الصحف الاجنبية: ترامب قد يعطي الضوء الاخضر لضربات اميركية ضد ’انصار الله’
كشفت مجلة اميركية معروفة ان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد تأذن بشن ضربات عسكرية اميركية مباشرة ضد حركة "انصار الله" في اليمن محذرةً ان هذا التصعيد يحمل معه مخاطر كبيرة للولايات المتحدة.
هذا واعتبر صحفيون معروفون ان مزاعم ترامب عن سيطرة إيران على العراق شبيهة بتصريحات تنظيم "داعش" التكفيري، مؤكدين ان "ادارة ترامب وبدلاً من ان تركز على تهديد "داعش" تطلق التهديدات تجاه ايران.
الى ذلك، شدد مسؤولون استخباراتيون اميركيون سابقون على ان الجماعات الارهابية التي تدعمها السعودية تشكل خطراً على امن الولايات المتحدة، وليس ايران.
ترامب قد يأذن بضربات عسكرية اميركية ضد انصار الله
وفي هذا السياق، نشرت مجلة “Foreign Policy” تقريراً كشفت فيه ان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بدأت التصعيد ضد جماعة انصار الله في اليمن كجزء من خطة اوسع للتصدي لايران "من خلال استهداف حلفائها"، على حد تعبير التقرير.
واشار التقرير الى ان الولايات المتحدة قامت بالايام الاخيرة بارسال مدمرة اميركية الى الساحل اليمني وتدرس كذلك خطوات تصعيدية اخرى مثل شن الضربات عبر الطائرات من دون طيار وارسال مستشارين عسكريين، وذلك نقلاً عن مسؤولين مطلعين.
ونقل التقرير عن مصدر يعمل كمستشار لفريق ترامب بان هناك رغبة داخل الادارة الاميركية بالنظر في مواجهة ايران بقوة في اليمن، وأضاف المصدر - الذي رفض الكشف عن اسمه - أن الولايات المتحدة قد تلعب دور اكبر في "محاربة الحوثيين"، الى جانب الحليفين السعودي والاماراتي.
واضاف التقرير ان معاوني ترامب يعتبرون اليمن ساحة قتال مهمة لتوجيه رسالة الى ايران، لكنه نبّه بالوقت نفسه من ان التصعيد يحمل معه خطر الرد الايراني ضد الولايات المتحدة في العراق و سوريا، وربما حتى خطر اندلاع حرب شاملة بين واشنطن و طهران.
وتابع التقرير بان المدمرة الاميركية “USS Cole” توجهت الى مضيق باب المندب بعد ما كانت تقوم بمهمة "روتينية" بمنطقة الخليج، وذلك بحسب ما صرح مسؤول بوزارة الحرب الاميركية البنتاغون. واوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه بان المدمرة الاميركية سترافق السفن التي تمر عبر الساحل اليمني الى البحر الاحمر.
التقرير لفت ايضاً الى ان المراجعة التي تجريها ادارة ترامب للدور الاميركي باليمن تتضمن امكانية اعطاء الضوء الاخضر لشن ضربات عسكرية ضد "انصار الله". وذكر أن مستشار الامن القومي الاميركي “Michael Flynn” يريد ان "يتصدى للمساعي الايراني بقوة شديدة"، الا ان توقيت وتفاصيل تصعيد الدور الاميركي في اليمن تبقى غير واضحة حتى الآن.
ونبّه التقرير من ان تعزيز الدور الاميركي في اليمن يمحل معه مخاطر، مشيراً الى مقتل جندي اميركي بهجوم قيل انه من تنفيذ تنظيم "القاعدة". كما نقل عن الخبراء بان الولايات المتحدة بهذه الحالة "ستصطف مع حكومة (في اليمن) يعتبرها غالبية الشعب في الشمال اليمني بانها غير شرعية".
ترامب يستخدم لغة "داعش"
الى ذلك، كتب “Patrick Cockburn” مقالة نشرت بصحيفة الاندبندنت التي اعتبر فيها ان الولايات المتحدة ستدفع ثمناً باهظاً جراء السياسة التي تتبعها حتى الآن في الشرق الاوسط.
وقال الكاتب ان كلام ترامب بان إيران تسيطر اكثر فاكثر على العراق شبيه بكلام تنظيم "داعش" الذي يزعم بان العراقيين الشيعة هم ليسوا بالفعل عراقيين بل ايرانيين. واضاف "داعش طالما قام بشيطنة العراقيين الشيعة ووصفهم بالكفار وأطلق عليهم تسمية "الصفويين"، وللسعودية ايضاً موقف مماثل بحيث تساوي ما بين الشيعة وايران"، على حد تعبير الكاتب.
كذلك لفت الكاتب الى ما يقوله الايرانيون والعراقيون حول تركيبة لائحة الدول السبعة التي منع مواطنوها من دخول الاراضي الاميركية. واشار الى انه وعلى الرغم مما يقال بان الاجراء هذا هو موجه ضد القاعدة و داعش، الا ان الدول التي شارك مواطنوها بهجمات الحادي عشر من ايلول، مثل السعودية و دولة الامارات و مصر، تم استثنائها من اللائحة بينما وضعت عليها ايران و العراق. ونقل عن احد المراقبين العراقيين قوله بان اللائحة هذه يبدوا بانها "معادية للشيعة".
كذلك نبه الكاتب الى ان ادارة ترامب وخلال الاسابيع الاولى لها تركز تصريحاتها على مواجهة "التهديد الايراني المفترض" اكثر بكثير مما تركز على القضاء على داعش. واضاف "ظهر بشكل واضح في التصريحات التصعيدية لمستشار الامن القومي الاميركي “Michael Flynn” ضد الجمهورية الاسلامية، وكذلك في تغريده لترامب نفسه الذي اعتبر الكاتب انه يشير الى البيت الابيض يركز على ايران اكثر بكثير من داعش والمعركة التي تجري ضد التنظيم الارهابي في الموصل".
الكاتب رأى ان الكلام التصعيدي يمكن ان يقلب المشهد بالشرق الاوسط، محذراً من ان البرلمان العراقي طالب بفرض قيود على دخول المواطنين الاميركيين الى العراق كرد على ادراج ادارة ترامب العراق على لائحة الدول السبع. كما شدد على ان الموقف الاميركي السياسي في العراق سيكون اضعف نتيجة حظر السفر الذي فرضته ادارة ترامب، ونقل عن احد المعلقين العراقيين بان اي ضرر تلحقه ادارة ترامب بايران سيكون مضراً للعراق ايضاً.
الخطر لأمن اميركا يأتي من الارهاب المدعوم خليجياً وليس من ايران
المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "اميل نخلة" كتب مقالة نشرت على موقع “LobeLog” علق فيها على قرار ادارة ترامب بمنع دخول مواطني سبعة دول اسلامية الى الولايات المتحدة.
وشدد الكاتب على ان حظر السفر هذا لن يقضي على الارهاب او يجعل الاميركيين اكثر امناً، مضيفاً بان هزيمة الارهاب تتطلب التعاون الدولي و تبادل المعلومات مع "النظراء الاستخباراتيين و العسكريين و الدبلوماسيين في بلدان اسلامية وغير اسلامية"، بحسب تعبير الكاتب.
ورأى الكاتب الذي كان يتولى منصب "مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي" في "ال-CIA"، ان قرار ترامب بشأن حظر السفر يعكس عقيدة الاسلاموفوبيا التي يحملها مستشار الامن القومي “Michael Flynn” كبير المستشارين الاستراتيجيين بالبيت الابيض “Steve Bannon” وكذلك المستشار السياسي الخاص “Stephen Miller”.
واشار الى ان جميع هؤلاء وكما ترامب، يبدوا انهم يعتقدون بان اميركية "المتعافية" هي فقط تلك التي تتألف من "المسيحيين البيض". كما اعتبر ان ترامب يصدر هذه المراسيم التنفيذية دون ان يملك معرفة عميقة حول الديناميكيات العالمية.
واضاف الكاتب بان قرار حظر السفر واذا كان يهدف بالفعل الى حماية الاميركيين من الارهاب، "فلماذا شملت الادارة (الاميركية) الدول السبعة التي هي العراق وايران و سوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان وهناك حقائق تكذّب ادعاء ادارة ترامب بان شعوب هذه الدول السبعة تشكل خطر". ونبه ايضاً الى عدم وجود اي معلومات بان مواطني هذه الدول سبق وارتكبوا اعمالاً ارهابية داخل الولايات المتحدة.
كذلك تساءل: "اذا كان "الاسلام الراديكالي" تهديد يجب التصدي له او "سرطان" يجب استئصاله (كما تقول ادارة ترامب)، فان هذا التهديد الذي ظهر على مدار الاعوام جاء من "الاسلام السني و ليس الاسلام الشيعي" بحسب تعبير الكاتب. وعليه تساءل عن سبب وضع ايران على اللائحة وعدم وضع السعودية عليها.
وحول حزب الله رأى انه يحارب داعش في سوريا وأنه "لم يرتكب اي عمل ارهابي داخل الولايات المتحدة في الاعوام الاخيرة،"(بحسب قول الكاتب). وتساءل عما اذا كان المسؤولون عن قرار حظر السفر في ادارة ترامب يروجون لصراع طائفي سني شيعي داخل المنطقة من اجل ابقاء حدة التوتر بين السعودية وايران قد تستفيد منه الولايات المتحدة، ام انهم يهيئون الشارع الاميركي لحرب ضد ايران؟
وعاد وتساءل الكاتب عن سبب عدم وضع دول مثل السعودية ودولة الامارات والبحرين والكويت ومصر وباكستان وافغانستان على اللائحة! مشيراً الى ان اغلب منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول كانوا سعوديين وان اغلب التمويل الارهابي للقاعدة وداعش يأتي من دول الخليج. كما نبه الى ان العديد من البحرينيين قاتلوا وقتلوا بصفوف داعش في سوريا، وان باكستان وافغانستان هما مقرا حركة "طالبان" التي تواصل قتل الاميركيين.
ولفت الكاتب الى ان "ايمن الظواهري" وهو زعيم تنظيم "القاعدة" مصري الجنسية والعديد من المصريين كانوا مسؤولين كبار في التنظيم وقاتلوا بصفوفه. واعتبر الكاتب ان قرار ترامب يصبّ في مصلحة تنظيم القاعدة وتنظيمات راديكالية اخرى، اذ انه سيؤدي الى القول بان اميركا تشن حرب على الاسلام. وطالب الكاتب بإعادة النظر بلائحة الدول السبعة، معتبراً ان الادارة لم تتصرف بشكل منطقي عندما اختارت هذه الدول دون ان تختار دول اخرى. ورأى انه وكون مواطني الدول السبعة التي تم اختيارها لم ترتكب اعمال ارهابية داخل اميركا، فيجب اما سحب اسمها من اللائحة او الغاء الحظر بالكامل.
بقلم : علي رزق
ارسال التعليق