السعودية تناطح أمريكا في “أوبك+” بمغازلة روسيا.. والنتيجة صادمة
عقبت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية على حديث وزير الطاقة في السعودية عبدالعزيز بن سلمان بأن الرياض تأمل بالتوصل إلى اتفاق مع أوبك+، وأن على العالم تقدير قيمة تحالف منتجي النفط.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن ملاحظات الأمير عبد العزيز هي إشارة أساسية لدعم روسيا من المملكة التي تعد الحليف التقليدي لأمريكا.
وأشارت إلى أن السعودية تشير بأنها ستقف إلى جانب روسيا كعضو في مجموعة أوبك+.
وبنيت الصحيفة أن ذلك رغم تشديد العقوبات الغربية على موسكو، وحظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على واردات النفط الروسية.
فيما قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي أقرت مشروع قانون NOPEC الذي من شأنه أن يعرّض الدول أعضاء “أوبك” وشركائها للمساءلة.
وذكرت الوكالة أن القانون يحاسب الدول الأعضاء بأوبك بموجب قوانين مكافحة الاحتكار لتنسيقها خفضًا في الإمدادات ورفع أسعار النفط عالميًا.
وبينت أنه مشروع قانون -لا لتكتلات إنتاج وتصدير النفط- والمعروف باختصاره NOPEC.
وأشارت الوكالة الدولية إلى أنه يهدف لحماية المستهلكين والشركات في أمريكا من الارتفاعات المتعمدة في أسعار الوقود.
وقالت إذا تم تمرير قانون NOPEC فسيكون للمدعي العام الأمريكي القدرة على مقاضاة أوبك أو أعضائها، مثل السعودية بمحكمة فيدرالية أمريكية.
ونبهت إلى أنه يمكنه مقاضاة منتجين آخرين مثل روسيا التي تعمل عبر أوبك+ لتقليل إنتاج النفط”.
وتنظر اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي الأسبوع المقبل في مشروع قانون NOPEC.
ويتيح رفع دعاوى قضائية ضد مجموعة منتجي النفط “أوبك”.
ويمنح مشروع قانون NOPEC الخيار للنائب العام الأمريكي بمقاضاة الدول المنتجة للنفط، بموجب قوانين مكافحة الاحتكار.
وسيوجه القانون ضد الدول المنتجة للنفط التي تضم “أوبك” ودولًا متحالفة بينها السعودية تهمة التآمر لرفع أسعار النفط.
وستحدد جلسة للنظر في مشروع القانون الذي يرعاه النائب الجمهوري تشاك غراسلي، والنائبة الديمقراطية إيمي كلوبوشار وغيرهما.
يذكر أن اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي أقرت نسخة مماثلة في عام 2021.
يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي يفشل منذ 22 عامًا في إقرار مشروع قانون NOPEC.
لكن مراقبون أكدوا أن هذه المرة ستشهد تمريره بسهولة، إثر غزو روسيا لأوكرانيا، ورفض السعودية زيادة إنتاج النفط.
وصعدت أسعار خام برنت لتكسر حاجز 106 دولارات للبرميل عقب إظهار وثيقة رسمية روسية أن إنتاج موسكو للنفط قد يهبط 17%، بـ2022.
وقابلت السعودية، أكبر منتج في أوبك، ضغوط واشنطن لرفع إنتاج النفط لمستويات تدريجية أعلى خارج إطار مجموعة أوبك+ التي تضم روسيا، بالرفض.
فيما كشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.
وقالت مجلة فورين بوليسي في تقرير “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.
وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.
وزعمت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.
وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المواجهة بين بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من موضوع النفط.
وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان يشعر بالازدراء إثر رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه.
وبينت أن اغتيال جمال خاشقجي والحرب على اليمن وسجن الناشطين الحقوقيين ومقاطعة قطر، كلها عوامل جعلته منبوذًا من إدارة بايدن.
وأوضحت أن موقف جو بايدن المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا لكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة.
وذكرت الصحيفة أن محاولة الرئيس الأمريكي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.
فلم يوافق الزعيم الفعلي للسعودية ونظيره في الإمارات محمد بن زايد على مكالمة هاتفية مع أقوى رجل في الغرب.
وأوضحت أنه سيناريو لم يكن من الممكن تصوره خلال الإدارات السابقة.
ونبهت إلى أن الأولوية المباشرة لبايدن هي مساعدتهما بممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال زيادة إنتاجهما النفطي.
وقالت الصحيفة إن كل عاصمة هي مورد رئيسي للنفط مع قدرة فائضة من شأنها تخفيف التأثير على المستهلكين الأمريكيين عبر أسعار الوقود.
ونوهت إلى أن ذلك قبيل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر) التي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس.
وبينت أن ذلك في ظل انخفاض العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث.
وأكدت الصحيفة أن الحسابات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تفضل الرياض وأبو ظبي.
ولقد أوضح الزعيمان أنهما لن يقبلوا بأقل من ذلك، وأنهما مستعدان لاستخراج الثمن، وفق الغارديان.
وشددت على أن المواجهة تنطوي على ما هو أكثر بكثير من النفط.
وقالت الصحيفة: “في الرياض، يشعر ابن سلمان بالازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه”.
وأضافت أن مقتل خاشقجي على يد مساعدي ابن سلمان، وحرب اليمن، وسجن حقوقيين ومقاطعة قطر ، كلها عوامل جعلت منه منبوذًا منها.
وذكرت أنه “تكاد الخلافات مع أبو ظبي قاسية. لقد فوجئت أمريكا تحديدا بامتناع الإمارات المتكرر عن التصويت في مجلس الأمن الأممي”.
لكن السعودية والإمارات غضبتا من إزالة إدارة بايدن للحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب العالمية.
ارسال التعليق