السياسة السعودية الخارجية أكثر عدوانية
نشرت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية مقال رأي لوزير الخارجية الألماني السابق وعضو البرلمان الحالي، زيجمار جابرييل، تحدث فيه عن السياسة الخارجية السعودية "العدوانية"، التي لم تعد موجهة ضد إيران فحسب، وإنما باتت ضد اليمن وقطر ولبنان والآن ضد كندا.
وأكد الكاتب أنه على الأوروبيين أن يدعموا كندا ووزيرة خارجيتها، لأنه عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان يجب ألا تكون هناك مصالح. وفي الواقع، لن يفعل الأوروبيون ذلك خوفاً من العقوبات الاقتصادية التي قد تلجأ لها المملكة. ويبدو أن الغرب أصبح يتعامل مع السعودية بحذر شديد، فلا مكان للقيم والمبادئ أمام حقائب النقود التي تصلهم من المملكة.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن "ولي العهد السعودي بدأ في تنفيذ خطط إصلاح جذرية جريئة في المملكة، ولكن يبدو أن هذا الحاكم يجمع بين سياسة داخلية شجاعة، وسياسة خارجية عدائية للغاية، وليست موجهة ضد إيران وحدها، والتفسير الوحيد لموقفه العدائي تجاه العديد من الدول هو الدعم الكبير الذي يحظى به من الرئيس الأمريكي".
وأفاد وزير الخارجية السابق بأن أول زيارة خارجية رسمية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كانت للسعودية، وقد أعلى ذلك من شأن المملكة أمام المجتمع الدولي. ويجمع بين ترامب والسعودية رابط قوي ألا وهو عداؤهم لإيران، التي أصبحت في مرمى نيران السياسة الخارجية العدائية لكل من السعودية وأمريكا.
وأضاف الكاتب إن التقارب بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل برز للعلن منذ سنوات، وقد مثلت إيران "العدو المشترك" شرارة ذلك التقارب. وترتب عن المساندة الأمريكية العلنية للسعوديين تجرّؤ المملكة على فعل كل ما يحلو لها في سياستها الخارجية. وبات ذلك واضحا بعد الهجوم المباشر على كندا على خلفية انتقاد وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، لأوضاع حقوق الإنسان في المملكة.
وأكد الكاتب أن هذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها المملكة هجوماً عنيفاً على دول تنتقد أوضاع حقوق الإنسان فيها، فقد فعلت ذلك من قبل مع ألمانيا. ولكن الصراع مع ألمانيا لم يحدث فجأة وإنما تصاعد تدريجياً. وقد بدأت الشرارة الأولى للخلاف بينهما، إبان إعلان برلين عن إيقاف رخصة تصنيع ما لا يقل عن 250 ألف بندقية هجومية ألمانية من طراز "هكلر آند كوخ جي 36"، داخل المملكة.
وذكر وزير الخارجية الألماني السابق أنه أصدر قراراً، بصفته وزيراً للاقتصاد حينها، يقضي بوقف رخصة بناء مصنع للسلاح بتقنيات ألمانية في المملكة، كما عارض تسليم دفعة من الدبابات المقاتلة من طراز "ليوبارد" للرياض. وبلغ التوتر ذروته عندما طلبت ألمانيا الإفراج عن الناشط في مجال حقوق الإنسان، رائف بدوي. أما آخر المناوشات السياسية، فكانت على خلفية الاستقالة المفاجئة التي أعلنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، خلال شهر نوفمبر الماضي، والدور الخفي الذي لعبته المملكة في تلك الاستقالة.
كما صرح زيجمار جابرييل "حذرت الخارجية الألمانية من "روح المغامرة السياسية" للسعودية، لتقوم المملكة بعدها مباشرة بسحب سفيرها من برلين، كما أعلنت أنها بصدد سحب عقود تجارية من ألمانيا، كأداة لتهديد الاقتصاد الألماني". وهذا ما يحدث الآن مع الكنديين، بسبب تشددهم في لوائح تصدير الأسلحة، وانتقادهم لأوضاع حقوق الإنسان في المملكة.
ارسال التعليق