بعد 4 أعوام من الحزم والجيش السعودي يفشل في الدفاع عن أراضيه
في العام الرابع للمواجهات العسكرية التي تدور على الحدود السعودية اليمنية، لجأت الرياض إلى الاستعانة بقوات يمنية من تشكيلات الجيش لمواجهة قوات الحوثي في ست جبهات تمثل تماساً مع أراضي المملكة، كنجران وعسير وجازان. وتعد مواجهات الحدود جزءاً رئيساً من المعركة التي تخوضها السعودية على رأس التحالف في الحرب الدائرة باليمن.
واستعانة السعودية تثير علامات استفهام حول قوتها العسكرية وقدرة جيشها المزود بأسلحة حديثة، فوفقاً لموقع "جلوبال فير بور" الأمريكي فإن الجيش السعودي الذي يبلغ قوامه 231 ألف عنصر و25 ألفاً في قوات الاحتياط، يحتل المرتبة الـ 26 عالمياً، وتمتلك السعودية 844 طائرة حربية، وأكثر من 1100 دبابة ونحو 5400 مدرعة، و524 مدفعاً ذاتي الحركة، و322 راجمة صواريخ و55 سفينة حربية. كما تشير إحصائية لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، إلى أن المملكة تخطت روسيا عام 2017 في حجم الإنفاق الدفاعي على جيشها، واحتلت المرتبة الثالثة عالمياً بميزانية دفاع بلغت 69.4 مليار دولار، والمرتبة الثانية عامي 2015 و2016 على قائمة أكبر مستوردي الأسلحة في العالم.
الخبير العسكري اليمني، العميد مساعد الحريري قال إن "استعانة السعودية بقوات يمنية، رغم السلاح النوعي الذي يملكه الجيش السعودي، تأتي بعد قطارات من الهزائم والخسائر البشرية والمادية المتلاطمة التي لحقت بجيشها، وبدأت تداعياتها الاجتماعية داخل المملكة. ولا توجد إحصائية رسمية لمجموع الخسائر البشرية السعودية من بداية الحرب، إلا أن وكالة "واس" اعترفت بمقتل 22 جندياً سعودياً خلال شهر يوليو الماضي، كما أعطب الحوثيون عشرات المدرعات والآليات ظهرت خلال المشاهد المصورة التي يبثها إعلامهم الحربي. وأشار الحريري في حديثه إلى أن تلك الخسائر أصبحت شبح الرعب يطارد المواطن السعودي، خاصة بعدما اتضح زيف الإعلام الرسمي بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات من الحرب.
هجماتٌ مستمرة
يضيف الحريري وحتى منتصف الشهر الماضي أطلق الحوثيون 161 صاروخاً باليستياً باتجاه المملكة، وفقاً لتصريح الناطق باسم التحالف العربي تركي المالكي، ووصلت بعض هذه الصواريخ إلى عمق الرياض، في حين تركزت معظمها على مناطق عسير وجازان ونجران.
وأكد الخبير العسكري اليمني أن "الجيش السعودي فشل في مهمته؛ بل وفشل التحالف العربي الذي تقوده السعودية برمته، ولم يبق سوى أولئك المرتزقة الباحثين عن لقمة العيش يحاربون بالوكالة".
واقعٌ مُخيب
ويبدو أن القيادة السعودية أصبحت مدركة واقعها العسكري المخيب، فقد كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية مطلع أغسطس الجاري عن مفاوضات بين شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" والسعودية لإبرام عقد كبير للمساعدة في تحديث الجيش السعودي ليكون أكثر كفاءة. كما أن تغييرات طرأت على قادة الجيش السعودي في فبراير الماضي، شملت مناصب مست أعلى هرم المؤسسة العسكرية السعودية، في خطوة ربطها مراقبون بأداء القوات في الحرب اليمنية. تحركات قد لا تكون مجدية فالحريري يرى أن "السعودية نظام ملكي عائلي لا يعير الاهتمام إلى تأسيس جيش وطني قوي أبداً؛ خوفاً من قيام هذا الجيش بانقلاب على الأسرة الحاكمة، ويهمهم أن يكون الجيش شكلياً فقط، يجيد ارتداء البزة العسكرية لكن لا يجيد استخدام السلاح".
عشوائيةٌ وتخبط
أجبر هذا الوضع بحسب العميد الحريري، المملكة على "أن تلجأ إلى مقاتلة الحوثيين بالسلفيين من طلاب العلم الذي كانوا في دماج يدرسون علم الحديث، وكانت السعودية تنفق عليهم، والبعض الآخر من أصحاب العوز الذين يبحثون عن لقمة العيش، خاصة بعد أن وصلت المحافظات الجنوبية المحررة إلى وضع مأساوي من جراء تدهور المعيشة وتضييق الخناق الذي فرضه التحالف على المواطنين، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا رواتب، ما جعل الشباب يندفعون إلى القتال في الساحل الغربي وفي الشمال مع القوات السعودية".
وأوضح أن السياسة السعودية في الحرب الدائرة حالياً "عشوائية متخبطة، لم تحترم حتى حق الجوار، ولم تكتفِ بقتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية في اليمن، بل عمدت إلى طرد ومضايقة العمالة اليمنية داخل المملكة".
وعبر الحريري عن أسفه للوضع القائم، فهو يرى أن "اليمنيين يقتل بعضهم بعضاً خدمة لأجندة خارجية إقليمية ودولية، فالمنتصر منهم خاسر رغم أنه لم يلح في الأفق أي انتصار سوى الزج بالشباب من الجانبين إلى محارق الموت".
وختم الخبير العسكري حديثه بدعوة "اليمنيين المتخاصمين إلى أن يُحكموا عقولهم ويعودوا للحوار والتسوية السياسية، وهو الموقف الذي يعد نصرا ساحقا لليمن ويحرج التحالف العربي بقيادة السعودية الذي دمر الحجر وقتل البشر وقلع الشجر".
ارسال التعليق