الشبهات تلاحق علاقة السعودية بـ آل كوشنر
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن لقاء جمع بين شقيق صهر الرئيس الأمريكي ترامب جوش كوشنر مع مسؤولين سعوديين بشأن الصفقات التجارية، في وقت كان شقيقه جاريد (32 عاماً) يلتقي ولي العهد حول مهمة مبعوث ترامب للمنطقة العربية، ما أثار الشبهات حول التربّح المالي من منصب كونشر في البيت الأبيض. وتوجّه جاريد كوشنر صهر الرئيس ومستشاره أواخر أكتوبر 2017 للسعودية، بزيارة غير معلنة، للاستراحة الصحراوية لولي العهد السعودي، الذي كان في طريقه للاستحواذ على السلطة. وتحدّث الرجلان على انفراد حتى وقت متأخر من الليل.
ويشير تقرير”نيويورك تايمز” إلى أن جوش، الذي أنشأ شركة تمويل، حضر مؤتمراً للاستثمار في الرياض، حيث وعد ولي العهد بإنفاق مليارات الدولارات على التكنولوجيا المُتقدّمة في السعودية، وفي وقت جلس فيه الحاضرون للاستماع لجلسات المؤتمر، فإن الشقيق الأصغر غادر القاعة لإجراء مُحادثات خاصة مع مسؤولين سعوديين. ونقلت الصحيفة عن محامين في أخلاقيات العمل، قولهم إن هذه المحادثات التي لم يُكشف عنها سابقاً، تعطي صورة عن تضارب مصالح، مستدركة بأنه رغم أن جارد حوّل مصالحه المالية لشركة شقيقه، وتخلى عن نشاطاته قبل دخوله البيت الأبيض، إلا أن شقيقه كان في الوقت الذي وصل فيه جارد للسعودية للتحادث مع مسؤولين سعوديين. وينقل التقرير عن متحدث باسم شركة جوش كوشنر “ثرايف كابيتال”، قوله: إن الزيارة لم تكن لجمع المال والاستثمارات في وقت المؤتمر، لافتاً إلى أن الشركة حصلت على مليار دولار.
وتورد الصحيفة نقلاً عن شخصين تحدّثا مع جوش في وقت المؤتمر، قولهما إنه كان يروّج لشركات تأمين صحي أنشأها عام 2012، واسمها “أوسكار هيلث”، التي أعلنت بعد خمسة أشهر عن دورة تمويل جديدة بقيمة 165 مليون دولار. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم إدارة “أوسكار هيلث”، قوله إن الإدارة لم تكن تعلم عن أي استثمارات مباشرة في السعودية، لكن المتحدّث جيسي ديرز رفض التعليق، عما إذا كان السعوديون قد استثمروا في مالية “ثرايف”. ويورد التقرير نقلاً عن ديرز، قوله: إن الشركة لم تحصل على أموال استثمارية من السعوديين منذ الانتخابات الأمريكية، وأنها حدّدت بعد انتخابات 2016 سياسة تمنع أي استثمار أجنبي جديد، مشيراً إلى أنه رفض تقديم معلومات عما إذا كانت الشركة ظلت تتلقى أموالاً من السعوديين، الذين بدأوا الاستثمار قبل نوفمبر 2016.
وتؤكد “نيويورك تايمز” أن جارد له علاقة بشركة جوش، لأنه كان أحد أعضاء لجنة استثمارات “ثرايف كابيتال” حتى يناير 2017، لافتاً إلى أنه حصل على 8.4 مليون دولار أرباحاً من صناديق الشركة، وعندما كان يعمل في البيت الأبيض، وذلك بحسب السجلات التي قدّمت في مايو 2018.
وتفيد الصحيفة بأنه من غير المعلوم إن كان جارد كوشنر يعرف بزيارة شقيقه للرياض أم لا، أو يعلم عن أي استثمارات في المملكة، مشيرة إلى أن محامي كوشنر في البيت الأبيض رفض التعليق. وينقل التقرير عن المحامي الجمهوري المُتخصّص في أخلاقيات العمل جان بران، قوله إن الاستثمار الذي قامت به الشركة لا يمثل مشكلة لجارد، إلا في حال استخدم دوره بالبيت الأبيض للإشراف على الاستثمارات في السعودية. ونقلت الصحيفة عن الخبيرة بشؤون الأخلاقيات وأستاذة القانون في جامعة سانت لويس، كاثلين كلارك، قولها إن مناقشات السعوديين مع جوش طرحت موضوعات تتعلق بشقيقه، وأضافت: “التوقيت سيئ، لكن المشكلة الكبرى هي تجارة شقيقه، فمن المنطق مُساءلة حيادية لجارد في التعامل مع السعوديين”.
وتلفت الصحيفة إلى أن ابن سلمان في ذلك الوقت تباهى بفتح المملكة للاستثمارات، وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” واحدة من داعمي مؤتمر الاستثمار في عام 2017، وحضره صحفييها، وتحدث أحدهم مع جوش. ويستدرك التقرير بأن العلاقة بين جارد وولي العهد أصبحت محل تدقيق بعد النزعة المتهوّرة والعدوانية لولي العهد، فبعد مُغادرة كوشنر اعتقل مسؤولين ورجال أعمال وأمراء في ريتز كارلتون، وكان مسؤولاً عن احتجاز رئيس الوزراء اللبناني، وبعد ذلك بأشهر سجن وعذب الناشطات. وبعد ذلك بعام قُتلَ خاشقجي وتم تقطيعه، وقاد منذ 2015 حرب كارثية في اليمن، ثم حصار قطر في يونيو 2017، ومع ذلك فإن جارد دعم ولي العهد بقوة، ودعا منذ بداية إدارة ترامب لجعله حليفاً قوياً، ومنحه دوراً بصفقة القرن، ودفع مناقضاً موقف عدد من مستشاري الرئيس لزيارة السعودية في أول جولة خارجية لترامب.
وتذكر الصحيفة: في الوقت الذي شجب فيه الكونجرس مقتل خاشقجي، فإن كوشنر دعم بقوة ولي العهد، وتجاهل تقييمات “سي آي إيه” بأنه أمر بقتل خاشقجي. وينقل التقرير عن البروفيسورة كلارك، قولها إن قوانين الأخلاق تتطلب من جارد إبعاد نفسه عن مناقشات البيت الأبيض، فيما يتعلق بالرد على مطالب الكونجرس المُحدّدة بشأن السعوديين.
وسافر كوشنر للسعودية بعد نهاية المدة المُحدّدة من الكونجرس لتحديد المسؤولين عن مقتل خاشقجي، والتقى مع ولي العهد. ونقلت الصحيفة عن النقاد، قولهم إن المصالح المالية تحوم حول علاقات ترامب وكوشنر مع بعض دول الخليج، خاصة أنها مستثمرة مهمة بقطاع العقارات الذي سيعود إليه ترامب وكوشنر بعد تركهما البيت الأبيض.
وبحسب التقرير، فإن جوش ابتعد عن التدقيق؛ لابتعاده عن تجارة العائلة، وإنشائه شركته الخاصة. وتنقل الصحيفة عن داعمين لجوش، قولهم إن شركته الشابة حققت نجاحات مُبكّرة، وتمّت دعوته لمؤتمرات استثمارية كبرى قبل 2016. وتفيد الصحيفة بأن مؤتمر الرياض جلب إليه أسماء كبرى من وول ستريت جورنال، ما جعل البعض يتساءل عن المُعاملة الخاصة التي حظي بها لاعب صغير، مثل جوش. وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى لقائه مع مدير صندوق الاستثمارات السعودي ياسر الرميان، وكذلك نجله، الطالب في جامعة نيويورك، مع زميلين آخرين له.
ارسال التعليق