![النظام السعودي خادم للحرمين ام للصهيونيين؟؟؟؟؟؟؟؟](https://hourriya-tagheer.org/pics/p_df.jpg)
النظام السعودي خادم للحرمين ام للصهيونيين؟؟؟؟؟؟؟؟
في یوم 7/5/2017 طالعنا موقع " لیبرتی فایتزر" البریطانی بخبر مفاده أن سرباً من الطائرات الإسرائيلية إنضم لصفوف تحالف العدوان الذی تقوده السعودية فی الیمن، وإنه بدأ بشن أول غارة على معسكر للتدريب في تعز تابع للحوثيين. ونقل الموقع عن الناطق باسم العدوان أحمد العسيري قوله: أن أول غارة إسرائيلية في اليمن استهدفت معسكراً للتدريب يتبع من أسماهم بالحوثيين في تعز غرب اليمن. كما نقل الموقع عن العسيري أيضاً قوله: إن في هذه المرحلة الحاسمة نحن في أشد الحاجة إلى جيش " تل أبيب " للحد من "الزحف الإيراني التدريجي على اليمن". وأضاف الموقع عن العسيري: يتمنى من التدخل الإسرائيلي "الرائع" أن يخلق فجراً جديداً من العلاقات بين الدول العربية و "إسرائيل"، على حد قوله.
ونقل الموقع البريطاني عن العسيري، ناطق العدوان، أن طائرة من نوع بوينج 747 تحمل أسلحة حطت في قاعدة خميس مشيط لمساعدة تحالف العدوان على اليمن. وذكر الموقع عن وجود مفاوضات سرية بين إسرائيل والسعودية حول تقديم مساعدات جوية للتحالف من أجل هزيمة أنصارالله...
وفي الوقت الذي يحاول فيه الموقع البريطاني الآنف تسويق التعاون العسكري الصهيوني السعودي في اليمن، فأنه يحاول أيضاً تضليل الرأي العام بأن هذا التعاون وكأنه يحصل لأول مرة، في حين أن كل المعطيات السياسية والإعلامية والميدانية تؤكد أن هذا التعاون بدأ مع العدوان السعودي على الشعب الیمنی فرئیس الوزراء الصهیونی بنیامین نتنیاهو صرح لأكثر من مرة بأنه يوجد تحالف قائم بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي وهناك تعاون وتنسيق وتبادل معلومات ودعم لوجستي صهيوني لقوات النظام السعودي في عدوانه على الشعب اليمني. كما أن مسؤولين صهاينة آخرين أيضاً أشاروا إلى هذا التعاون. يعزز ذلك ما نشرته مجلة " فيترين توداي الأمريكية " المتخصصة في نشر تحليلات وآراء النخب من أفراد الجيش والمجتمع الأمريكي فيما يخص مجالات الأمن القومي، والاستقرار الجيوسياسي والسياسة المحلية، فقد نشرت هذه المجلة مقالاً في شهر أيار من العام 2015 أكدت فيه أن "إسرائيل" هي ألتي أسقطت قنبلة نيوترونية على اليمن نيابة عن حلفائها السعوديين...ويقول الموقع، إضافة إلى قراء موقعنا فهناك مئات الملايين من العرب يعرفون أيضاً هذه الحقيقة، فكل وسائل الإعلام العربية قد أخذت القصة التي أعدها موقعنا، كما فعلت ذلك أيضاً العديد من وسائل الإعلام الروسية النافذة كوكالة برافدا، وروسيا اليوم، وسبوتنيك. ويضيف الموقع" إسرائيل قصفت اليمن بالنووي، نقطة على السطر، هذه حقائق مثبتة ومؤكدة100% ". ويتابع الموقع الانفجار النيوتروني الذي حصل في موقع نقم اليمني في صنعاء في ذلك الوقت، تحليلاً عملياً ووصفاً فيزياوياً لإثبات انه كان انفجاراً نووياً. وللإشارة إلى أن بعض المصادر المحايدة أشارت في حينها إلى أن الكيان الصهيوني جرّب قنبلة نتوترونية في اليمن، وقالت إن الطائرات التي حملت القنبلة هي من نوع خاص غیر موجود فی السعودية ولا عند حلفائها، إنما هي موجودة عند العدو الصهيوني، وطليت هذه الطائرة بالعلم السعودي، بعد إخفاء العلم الصهيوني ونجمة داود عليها.
يضاف إلى ذلك، أن أنصارالله كانوا قد أعلنوا في أول قصف صاروخي لقاعدة خميس مشيط الجوية، أنهم قتلوا قائدا في القوة الجوية السعودية بمعية 24جنرالاً أمريكيا وإسرائيليا... في السياق ذاته كان نتنياهو قد قال عن العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، وعلى رأسها المملكة السعودية: أنه للمرة الأولى في حياتي، وللمرة الأولى في تاريخ " دولة إسرائيل " هناك دول عربية في المنطقة ترى في نفسها شريكة لنا وليس أعداء، وأنا مؤمن أن هذا التغيير سيؤدي لتعزيز الأمن وتحقيق السلام" على حد تعبيره.
وفي مؤتمر ميونخ الأخير الذي عقد في ألمانيا قبل أشهر وحضره وزير الدفاع الصهيوني ليبرمن ورئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل، قال ليبرمن زاعما أن إيران تشكل تهديداً للسعودية وللكيان الصهيوني داعياً إلى تحالف مع الدول العربية السنية المعتدلة بحسب وصفه، وتركي الفيصل الذي أعقبه في الحديث على منصة المؤتمر أيد كلامه ودعوته إلى إقامة مثل هذا التحالف، كما تؤكد ذلك وثائق المؤتمر...
ومما تقدم يتضح أن التنسيق والتعاون السعودي الإسرائيلي بخصوص اليمن وقبل ذلك وما يزال بخصوص سوريا والعراق ومواطن أخرى، هو ليس بجديد، إنما نشر مثل هذا الخبر الذي نشره الموقع البريطاني يستهدف الأمور التالية:
1- محاولة تعويد الرأي العام داخل المملكة وخارجها، خاصة الرأي العام الإسلامي، على التعاون الإسرائيلي السعودي، بحيث يصبح هذا التعاون في ذهن الأمة أمراً عادياً ومساغاً، وبالتالي لا يشكل ذلك حرجاً بالنسبة للنظام السعودي الذي يتلطى وراء العباءة الإسلامية ، ووراء شعارات ومصطلحات ونعوت كاذبة، مثل " خادم الحرمين الشريفين " و"حارس المقدسات" وما إلى ذلك. فالنظام إلى الآن يتردد عن الإعلان عن الحلف مع أعداء السلام والإسلام والمقدسات الإسلامية الصهاينة، بسبب ردة فعل الأمة الاسلامية السلبية المتوقعة ازاء الحلف، بينما الرئيس الأمريكي يريد النظام السعودي الخروج من هذا التردد والإعلان بشكل صريح عن هذا التعاون والتطبيع مع العدو الصهيوني، لأن مثل هذا التطبيع تتوقف على أساسه الكثير من المشاريع الأمنية والاقتصادية التي يريد ترامب الاستعجال بانجازها، حيث يعرقل هذا الانجاز، المضي بها قدماً، ومن أهمها إعلان حلف ناتو عربي إسرائيلي بإشراف أمريكي في زيارته المرتقبة للسعودية. ففي عهد ترامب كما يقول بعض المحللين لم يعد مسموحاً ولو الصمت الذي كان يمارسه النظام السعودي تجاه التطبيع الذي تقوم به أجهزته وشخصيات سعودية مقربة منه ولقاءات الأمراء السعوديين مع "الإسرائيليين".
2- إعلان السعودية التطبيع بعد تدجين الأمة، يهيئ للعدو الصهيوني الظروف المناسبة لإقامة مشاريع تجاربة واقتصادية، يرى النظام الصهيوني وأمريكا ضرورتهما لهما معاً، فبإمكان مثل هذه المشاريع أن تهيئ للعدو منافع مالية واقتصادية هائلة من خلال الاستثمار في الساحة السعودية، في مجالات النفط والتصنيع والتجارة والنفط وما إليها، ويمكن أن تجعله يستغني عن بعض المساعدات الأمريكية له، وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية مؤخراً عن مخطط لإنشاء شبكة للسكك الحديدية تربط بين الكيان الصهيوني والسعودية ودول الخليج الأخرى مروراً بالأردن، تحت رسم ( مشروع سكة السلام الأقليمي) في خطوة قد تبدو متوقعة لعملية تطبيع متسارعة بين كيان الاحتلال ودول الخليج، وتوسيع مجالات التعاون بينهم، حيث قامت شركة آرامكو السعودية ببيع جزء من أسهمهما لبعض البنوك " الإسرائيلية ". وفي هذا السياق كشفت صحيفة (ديسيدنت فويس) الأمريكية في 8/5/2017 عن تقرير يفيد بأن العلاقات الإسرائيلية السعودية تنامت في كثير من المجالات الاقتصادية والعسكرية، وان السعودية اختارت منذ عدة سنوات طريق التطبيع مع العدو الصهيوني، حيث تزايدت العلاقات بين الرياض وتل أبيب مؤخراً على خلفية تبني الطرفين رؤى سياسية متوافقة ومشتركة جيال العديد من أزمات المنطقة.كما أن الصحيفة أشارت في تقريرها هذا إلى المقال الذي نشره مركز الدراسات السياسية للشرق الأوسط بعنوان (رسالة موجهة من شاب سعودي إلى الأمير محمد بن سلمان، حيث تضمن هذا المقال رسالة واضحة لولي العهد السعودي، تطالبه بالاتحاد مع الكيان الإسرائيلي لمواجهة ما تسميه الرياض " بالتهديدات الإيرانية". ويقول بعض المحللين أن التصريحات الأخيرة لسلمان التي أدلى بها في الجلسة التي عقدت مؤخراً في جامعة الدول العربية حول إنشاء شبكة للسكك الحديدية تربط كيان الاحتلال بالسعودية مروراً بالأردن وبعض دول الخليج، يعتبر تصريحاً علنياً لتزايد التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا الإطار صرح وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتس، بأنه قدم مقترحاً مثيراً للأردن والسعودية وذلك بربط شبكة قطارات الشحن بين كيان الاحتلال مع الأردن والسعودية، مشيراً إلى انه قدم هذه الفكرة إلى مبعوث لرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط الشهر الماضي، وبموجب هذا الاقتراح يمكن نقل السلع بواسطة السكك الحديدية من ميناء حيفا المحتل، الواقع على البحر المتوسط عبر الأردن إلى ميناء الدمام السعودي الواقع على الخليج.
3- يريد النظام الصهيوني توظيف الثقل الإسلامي للسعودية بحكم احتضانها للحرمين الشريفين مكة المشرفة والمدينة المنورة، في تمرير وتسويق التطبيع مع باقي الدول العربية والإسلامية غير المطبعة لحد الآن، من أجل الانخراط في مشاريعها، والاندماج في نسيجها الاجتماعي، فالكيان وأمريكا يدركان أن إعلان النظام السعودي التطبيع مع هذا العدو، من شأنه أن يسهل عملية التطبيع مع باقي الدول العربية والإسلامية. هذا من جهة ومن جهة أخرى يريد العدو وأمريكا توظيف إمكانات هذه الدول العربية والإسلامية بعد التطبيع في مواجهة إيران وباقي قوى محور المقاومة، تحت عناوين طائفية أو مذهبية، وذلك ما يؤكده تركيز المسؤولين الصهاينة في تصريحاتهم على البعد الطائفي بشأن الخلاف بين إيران والسعودية، فغالباً ما يصرح المسؤولون الصهاينة بأن إيران تشكل " تهديداً للدول السنية ". ذلك أن العدو يدرك جيداً ومعه أمريكا أنهما باتتا غير قادرتين على مواجهة محور المقاومة، سيما بعد فشل الأدوات أي الفصائل التكفيرية، مثل داعش والقاعدة، والنصرة، وغيرها في تحقيق الأهداف الأمريكية والصهيونية، فالاميركان اليوم يريدون زج الأصلاء في هذا الصراع مثل السعودية ومصر وباكستان والسودان والاردن و.و مع القوى الرافضة للمشاريع الأمريكية والصهيونية، لعل ذلك يحقق الأهداف الأمريكية الصهيونية.
4- يضاف إلى ذلك، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد الإسراع في تشكيل حلف الناتو العربي الصهيوني ويريد الإعلان عنه في زيارته المرتقبة الى السعودية والكيان الصهيوني، ولذلك يريد من السعودية الإعلان بشكل رسمي عن التطبيع والتعاون مع العدو، ولعل ثناء العسيري على مشاركة سرب المقاتلات الصهيونية في الحملة العدوانية الجوية على اليمن يشكل جزءاً مما يريده ترامب أو الخطورة الأولى للإعلان السعودي عن التحالف مع العدو الصهيوني.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق