السعودية استخدمت المال لإغواء ترامب (مترجم)
لا تربح السعودية العديد من الجوائز الدولية، لكن حظها تغير فجأة منذ يناير الماضي، ,كانت هديتها تنصيب ونجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بدأ ترامب زيارته الدولية الأولى بالتوجه إلى السعودية، ومع الإعلان عن الزيارة انتشرت صور ترامب على اللوحات الإعلانية في أنحاء العاصمة الرياض، بالإضافة إلى وضع صورته على واجهة فندقه، واستطاع ترامب جمع أكثر من 50 قائد مسلم، والحصول على 100 مليار دولار نتيجة لصفقات، وأقيم له حفل استقبال كما لو كان ملكا.
ومنذ تنصيب الرئيس الأمريكي، يحاول قادة العالم الوصول إلى قلبه وعقله، وتمكن السعوديون من ذلك، حيث استخدموا جميع الوسائل الممكنة من صفقات وفرص لإظهار أن ترامب له قيمة أكبر من الرئيس السابق، باراك أوباما.
لابد القول إن الدبلوماسية لم تكن الطريق المناسب للسعودية، حيث أدركت أن طرق الإغواء هي أقرب طريق لاستضافة الرئيس الأمريكي، ومن المعروف أن الملوك العرب خبراء في الإطراء، حيث يتلقونه في كل ثانية من يومهم، وقد تكون السعودية دولة متحفظة بشكل كبير، لكن خلف الأبواب المغلقة يعرف رجالها كيف يحظون بأوقات جيدة.
استقبال السعوديين لترامب كان أشبه بحفل الزفاف العربي التقليدي، حيث السيارات الكثيرة والسيوف والرقصات التقليدية، والموسيقى، والبوفيهات الكبيرة، والسجادة الحمراء، كما أنه وللمرة الأولى، حصل الرئيس الأمريكي على ميدالية ذهبية (وسام الملك عبد العزيز)، أعلى وسام سعودي وطني، لكنه كان أشبه بمهر العروس.
كل ما حدث كان له غرض إضافي، حيث حمل “قضية الحب” المتجددة والخاصة بإزعاج إيران، فلم يتوقع أحد هذا التعامل من ترامب تجاه الرياض، خاصة بعد خطابه المعادي للمسلمين، إلا أن السعودية اتجهت نحوه بشكل سريع ووصفته بالرجل المرن، ورأت أن هناك فرصة لتشكيل سياسته.
ركز السعوديين على أولى خطوات ترامب، وهي عدم وضع السعودية على قائمة الدول المحظورة من دخول الولايات المتحدة، ومن ثم بدأوا في التركيز على الفرص المالية، والمتمثلة في البترودولار، وبعد ذلك الموقف المتشدد الذي يتقاسمانه تجاه إيران.
بالتأكيد، خلال وجوده في الرياض، ناقش السعوديون مع ترامب استيائهم من سلفه باراك أوباما لموقفه وإمالته القوة في المنطقة نحو طهران، وحسب تصريح أحد الدبلوماسيين، فإن أفضل طريقة لكسب ترامب هي إخباره أن سلفه كان يسير في الاتجاه المعاكس.
تعيش السعودية اللحظة، بعد مغازلة ترامب وإلقائه خطاب في الرياض يلقي اللوم على إيران، ويتهمها بأنها سبب مشكلات الشرق الأوسط وانتشار الإرهاب، كانت أذنيه صاغية لمضيفيه السعوديين، والذين يدعمون منذ سنوات التعصب نتيجة لتبنيهم مذهب متطرف من الإسلام، ينتشر في نظامهم التعليمي بجانب حكومة استبدادية، فالإرهابيون لا يسقطون من الأشجار.
تغذية العداء ضد إيران قد يشعل فتنة طائفية في المنطقة، لكن من الآن وحتى يتغير ترامب، ستتمكن السعودية من الاستمتاع بالانتصار الناتج عن إغواء الرئيس الأمريكي.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق