الغسيل الرياضي: نهج لا غنى عنه في السعودية
انضم ” محمد بن سلمان عبر “الشركة السعودية للإعلام” إلى الراغبين في شراء نادي تشيلسي الإنجليزي، بعد أن عرضه مالكه الروسي رومان أبراموفيتش للبيع بسبب الضغوط عليه بعد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكانت “الشركة السعودية للإعلام” قد تواصلت مع مجموعة “رين”، وهو بنك تجاري في نيويورك تعاقد معه تشيلسي للعثور على المشتري المناسب.
يذكر أن “الشركة السعودية للإعلام” تنضوي ضمن الامبراطورية الإعلامية التي يهيمن عليها بن سلمان، وتنشط في مجال الرياضة والفنون وبث الفعاليات على المستوى الإقليمي. ومن المنتظر أن يقدم “التحالف السعودي” عرضه لشراء النادي الإنجليزي، والمقدرة قيمته بـ 3 مليارات دولار.
يبدو أن الأمور السياسية، وربما الحقوقية ستلقي بظلالها على عملية البيع، بحسب المصرفي “جو رافيتش”، الذي يتابع عملية بيع النادي. حيث أكد الأخير أن النادي الممتاز الإنجليزي “لا يريد أن يجد نفسه مع ملاك جدد مثيرين للجدل سياسيا، خصوصاً أن أبراموفيتش قرر البيع للسبب ذاته”.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة التيليغراف، في 3 مارس/آذار 2022، أن تحالفا استثماريا يقوده الأمريكي تود بولي وقطب الأعمال السويسري هانزيورج فيس يعتزم التقدم بعرض لشراء نادي تشيلسي لكرة القدم قبل نهاية الأسبوع. وقال الروسي رومان أبراموفيتش إنه سيبيع تشيلسي بعد 19 عاما من شرائه النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز وسط دعوات في بريطانيا لفرض عقوبات عليه عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويوفر هذا القرار فرصة نادرة لشراء ناد كبير في الدوري الإنجليزي الممتاز ، الأمر الذي أثار تكهنات واسعة بشأن الجهات التي ستتقدم بعروض. وقالت التليغراف إن بولي وفيس يعملان مع شريك واحد آخر على الأقل، مضيفة أنه على الرغم من وجود مزايدين محتملين آخرين فإن بولي وفيس قد يتمتعان بميزة مع وجود الأموال اللازمة لإبرام الصفقة.
وأعلن أبراموفيتش، الأربعاء في 2 مارس/آذار الحالي، أنه سيبيع نادي تشيلسي الإنجليزي الذي يملكه منذ العام 2003، وقال الملياردير البالغ 55 عاماً في بيان إنه بعد “التكهنات في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حيال امتلاكي لنادي تشلسي (..) في الوضع الحالي، اتخذت قراراً ببيع النادي”.
وأضاف “أعتقد أن ذلك يصب في مصلحة النادي، والمشجعين، والموظفين، وأيضاً رعاة النادي وشركائه”. ولم يَرد اسم الروسي على قائمة العقوبات البريطانية المتزايدة التي تستهدف المصارف والشركات الروسية وكبار رجال الأعمال الموالين للكرملين.
إلا أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعرض لضغوط لعدم شمل أبراموفيتش بالنظر إلى قربه من بوتين. في حين كانت النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي ليلى موران، قد وصفته بأنه واحد من أهم 35 “سخصية داعمة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين ينبغي معاقبتهم.
وفي وقت سابق، كان أبراموفيتش قد أعلن تسليمه “إدارة ورعاية” النادي الى مؤسسة أمناء النادي الخيرية، وفق ما جاء في بيان نشره أبطال أوروبا.
وجاء في بيان على الموقع الرسمي للفريق اللندني عن لسان أبراموفيتش “خلال قرابة 20 عامًا من ملكية نادي تشلسي، كنت دائمًا أنظر إلى دوري بصفتي حارسًا للنادي، الذي تتمثل مهمته في ضمان نجاحنا كما نحن اليوم، بالإضافة إلى البناء للمستقبل ولعب دور إيجابي في مجتمعاتنا”.
“نادي إنتر ميلان” مقابل مليار دولار بعد استحواذه على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، كشف موقع “إنترناشيونال بيزنيس تايمز” البريطاني في فبراير/ شباط الحالي بأن صندوق “الاستثمارات العامة السعودي” اشترى نادي “إنتر ميلان” الإيطالي مقابل مليار دولار.
وذكر الموقع الشهير أن الأوراق القانونية ستصل إلى المقر الرئيسي لانتر ميلان في إيطاليا خلال أيام”، مبيناً أن الصندوق قد يستحوذ على فريق مارسيليا الفرنسي، وفريق برازيلي من الدرجة الأولى.
ولفتت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن صفقة شراء الصندوق لنادي إنتر ميلان من الشركة الصينية المالكة له حاليا -التي تعاني أزمة مالية بسبب وباء كورونا- تصل قيمتها إلى مليار يورو. وأشارت الصحيفة إلى أن إنتر رغم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي بعد غياب دام 11 عاما، فإنه يعاني خسائر ضخمة وصلت إلى نحو ربع مليار يورو للسنة المالية 2020-2021.
وتسببت هذه الأزمة المالية الطاحنة في رحيل المدرب أنطونيو كونتي الصيف الماضي، بالإضافة إلى نجميه روميلو لوكاكو وأشرف حكيمي لضمان الاستقرار المالي. “نيوكاسل”..الاتجاه إلى الوراء وفي سياق متصل، قال موقع “Game of the People” إن نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي وحتى مع أموال صندوق “الاستثمارات السعودي” فإن وضعه الحالي مريع. وأشار الموقع الشهير إلى أن النادي بات في حالة يرثى لها، وأضاف أن نيوكاسل لم يحقق سوى فوز واحد فقط في 16 مباراة، ومرتبتهم بين الأندية تتجه نحو الهبوط.
كما اعتبر موقع “Football Transfer” الدولي إن ولي عهد “السعودية” محمد بن سلمان يتطلع إلى شراء اللاعب البرازيلي رافينها للعب في نادي نيوكاسل الإنجليزي، وذكر أن ذلك يواجه برفض من رافينها الذي لديه طموحات أعلى.
وبيّن أنه بغض النظر عن مقدار ما يضخ ابن سلمان من أموال، فمن غير الواقعي الاعتقاد بأن اللاعبين المحترفين سينتقلون لنادي بمستوى نيوكاسل.
وقالت صحيفة Mail Plus البريطانية إن حكومة “السعودية” لا تريد التغيير من سياساتها الديكتاتورية التي تنتهجها منذ عقود. مضيفة أن “كل جريمة يرتكبها النظام السعودي من الآن فصاعدًا ستكون مرتبطة بنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي”.
وأشارت إلى أن نيوكاسل سيتحول إلى نادٍ منبوذ، وكل العطور والأموال لن تُحسّن من صورة صفقة “السعودية”.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن “استيلاء السعودية على نادي نيوكاسل سيكون بوابة جديدة لتنفيذ الغسيل الرياضي لسجل حقوق الإنسان المروع”.
مطالبةً بوقف السماح للمتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالدخول إلى كرة القدم الإنجليزية لمجرد أن لديهم جيوبًا كبيرة.
وأكدت أن الاستيلاء على نيوكاسل محاولة واضحة من النظام السعودي لغسيل سجله المروع في مجال حقوق الإنسان بسحر كرة القدم الممتازة.
وأضافت المنظمة: “في ظل حكم محمد بن سلمان، لا يزال وضع حقوق الإنسان مروعًا”.
وأشارت إلى أن الارتباط مع كرة القدم من الدرجة الأولى هو وسيلة جذابة للغاية لإعادة توصيف بلد أو شخص بسمعة مشوهة.
ارسال التعليق