السعودية حجبت موقعاً إخبارياً لنشره مقالات لـخاشقجي
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً لمحرر وناشر موقع “رصيف 22” كريم سقا، تحدث فيه عن أن السبب الرئيسي لحجب السعودية لموقعه، هو منحه منبراً للصحفي الراحل جمال خاشقجي. وفي مقاله الذي جاء بعنوان “في رصيف 22 منحنا خاشقجي منبراً قبل وفاته فتقوم السعودية بحجبنا الآن” بدأ بالحديث عن الثورات العربية، حيث خرج الرجال والنساء في كل أنحاء العالم العربي للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ولم تستطع الإقطاعيات العربية التي قاومت هويات ما بعد الاستعمار إخماد مطالبات جيل الفضائيات والإنترنت. فقد ظل الحكام العرب ولعقود ملاك الخطوط العامة للديكتاتورية وفشلوا في استبدال حقهم المقدس للبقاء في السلطة.
ويشير الكاتب إلى فكرة “رصيف 22” التي ولدت من رحم الأحداث وآمال الربيع العربي كمساحة على الإنترنت لمن يريدون معرفة ما يجري حولهم. وبعد ستة أعوام من ولادة الفكرة ومقرها في لبنان أصبح لديها 12 مليون متابع في العام وحول العالم العربي.
ويسهم150 كاتباً في رصيف22. وأصبح له متابعون يريدون رؤية تحطم الأساطير التي مزقت العالم العربي، بناء على الخطوط الإثنية والعرقية.
ولدى الموقع قراء يؤمنون بوعود وموهبة العقل العربي واكتشفوا قبح الاستبداد خاصة كراهية المرأة وعبث الحكام بالوكالة والحروب، ويقول الكاتب إن جمال خاشقجي كان واحداً من عدد كبير من الصحفيين الذين تعاونوا مع الموقع، فقبل سبعة أشهر من مقتله، أصبح مساهماً منتظماً في الموقع، وكان واعياً أن ما يكتبه يقرأ بعناية في الرياض، وكتب خاشقجي بوعي من يعتقد أن كلمات قليلة يمكنها تغيير مسار الصحافة والخطاب الشعبي، وقد تؤدي لسجن الناشر أو الأسوأ، وكانت مشاركاته في (رصيف22) بناءة. ويفيد سقا بأن “خاشقجي تحدث للعالم العربي كله عن قيمة الحرية، وعبّر عن المخاوف من السجن، وعن خيبة أمله من وضع حقوق الإنسان، وكتب عن اضطرابات ما بعد الصدمة، وخاف على الصحفيين والمفكرين والأئمة الذين قد يستيقظون وهم في السجن.
ويشير الكاتب إلى أنه “في ديسمبر 2018، ونظراً لردة الفعل غير المسبوقة على اغتيال خاشقجي أمرت مفوضية الاتصالات والمعلومات التكنولوجية السعودية بحجب (رصيف22)، وكان الموقع واحداً من المواقع العربية التي تم حجبها، ما يعني خسارة سوق ديناميكي ومربح”. ويلفت سقا إلى ما قام به الموقع من تغطيات عن السعودية، ومقابلة الناشطين المعتقلين حالياً، وقمنا بتغطية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، الموضوع المحرم تناوله بالإعلام المحلي”. وينوه الكاتب إلى أن “حدود التعبير أصبحت ضيقة، والأنظمة تشعر بالخوف والتوتر، وتقوم عدة أنظمة عربية بتشريعات لتضييق التعبير على وسائل التواصل بناء على أوامر الحكام”.
ويذكر سقا أن السعودية لم تكن الوحيدة التي منعت “رصيف22”، فقد منعت مصر الموقع بعد مقال عن التنافس بين الأجهزة الأمنية للتأثير على الإعلام. ويستدرك الكاتب بأنه رغم قيود الحكومات لمنع الدخول للمواقع، إلا أن المواقع الوكيلة والمتصفحات على “جوجل” و”يوتيوب” خففت حدة السيطرة الحكومية، و”لو توفرت مقالات (فيسبوك إنستانت) للناشرين العرب فسيكون القارئ العربي قادراً على قراءتها”. ويختم بالقول إن “الصحفيين يظلون بحالة خوف من الهجمات والسجن، حتى بعد إغلاق المؤسسات التي يعملون فيها، وأن الإعلام العربي المستقل يظل تهديداً تخشاه الحكومات العربية “.
ارسال التعليق