الرياض والإمارات في مرمى الصواريخ الحوثي البالستية
نشر موقع “ذي درايف” مقالاً للباحث المتخصص بالشؤون الأمنية جوزيف تريفيثيك، يقول فيه إن الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن ضرب مطار في السعودية، بما يبدو أنه صاروخ كروز. ويشير تريفيثيك في مقاله، إلى أن لقطات فيديو نشرها الحوثيون أظهرت مقاتلين يطلقون صاروخاً يبدو شبيهاً بالصاروخ الإيراني “سومر”، وهو صاروخ كروز يطلق من الأرض، لافتاً إلى أن اللقطات تظهر بأن الحوثيين وسعوا ترساناتهم، التي تحتوي على الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ البالستية قصيرة المدى، لتشمل نظاماً حربياً متطوراً آخر.
ويلفت الكاتب إلى أن السلطات السعودية أكدت الضربة التي أصابت المطار الدولي وتسببت بجرح 26 شخصاً، مشيراً إلى أن أبها تبعد حوالي 100 ميل عن الحدود اليمنية. ويورد تريفيثيك نقلاً عن بيان من التحالف الذي تقوده السعودية، قوله: “يثبت استهداف مطار أبها بأن الحوثيين حصلوا على أسلحة متطورة من إيران”.
ويقول الباحث: إن السلاح المستخدم من قبل الحوثيين خارجياً يبدو شبيهاً بصاروخ سومر الإيراني، الذي يبدو أنه نسخة تطلق من الأرض من صاروخكروز السوفييتي Kh-55 الذي يطلق من الجو، ومدى هذا الصاروخ يصل إلى 1500 ميل، وبإمكانه حمل رأس حربي تقليدي وزنه 1000 رطل”.
ويذهب الكاتب إلى أنه “من غير الواضح إن كان الصاروخ الذي استخدمه الحوثيون تم تجميعه في اليمن، أم أنه مستورد، أو إن كان مدى الصاروخ شبيهاً بصاروخ سومر، وكم كان حجم رأسه الحربي، وأي نوع من أنظمة التوجيه يملكه، فاستخدام نظام توجيه بسيط يعتمد على الأقمار الصناعية، يمكن الحوثيين من استهداف أهداف كبيرة وثابتة، مثل قاعة الوصول في مطار أبها الدولي، باستخدام الإحداثيات المتوفرة”.
ويرى تريفيثيك أنه “إذا كانت لدى الحوثيين صواريخ سومر أو صواريخ بأداء شبيه، فإن ذلك يعد زيادة كبيرة بإمكانياتهم لضرب أهداف بعيدة، والمدى المعلن، وهو 840 ميلاً لهذا الصاروخ، يضع العاصمة الرياض في مرمى تلك الصواريخ، بالإضافة إلى أنه سيساعد الحوثيين على ضرب أي مكان في الإمارات، وهي الشريك الكبير في التحالف الذي تقوده السعودية”. وينقل الباحث عن الحوثيين، قولهم في ديسمبر 2017، إنهم أطلقوا مزيداً من تلك الصواريخ على محطة البركة للطاقة النووية في الإمارات، وهو ما أنكرته الأخيرة، مع أن الحوثيين نشروا لقطات فيديو لإطلاق الصواريخ، إلا أنه ليس هناك دليل على أنها أصابت هدفها. ويبين تريفيثيك أن “صاروخ كروز، مثل سومر، يحلق على مستوى منخفض، يشكل تحدياً خاصاً لشبكات الدفاع الجوي في السعودية والإمارات، بالإضافة إلى أن استخدام عدد من الصواريخ، أو استخدام مزيج من الأسلحة كجزء من ضربة أقوى، قد يربك المدافعين”. ويذكر الكاتب أنه “كان هناك ازدياد ملحوظ في هجمات الطائرات المسيرة على السعودية منذ بداية مايو 2019، وقد وظفت الجماعة الصواريخ البالستية قصيرة المدى، ضد الأهداف السعودية، لكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة صاروخ كروز ضدها”.
ويقول تريفيثيك إن “التحالف الذي تقوده السعودية يقوم بحرب وحشية ضد الحوثيين في اليمن منذ عام 2015، وأن السعوديين يدعون بأن إيران أمدت الحوثيين بصواريخ صياد 2 أرض جو، وهو مستقى من الصاروخ الأمريكي الموجه من قبل الرادار (ريم 66)، الذي بقي من أيام نظام الشاه. ويعتقد تريفيثيك أن استخدام صاروخ كروز يؤكد إمكانيات الحوثيين المستمرة للحصول على القطع التي يحتاجونها لتجميع هذا النوع من الأسلحة محلياً، بالرغم من جهود التحالف الذي تقوده السعودية لمحاصرة البلد، بالإضافة إلى أن أمريكا وحلفاءها حاولوا بجد منع وصول شحنات الأسلحة المحرمة لليمن.
ويلفت الكاتب إلى أن هجوم الحوثيين بصاروخ كروز يأتي بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية عن وصول معلومات استخبارية تحذر من مخاطر متزايدة من وقوع هجوم على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط من إيران ووكلائها في المنطقة، مشيراً إلى أن أمريكا والسعودية تتهمان الحوثيين بمهاجمة 4 سفن شحن نفط في خليج عمان قبالة ساحل الإمارات، لكن لم تعلن أي جماعة عن مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن”.
ويختم الباحث مقاله بالقول: “مهما كان السبب وراء الهجوم بصاروخ كروز على مطار أبها الدولي، فإن ذلك مؤشر واضح آخر على أن الجماعة مستمرة في تطوير قدراتها”.
ارسال التعليق