الكشف عن برنامج متكامل للتطبيع بين السعودية و”إسرائيل”
تكشفت فصول أخرى من التحالف بين السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، أعلن بعضها عضو في الكنيست، قال إن ثمة برنامجاً متكاملاً للتطبيع، صيغ بلغة عربية وبمشاركة من عرب ومختصّي أمن.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية، فلم يعد مفاجئاً توالي المعطيات التي تكشف عن عمليات تنسيق سعودي – إسرائيلي، أو زيارة رسمية سرية لهذا الطرف أو لذاك؛ يعود ذلك إلى المرحلة التي بلغتها عملية التدرج في تظهير العلاقات بين الرياض وتل أبيب، والإنتقال إلى مرحلة التعبير العلني لدى الطرفين عن مسار هذه العلاقات.
واستدركت “لكن ينبغي تأكيد أن المستوى الذي تم تظهيره، حتى الآن، لا يزال دون ما يطمح إليه الطرفان الرسميان، الإسرائيلي والسعودي، خاصة أنهما يبرران ذلك بالمصالح المشتركة ووحدة الخندق والمصير في مواجهة التهديدات المشتركة”.
وقالت الصحيفة”على هذه الخلفية، لم يكن مفاجئاً ما أعلنه عضو الكنيست عن حزب «العمل» اريئيل مرغاليت، يوم أمس، حينما قال إن «شركات إسرائيلية ساعدت الشركة السعودية أرامكو في مواجهة هجمات سايبر إيرانية».
وأتى كشف مرغاليت في سياق إعلانه برنامجاً سياسياً جديداً لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، يحمل عنوان «برنامج مصالح»، ويشدد على أن المطلوب النظر إلى «النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس فقط بمفاهيم (أعط – خذ)، بل من منظور أوسع يشمل كل دول المنطقة، التي تجمعها مع “إسرائيل” مصالح متشابهة في القضايا الاقتصادية والأمنية».
وأضافت”مع ذلك، لا ينبع الإهتمام بالرؤية التي تضمنها «برنامج مصالح» من جهة الشخصية التي قدمتها، خاصة أنها قد لا تملك فرص الفوز برئاسة «العمل»، بل لكونها تحظى مع عدد من خطوطها بإجماع إسرائيلي يؤكد ضرورة الانتقال إلى مرحلة التحالف الإقليمي مع السعودية وغيرها من الدول. وهذا التوجه يتبناه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فيما يتمحور الخلاف بين الأحزاب الإسرائيلية التي تتنافس على الصدارة حول الخطاب السياسي الذي ينبغي أن يعتمد في هذا المجال، واللغة التي ينبغي استخدامها في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني!”.
استناداً إلى هذه الرؤية، لم يتناول البرنامج المطروح قضايا مثل مستقبل المستوطنات والقدس المحتلة والحدود واللاجئين، بل مبادرات محتملة مع دول المنطقة، من ضمنها «مكافحة السايبر وإقامة مرفأ مشترك». وكنموذج على ذلك، أتى كشف مرغاليت عن مساعدة الشركات الإسرائيلية للشركة السعودية «أرامكو» في مواجهة «هجمات سايبر إيرانية». كذلك لفت عضو الكنيست إلى أن هذا البرنامج سيقدم هذا الأسبوع إلى دول عربية، من دون أن يكشف عن هوية هذه الدول وأسمائها.
ويستند «برنامج مصالح» إلى رؤية مفادها أن «عدو عدوي يمكن أن يكون شريكي». وبتوضيح من مرغاليت، فإنه منذ أيام إسحاق رابين (رئيس وزراء إسرائيلي سابق)، لم يكن هنا فكر جديد ومبادرات جديدة، بل لغة جديدة. وبما أن البرنامج يستند إلى عنوانين، أمني واقتصادي، تضمنت المبادرة «إنشاء تحالف إقليمي» يجري في ظله «تفكيك سوريا إلى خمس دول، من بينها دول ستنضم إلى الائتلاف المعتدل، هي: الكردية والدرزية، والسنية»، كما نقلت التقارير الإعلامية الإسرائيلية.
وينطوي البرنامج أيضاً على «فصل محور إيران – حزب الله، إضافة إلى إقامة نظام حرب إلكترونية». أما على المستوى الاقتصادي، فيتضمن أيضاً «تنيمة إقليمية – اقتصادية، تتضمن أيضاً إعادة إعمار غزة… وتعزيز مشاريع إقليمية ضخمة في مجالات التكنولوجيا والتجارة والزارعة، كما سيضخّ ذلك تمويلاً من العالم إلى الشرق الأوسط».
بعد ذلك، انتقد مرغاليت بشدّة رئيس الحكومة الإسرائيلي الحالي، قائلاً: «لا يمكن انتظار المزيد من أجل تحقيق تسوية سياسية. إذا انتظرنا نتنياهو فسنجد أنفسنا نخوض حرباً أخرى قريباً… تحتاج إسرائيل الآن إلى ثورة سياسية ضدّ نتنياهو».
ارسال التعليق