بن سلمان يستهين بالشعب ويعتبره ساذجا
* جمال حسن
بداية يجب أن أعتذر من جميع أبناء شعبي خاصة الأحرار منهم اذا كانت هناك كلمات جارحة في مقالي حيث أرتأيت ان أستخدمها عسى ولعل أن تحرك أو توقظ الضمير النائم لدى تلك الجماعات الساذجة التي لا تزال تعتبر كلام آل سعود الحقيقة وفصل الخطاب وأنهم صادقون في أقوالهم ووعودهم، وتاريخ الحجاز بلد الذهب الأسود وما آل اليه وشعبه الذي يعيش العنف والدمار والتخلف والبطالة والفقر خير دليل، فيما سائر شعوب المنطقة الخليجية الذين لا يمكن مقارنة عوائدهم البترولية بعوائد مملكتنا يعيشون النعيم والرفاهية .
في زمن مضى كانت هناك قبيلة تعيش تحت إمرة شيخ ظالم وجبّار. عانى أهل القرية تلك من جبروته لمدة تزيد على الخمسين عاما, سلبهم فيها كل أموالهم, وشاركهم في تجارتهم, وقتل أهل العلم فيها, وحكمهم بالحديد والنار.. وما كان يسمع أحدا يتظلّم أو يشتكي منه إلا قطع لسانه وأذلَّ أهله.. يشبه كثيراً حالنا منذ تسلط آل سعود علينا .
كان لهذا الشيخ الظالم حمار يحبّه ويعتني به , ويأخذه في نزهة كل يوم أمام الناس , ويقف فيهم ويقول : "من منكم يتجرّأ وينعتُ حماري هذا بالحمار؟" , فما يردُّ عليه أحد خوفا من بطشه , فيقول لهم : " لئن متُّ وعدتُ إلى الله , سيكون حماري هذا خليفة لي .. والحمير تدري كيف تدير شئون الحمير".
وفي إحدى الليالي شربَ رجل الخمر وأكثر في الشراب حتى ما عاد يدري من يُجالسه , فقام يهذي ويقول أبياتا :
حِمارٌ قاد في كِبْرٍ حمارًا.... فكيف نلوم بغلاً في النهيقِ ؟
تعوّد أن يسير بثوبِ خيلٍ.... وعَوَّدهُ أبوهُ على الطريقِ
تناقل الناس هذه الأبيات على لسان الرجل الذي وصف الشيخ بالحمار , حتى وصلت إلى الشيخ , فاشتدّ غضبه واستدعى الرجل إليه , وسأله عن الأبيات, فأنكر الرجل وقال هي الخمر أذهبت عقلي , ولكنّه أمر بقطع لسانه فورا .
وحين تنفيذ الحكم نظر الرجل الى الشيخ وقال له: انتظر يا حمار لين يجيك الربيع (الربيع : الربيع العربي)؛ فصارت في الناس مقولة تقال عن الحاكم الظالم أن ينتظر نهايته مع الربيع العربي.. وأنا آمل أن يكون قرار شعبي هكذا .
أطل شاب آل سعود الطائش من على شاشات الفضائيات المملوكة للسلطة الحاكمة يغرد بوعود بنفسجية ووردية تطميعية للشعب بأن الخير قادم اليهم عبر خطة "السعودية 2030" وكأنها وحي منزل تحقق احلام الشعب بين عشية وضحاها، وإذا به يشمر عن ساعديه يميناً وشمالاً مطلقاً وعوداً مستقبلية ربما تبداً نهاية عام 2018 أو بعد ذلك؛ فيما الفقر يسيطر على أكثر من 60% حسب تقرير الصفحة الاقتصادية لصحيفة المدينة والتقرير السري لمجلس الشورى العام الماضي، والتسول ينمو في الوسط السعودي والناس تبحث عن لقمة العيش لسد جوعها في المزابل وما تبقى من موائد الأمراء المتروكة في الصحاري أو في الشوارع والأزقة القريبة من قصور آل سعود - حسب وسائل اعلام غربية؛ فيما تصريحاته تنم عن تبختر وجبروت وهو يعترف بأن المملكة ثالث دولة في العالم من حيث مشتريات السلاح، ذلك السلاح الذي يفتك بأبن الوطن والشقيق اليمني على مدى أكثر من عامين وجنائز أبنائنا تدفن سراً قسراً وجبراً كي لا تنكشف سياسة محمد بن سلمان الأرعن الفاشلة في الحرب على البلد الشقيق والجار ناهيك عما يدور من استخدام لهذه الأسلحة ضد أشقائنا في المنطقة الشرقية والرعب الذي تزرعه في نفوس وقلوب الأطفال .
اعتبر نجل سلمان حاله حال اسلافه المتفرعنين المتجبرين، شعب بلاد الحرمين الشريفين سذج بلهاء حمقى لا يفقهون لغة الاعداد والارقام ليدعي أنه سيتم بناء مئات آلاف دور السكن ومنحها مجاناً الى المواطنين، ثم هناك مشروع يضم المليون مسكناً تمنح للراغبين بقيمتها دون فوائد، ثم ملايين المنازل الاخرى سيتم بيعها على المواطن بفائدة لا تتجاوز الـ3%، وكأن أحداث هذا الكم الهائل من دور السكن كمن يشتري علب مسحوق غسيل أو معجون طماطم من المول؛ فيما الاحصائيات الرسمية تؤكد أن حوالي 60% من المواطنين يفتقدون للسكن الشخصي ووصل الحال ببعضهم ان يسكن في الخيام أو في هياكل السيارات حسب تقارير الصحافة السعودية اليومية، فيما الأمراء يستحوذون على أراضي الناس والدولة بقوة الانتماء دون أن ينبس أحداً بشئ وإلا سيكون مصيره الحد حرابة لخروجه على الولي الحاكم .
رئيس مجلس ادارة شركة آرامكو كثيراً كثيرا ما وعد خلال حواره الفضائي بهذه الانجازات معولاً بكل ذلك على أموال أسهم الشركة التي من المقرر أن يبداً عرضها في السوق المحلية والعالمية العام القادم (التي أكد المراقبون وخبراء الاقتصاد فشلها) لدفع عجلة التطور الداخلي ومنها التصنيع والكل يعرف أن المملكة تستورد ابسط الاشياء فكيف بها أن تقوم بذلك بين عشية وضحاها والسلطة الحاكمة لا تفقه معنى كلمة التصنيع ولا حتى البناء بكل جوانبها كما لا تفقه معنى الحرب التي دخلت فيها ووقعت في مستنقع اليمن والآن تبحث عن منقذ للخلاص من هذه الورطة معولة أن تحمل زيارة راعي "البقرة الحلوب" لها خلال هذه الأيام بادرة أمل للخروج بأقل تكلفة دون الاعتناء لماء الوجه المهدور.
شعب يعتبر من أغنى شعوب العالم وأكثرها امتلاكاً للثروة النفطية وتحتل بلاده المرتبة الأولى في مجال التصدير والعوائد البترولية التي تتجاوز التريلون دولار سنوياً، نراه يعاني اليوم مشاكل جمة وأزمات كبيرة منها أزمة السكن والاستقدام والصحة التعليم والاقتصاد المتدهور وغيرها من الأزمات الاخرى، ناهيك عن حقوق الانسان المسلوبة، وقمع الحريات، وتقييد المرأة، والعبث بمقدرات الناس كيفما تشتهي رياح سفن آل سعود فهناك آل الشيخ يفتون بدعمهم .
أضف الى ذلك افتقار قسم كبير جداً من المواطنين للسكن الشخصي، وفقدانهم لأبسط الحقوق الاجتماعية والرعاية الصحية، ومنهم من يعيش دون نعمة الكهرباء ومياه الشرب الصحية ومجاري الصرف الصحي ونحن في القرن الحادي والعشرين؛ وعاصمة المملكة للسياحة الدينية مكة المكرمة تغرق في المياه ويذهب ضحيته عشرات المواطنين كلما نزلت خيرات السماء، ومحاصيلنا الزراعية مستوردة من عدة بلدان حتى من الكيان الصهيوني المحتل دون خجل أو وجل، والمؤسسات الأمنية الاسرائيلة تجول وتصول في المملكة تراقب المواطن والحجيج، والبطالة آخذة في نمو كبير خاصة بين الطبقة المتعلمة والمبتعثين حتى بلغت ذروتها العام الماضي لتتجاوز 85% بين الأناث و45% بين الذكور حسب مركز الاحصاء السعودي، والفقراء تتزايد استناداً لتقرير لجنة الاقتصاد والمالية لمجلس الشورى قبل اشهر، والأمية ليست بقليلة بين صفوف الأطفال المجبرين على العمل لسد رمقهم من الجوع الذي يعانونه .
ارسال التعليق