يتم يوم الجمعة، وظل الحريري منتظراً ببيته بالرياض، ويضيف أنغاتيوس: "ما حصل بعد ذلك هو الجزء المرعب من القصة، فحوالي الثامنة صباح السبت، وهو موعد مبكر للاجتماعات في السعودية، استُدعي الحريري على عجل للاجتماع مع ولي العهد واختفت البرتوكولات المعتادة".
ارسال التعليق