الكهرباء من يتحمل ومن يدفع؟
يحيى فقيهي - الرياضهكذا هي الحياة! لا تدوم على حال، فبعد يوم ٢٧ من كل شهر ميلادي سعيد، يأتي يوم غير ذلك، حيث يوافق صدور فواتير الكهرباء المفاجئة والمرهقة. الثامن والعشرين من شهر يونيو المنصرم كان الأكثر درامياً حيث اجتمعت على المواطن السعيد الكثير من الفواتير الأولى غطت ما تبقى من تكاليف العيد، والثانية ما يحمله فصل الصيف من مناسبات اجتماعية، أما الثالثة والتي كانت الأكبر من حيث التراجيديا فكانت فاتورة الكهرباء. فاتورة الكهرباء التي اشتكى منها القاصي والداني حتى وصل صداها مجلس الشورى الذي بدوره رأى ضرورة مخاطبة الشركة لمعرفة أسباب هذا الارتفاع. استجابة الشورى جاءت تلبية لصوت المواطن المبحوح جراء مطالباته المتكررة عبر منصات التواصل الاجتماعي وستبدي الأيام ما يسفر عنه هذا الاستجواب.
شركة الكهرباء بدورها بررت الارتفاع بأن فاتورة يونيو وافقت فصل الصيف وأن ما يقارب ٧٠٪ من الاستهلاك كان بسبب أجهزة التكييف، كذلك كمية الاستهلاك الأكثر من ستة آلاف تدخلك في فئة الشريحة الأعلى -الثلاثين هللة- وهذا ما يجعل فاتورة يونيو مرتفعة. حقيقة ومع تبريرات شركة الكهرباء بعدالة الفواتير وصحة القراءات إلا أن السخط وعدم الرضى يكاد يكون المسيطر على ذهن المواطن عند سماع أي شيء له علاقة بالكهرباء.
في واقع الأمر رمي اللوم على المواطن ليس عادلاً إطلاقاً فهناك الكثير من الشركاء المساهمين في زيادة ارتفاع فواتير الكهرباء على المستهلك منها على سبيل المثال لا الحصر هيئة تنظيم الكهرباء، المركز السعودي لكفاءة الطاقة، المواصفات والمقاييس، وزارة التجارة والإسكان...وغيرها. هذه الجهات في الحقيقة لم تقدم حلولاً إبداعية ولم تسهم بدور فعال لخفض تكلفة الكهرباء على المواطن. في اعتقادي المواطن تحمل إخفاق الكثير من الجهات المعنية وعدم إبداعها أو اخفاقها في إيجاد الحلول لارتفاع فواتير الكهرباء، فالمنازل مثلا غير معزولة في الغالب مما يسبب الكثير من الهدر في الطاقة فمن المسؤول عن ذلك؟ الأجهزة هي الأخرى كثيرٌ منها غير مطابق أو مقلد ويتسبب في الهدر هو أيضا، وغيرها الكثير من الأسباب التي تسبب الهدر ولا يتحملها فيش الأصل المواطن. في الواقع الكل يعرف مدى تأثير رفع الدعم عن الطاقة ولكن لم نكن نتوقع أن يكون الارتفاع بهذا الشكل.
مجمل القول وحسب تصريح المسؤولين في الكهرباء بأن ٧٠٪ من ارتفاع الفواتير يعود لاستخدام التكييف ولمن ينادي بالترشيد: نحن في المملكة لسنا مثل الدول الأوروبية حتى نصل للمعدل العالمي في كمية الاستهلاك فصيفنا لاهب لا يحتمل إطفاء التكييف ولو لثوان معدودة.
ارسال التعليق