من الإعلام
الواسطة وحجب الرؤية
لماذا نبدو متفاجئين ومصدومين في كل مرة يتسرب فيها خبر عن تعيين مسؤول لأحد أقاربه أو «أنسبائه» أو أصدقائه في منصب ما دون منافسة أو مفاضلة عادلة بين أقرانه
المؤهلين ؟!
فثقافة «الواسطة» والمحاباة، وهذا ولدنا، واللي ما يخدم ربعه وجماعته ما فيه خير، ثقافة سائدة ومتوارثة، بل إنني في تاريخي الطويل في التعامل مع شكاوى القراء غالبا ما
أجد من يشتكي من الواسطة يطلب وساطتي لحل موضوعه الشخصي، أي أن مشكلته الوحيدة مع الواسطة هي أنه لا يطولها واللي ما يطول العنب… !
فمشكلتنا منا وفينا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هي منا وفينا، ومن الذي جعلها منا وفينا؟!
الجواب سهل، لأنها تأصلت منذ البداية في كل ما يمس حياتنا وعلاقتنا بمصالحنا، ولو أن الأمور تأسست على أسس الكفاءة والأهلية وعدالة المنافسة، وضمان الحقوق، وسيادة
القانون، لما احتاج أحد للبحث عن واسطة للقفز على غيره، ولما وجد أحد مجالا لممارسة محاباته لأقاربه أو أصدقائه أو أنسبائه !
السؤال الأهم الآن: هل تتوافق هذه الثقافة السلبية مع «رؤية» تهدف لتغيير جلد المجتمع، وصناعة مستقبل مختلف ؟! بالتأكيد لا تتوافق وإلا ستصاب الرؤية بالرمد !
ارسال التعليق