السعودية تغدق أموالها على ترامب لتواصل جرائمها في اليمن
رأت صحيفة “واشنطن بوست” أن المال السعودي واللوبي الذي شكلته الرياض في واشنطن يواصل الضغط على الرئيس دونالد ترامب والكونجرس الأمريكي، وهو ما ظهر جلياً بقرار الفيتو الذي أصدره ونقض بموجبه قرار الكونجرس التاريخي الذي يطالب بوقف التدخل الأمريكي في حرب اليمن، والذي كان توبيخاً قاسياً للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وأدّى إلى أسوأ أزمة إنسانية بالعالم. وقد جاء ذلك في مقال للباحث بن فريمان، مدير ومؤسس مبادرة “الشفافية في التأثير الأجنبي” بمركز السياسة الدوليّة، والذي قال، إنه من الواضح أن على واشنطن ألا تدعم التحالف الذي تقوده السعودية، والذي استخدم الأسلحة الأمريكية بشكل متكرّر، في الهجمات التي قتلت مدنيين، وحتى الشراكة سراً مع مقاتلي “القاعدة”، وهو ما أدّى إلى عودة هذا التنظيم المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر 2001.
وتساءل الكاتب: “لماذا استغرق الكونجرس كل هذا الوقت لتمرير شيء في مصلحة الولايات المتحدة؟ ولماذا يستخدم ترامب حق النقض ضده؟ هناك إجابة بسيطة تتعلق بالتأثير غير العادي للوبي السعودي”، يقول الكاتب. وبحسب تقرير مبادرة شفافية التأثير الأجنبي، فإن الشركات المسجلة في قانون تسجيل الوكلاء الأجانب أبلغت عن تلقي أكثر من 40 مليون دولار من السعودية بين عامي 2017-2018، وقد اتصلت جماعات الضغط السعودية وخبراء العلاقات العامة بالكونجرس ووسائل الإعلام والمراكز البحثيّة أكثر من 4 آلاف مرة، حيث ركزت تلك الاتصالات على ضرورة ضمان استمرار مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية، ومنع أعمال الكونجرس التي من شأنها إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده الرياض باليمن.
وأفادت جماعات الضغط والمحامون وشركات العلاقات التي تعمل لمصلحة السعوديين بأنها أسهمت بأكثر من 4.5 مليون دولار من المساهمات في الحملة خلال العامين الماضيين، كما يقول الكاتب. ويضيف: “في كثير من الحالات، ذهبت هذه المساهمات إلى أعضاء الكونجرس الذين اتصلوا بهم بشأن حرب اليمن، وذهبت بعضها إلى أعضاء الكونجرس في اليوم نفسه الذي اتصلت فيه بهم جماعات الضغط، كما تمّ تقديم بعضها لأعضاء رئيسيين، قبل أو حتى في يوم التصويت على حرب اليمن”. ولكن، يرى الكاتب أن الأمور بدأت تتغيّر بالنسبة للوبي السعودي بعد قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بوحشية، داخل مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي، حيث تشير الاتهامات إلى وقوف ولي العهد، محمد بن سلمان، وراء تلك الجريمة.
وبيّن الكاتب أن شركات الضغط توقفت عن أخذ الأموال من السعودية، وكذلك فعلت بعض المؤسسات الفكرية والجامعات الأمريكية، وهو ما أسهم في تقليص النفوذ السعودي، وسمح بسحب البساط من تحت أقدامها مرة أخرى، وأسهم مؤخراً في قرار الكونجرس الأخير التصويت بالموافقة على إنهاء الدعم الأمريكي لحرب اليمن. استثمارات السعوديين في الكونجرس ربما تكون قد واجهت بعض العراقيل منذ اغتيال خاشقجي، إلا أن الكاتب يرى أن “مغازلة ترامب متواصلة ومستمرّة”، فقد كان للوبي السعودي دور كبير في إبقاء ترامب إلى جانب السعوديين منذ بداية رئاسته، كما مهّد الطريق لإقامة علاقة بين بن سلمان وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب ومستشاره. الأمر متروك، كما يرى الكاتب، للكونجرس لإلغاء حق النقض الذي أصدره ترامب وإنهاء تورط الولايات المتحدة في حرب اليمن، وإذا فعل ذلك فإنه سوف يرسل رسالة توبيخ قوية إلى السعودية، وسيكون إشارةً واضحة إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية ليست للبيع وأن الكونجرس الأمريكي يُظهر أن أمريكا مقدَّمة على اللوبي السعودي.
ارسال التعليق