في أعقاب إلغاء حفل فرقة “ستراي كيدز” الكورية الجنوبية مساء يوم 14 من يناير في آخر لحظة بسبب الأحوال الجوية والذي كان مقررا إقامته ضمن فعاليات موسم الرياض، سادت حالة من الفوضى الكبيرة والارتباك الواضح في مكان الحفل.

وعلى ضوء ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، وتداول صور ومقاطع فيديو تثبت حدوث عمليات تحرش كبيرة تعرضن لها الفتيات. حذرت السلطات السعودية من أن أي شخص ينشر شائعات “لا أساس لها” على وسائل التواصل الاجتماعي قد يواجه عقوبة السجن لمدة خمس سنوات. بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة.

انتشار تقارير عن التحرش:

وفي تقرير مفصل لها، قالت “بي بي سي” إن إلغاء حفلة الغنائية في مدينة الرياض أدى إلى انتشار تقارير على الإنترنت تكشف عن تعرض شابات للتحرش الجنسي في طريق عودتهن إلى منازلهن.

وقالت “بي بي سي” أن بعض النساء أبلغنها عن مخاوفهن إزاء نشر معلومات حول ما جرى بعد إلغاء الحفلة.

تركي آل الشيخ يسخر ويوجه الذباب:

وأشار تقرير “بي بي سي” إلى تغريدات صدرت من رئيس هيئة الترفيه والمستشار في الديوان الملكي يسخر فيها من ادعاء الفتيات حول تعرضهن للتحرش.

وعلقت “بي بي سي” على هذا الامر بأنه يمثل “التطور الأخير في الصدام الثقافي والاجتماعي الذي ولده انفتاح السعودية من مجتمع متقشف ومحافظ جداً. إلى مجتمع يستضيف الآن فعاليات ترفيهية كبيرة”.

كما لفت تقرير “بي بي سي” إلى ظهور حسابات وهمية “ذباب إلكتروني” بشكل سريع تسخر من التقارير التي تحدثت عن التحرش أو عن فقدان فتيات. وتتهم من نشرها أو أعاد نشرها بالكذب من أجل تشويه سمعة السعودية وإحراجها.

سعوديات يؤكدن حدوث تحرش:

ونقلت “بي بي سي” عن العديد من النساء اللواتي تحدثن لها سابقا حول مخاوفهن من تعرض النساء للتحرش في الفعاليات الترفيهية في المملكة. تأكيدهن على أن بعض ما تم الإبلاغ عنه حقيقي. في حين اعترفن بأن هذا يصعب إثباته.

وتقول هؤلاء النساء إن بعض من نشروا التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أو استضافوا نقاشات على الإنترنت. حول ما يعتقدون أنه حدث تلقوا تهديدات وأغلقت حساباتهم.

تكميم الأفواه:

كما عبرن عن اعتقادهن بأن رد الفعل الرسمي يهدف إلى تكميم أفواه أولئك الذين قد يشوهون الصورة الجديدة للسعودية. باعتبارها مركز ترفيه مفتوح ومرحب بالجميع في المنطقة.

وتخوفن من أن يؤدي ذلك إلى تثبيط النساء عن الحديث علناً حول تجاربهن مع التحرش الجنسي. وهو أمر مقيد بالفعل بالعادات الاجتماعية التقليدية السائدة في المملكة.

وبحسب “بي بي سي”، فإن ما عزز الشعور بجدية السلطات السعودية في التعامل مع هذه المسألة هو القضية الحديثة لرجل أدين بالتحرش الجنسي. وقيام السلطات بنشر اسمه في وسائل الإعلام المحلية- وهي المرة الأولى التي يتم فيها هذا.

ونقلت عن أنصار المشروع الطموح لولي العهد السعودي في فتح المملكة أمام العالم، قولهم إن هذه هي مجرد مشاكل بسيطة. ولا مناص من حدوثها عندما يمر مجتمع تقليدي بمثل هذه التغييرات الكبيرة.

إلا أن الامر مختلف بالنسبة للنساء اللواتي عبرن عن قلقهن حول ما يعتقدن أنه جرى يوم 14 يناير/ كانون الثاني. فإن الخوف هو أن تكون حريتهن للتعبير عن رأيهن قد تم تقييدها بشكل أكبر.

وكان الحفل الذي طال انتظاره، والذي تحييه فرقة “ستراي كيدز” الكورية الجنوبية. قد ألغي في اللحظة الأخيرة من مساء يوم 14 يناير/ كانون الثاني بسبب الرياح الشديدة.

وقد عانى المعجبون الذين خيبت آمالهم في إيجاد وسيلة للعودة إلى بيوتهم من مكان الحفلة في ضواحي العاصمة السعودية.